يبحث النجار هشام كحيل "60 عامًا" على قطعة خشبية مستديرة في منجرته التي لا تتجاوز الغرفتين، ليركبها على ماكنته التي تساعده في تشكيل قطع فنية رائعة.
ويبدأ النجار بتشكيل قطعته الخشبية بمنجرته في حي التفاح شرق مدينة غزة، استعداداً لتحويلها إلى قطعة فنية تراثية تذكر المواطنين في ماضٍ جميل من زمن الأجداد.
ويمسك "كحيل" بيده اليمني "إزميل" ليساعده في حفر ونقش القطعة الخشبية والتحكم فيها لتخرج بالشكل الفني المطلوب .
وما أن تبدأ الماكنة بتدوير القطعة الخشبية حتى تسود حالة من الصمت المطبق في المنجرة ، وتبدأ حالة التركيز الشديد تظهر جليًا على وجه النجار كحيل.
ويحمل الرجل الستيني إحدى قطعه الفنية، ويقول لـ"الوطنيـة"، إن لكل قطعة حكاية خاصة وأحاسيسها وحيثياتها ومزاجاتها التي تتميز بها عن الأخرى.
ورغم الإمكانيات والأدوات البسيطة التي يملكها "كحيل" إلا أنه استطاع أن يصنع جمالًا فنياً يخطف قلوب المارة ويدفعهم لدخول المنجرة لمشاهدة أعماله والتعرف على القطع عن قرب.
ويوضح "كحيل" أنه يستخدم في أعماله نوعان من الخشب، وهما "الزان والسويد"، لشح الأخشاب في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 10 سنوات، وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وما دفع كحيل لصناعة هذه التحف و"الأنتيكا" – حسب قوله - هو ندرتها في القطاع وارتفاع أسعار الموجود منها، بالإضافة لمنع الاحتلال دخول التحف المستوردة.
وترتيب الأشكال الفنية في المنجرة، شجع المواطنين على زيارتها والاقتناء منها دون الرجوع لمعارض التحف، بحسب كحيل.
ويؤكد أن تواجد المنجرة في حي شعبي شرق غزة، السبب في عدم ظهور أعماله إلى المواطنين، وهذا أدى لإضعاف البيع وقلة الانتشار.
ويرى النجار بأنه ليس من الضروري التركيز على الوقت المستغرق في صناعة القطع الفنية، بل الأهم أن تظهر بالشكل المطلوب.
المصدر : الوطنية-صابرين الحرازين