بدأت حركة "حماس" في الوطن والشتات والسجون انتخابات عامة تشمل هيئاتها القيادية الوطنية والمحلية بمستوياتها كافة، وتستمر أسبوعاً.
ونقلت صحيفة "الحياة اللندنية" عن مسؤول رفيع في حركة "حماس" بقطاع غزة أن الانتخابات ستتوج بتشكيل مجلس شورى مركزي يضم 45 عضواً من هذه الدوائر، يقوم بانتخاب رئيس المكتب السياسي وأعضائه البالغ عددهم 19، في أول فرصة يتاح له فيها الالتئام.
وأضاف أن انتخابات غزة تستغرق أسبوعاً يجري في نهايته انتخاب مجلس الشورى والمكتب السياسي الخاص للقطاع.
ويتوزع أعضاء المكتب السياسي المركزي على النحو التالي: ستة ممثلين لقطاع غزة، وستة ممثلين للضفة، وستة للشتات"، أما رئيس المكتب السياسي، فيختاره المجلس في انتخابات مفتوحة.
ودرجت الحركة على اختيار أسيريْن، واحد من الضفة، وآخر من غزة، لعضوية المكتب السياسي يحسبان من حصة كل منطقة، وأحياناً يجري ملء المقعدين من أسرى محررين، بحسب المسؤول.
وتابع "عادة ما تضيف "حماس" إلى مجلس الشورى 12 عضواً مراقباً من الكفاءات ومن فروع "الإخوان المسلمين" الأخرى في المنطقة، ليصبح عدد أعضاء المجلس 57 عضواً، ولكن هؤلاء الأعضاء المراقبين لا يمتلكون حق التصويت".
وتوقع المسؤول بأن ينحصر التنافس على رئاسة المكتب السياسي بين اثنين هما نائب رئيس المكتب السياسي الحالي إسماعيل هنية، وعضو المكتب موسى أبو مرزوق.
وأكد أن رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة خالد مشعل خارج المنافسة لأنه شغل منصبه لولايتين، وفق ما ينص عليه النظام الداخلي للحركة.
ويتمتع مشعل بمكانة داخلية وخارجية رفيعة، لكن المسؤولين في الحركة يقولون إن النقاش الداخلي في الحركة حُسم لمصلحة احترام النظام الداخلي،وفق المصادر.
وقال مقربون من مشعل إنه سيواصل العمل السياسي من مقره في الدوحة حتى بعد خروجه من رئاسة المكتب السياسي.
وأكد أحد أبرز المقربين منه وفقا للحياة اللندنية، يحظى مشعل بمكانة سياسية مهمة في المنطقة، ولديه علاقات إقليمية واسعة، لذلك فإن الحركة تواصل تكليفه القيام بملفات مهمة.
ويرجح العديد من المسؤولون في "حماس" أن يعود مشعل إلى التنافس على قيادة الحركة في الانتخابات التالية بعد أربع سنوات.
وقال المسؤولون إن مشعل سيظل يحتفظ بمفاتيح المستقبل في "حماس"، مشيرة إلى أنه يحظى بغالبية داعمة في أي انتخابات مقبلة، إذ يحظى بتأييد واسع بين قادة الحركة في الشتات وفي الضفة.
وفي حال انتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي، سينتقل مركز القرار السياسي للحركة إلى قطاع غزة، لكن من المستبعد أن يؤدي ذلك إلى تغييرات جوهرية في سياسة الحركة لأن المرشحين لخلافته يتفقون على الخط السياسي العام لـ "حماس".
وأمضى هنية الأشهر الأربعة الأخيرة في الدوحة، وهو ما يراه كثيرون مؤشراً على ترتيبات لاختياره رئيساً للمكتب السياسي خلفاً لمشعل، مشيرين إلى أن الفترة التي أمضاها هناك كانت بمثابة تدريب على تولي القيادة المركزية للحركة في المرحلة المقبلة.
وتواجه القيادة الجديدة لحركة "حماس" تحديات كبيرة، أبرزها إنهاء الانقسام، ورفع الحصار عن قطاع غزة، والدعم المالي.
وكان الدعم الخارجي للحركة تراجع بصورة كبيرة في الأعوام الأخيرة بعد إغلاق الأنفاق التي كانت تعد المصدر المالي الأول للحركة وحكومتها، كما قالت الصحيفة.
كما قلّصت إيران دعمها المالي للحركة بصورة كبيرة جداً، وحصرته في الدعم العسكري لـ "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري للحركة.
كما تراجع الدعم المالي الشعبي من دول الخليج العربي الذي أصبح جزء كبير منه موجهاً إلى السوريين.
المصدر : الوطنية