بداية الصباح لدى الشاب خليل شمعة تختلف عن الأشخاص الطبيعيين، حيث يبدأ يومه بين عبوات وأشرطة الدواء المختلفة بسبب مرض في الغدة الجار درقية المسؤولة عن تنظيم مستويات الكالسيوم والفسفور وبعض المعادن الأخرى.
ويعاني الشاب شمعة من سكان منطقة التفاح شرق غزة من نقص في بعض الفيتامينات والمعادن المختلفة التي تساعد أعضاء الجسم على القيام بوظائفها بشكل طبيعي، حيث يفتقد للتنظيم في مستويات تركيز هذه المعادن المهمة لجسم الإنسان.
ويقول شمعة إن هذه المشكلة تجبره على تناول أكثر من 120 حبة دواء بأنواع الفيتامين والمسكنات لتهدئ من روعه وتخفف من ألمه، معبرًا "حياتي كلها دواء".
ويوضح أنه في عام 2008 تم تحويله إلى مستشفيات إسرائيل بعد أن شُل تماماً عن الحركة بسبب عدم استقرار نسبة الكالسيوم في جسمه، وعادت به الكرة إلى فقد حركته بشكل كامل عام 2014 و2016، مشيراً إلى أنه خلال هذه الأعوام ومع تأزم حالته الصحية كان يعاني من فقدان بصره وتشنجات في العضلات لفترات متقطعة.
ويؤكد أنه منذ التفاقم الكبير في حالته الصحية قبل عامين وهو يحاول الحصول على العلاج في الخارج ولكن دون جدوى، فهو منذ شهر يوليو الماضي ينتظر الموافقة على موعد تحويلته إلى مستشفيات إسرائيل، مضيفاً "أنا أتناول 5 أنواع من الدواء حسب وصفة الطبيب وهناك عدد من الأدوية تنقصني وهي غير موجودة في غزة".
وتابع أن دائرة العلاج بالخارج لم يتعاونوا معه في تحديد موعد نهائي لخروجه للعلاج، قائلا "أنا ذهبت لجميع المسؤولين واصحاب الشأن ولكن لا أحد سمع مني طول الفترة ولا أدري ماذا أفعل".
ويتألم خليل الذي بالكاد يستطيع توفير المال ليأتي بالعلاجات اللازمة له حينما تنقطع العلاجات الخاصة بعنصري البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذين لا يتوفران في أحيان كثيرة بغزة، قائلاً إنه غالبا ما يلقى تهميش من قبل الأطباء بل ويواجه تهكم شديد منهم ولا يحظى بالراعية الكاملة من قبلهم.
مناشدة الرئيس
وطالب شمعة الجهات المعنية بالعمل على تحويله للعلاج في الخارج، حيث أنه تم تحديد عدة مواعيد له في مستشفى المقاصد بالقدس ولم يتلقى ردًا أو مساعدة، مضيفًا "لو أن أحدًا من المسؤولين مرض لذهب للعلاج أينما شاء".
كما طالب شمعة الرئيس محمود عباس بتقديم المساعدة له وتبني حالته وتقدير آلامه وتسريع خروجه من غزة إلى أي بلد للعلاج لأن حالته غير مستقرة وقد يحصل مضاعفات خطيرة عليها.
وتساءل هل يجب أن أموت حتى أتلقى الاهتمام والانتباه لحالتي الخطيرة، مضيفاً: " المفروض أن تكون الدولة هي المُوكلة في حالتي كمواطن "فلماذا لا ألقى الرعاية المطلوبة؟".
وأكد أنه لا يستطيع شراء العديد من الأدوية المهمة لاستكمال علاجه لغلائها أو لعدم توفرها.
غذائه الدواء
بدورها، تقول أم خليل والتي تعتبر المشرف الأول على حالته والمراقب الدائم لحالته المرضية، إن ابنها لا يتغذى إلا على الدواء بسبب حالته المتدهورة، " ومع ذلك لا أجد اهتماما كبيراً من قبل الأطباء أو الجهات الحكومية تجاه حالته"
وأضافت " لأكثر من مرة أذهب إلى المشفى لرؤية الطبيب أنا وخليل وأجد عدم الاهتمام من قبل الأطباء، إلا أن بعضهم كان يساعدنا ويوجهنا".
وأكدت أن أصناف الدواء الموجودة في غزة ليست على مستوى كافٍ من الجودة، إضافة إلى فقدان أصناف مهمة من الدواء كالمغنيسيوم، أدى إلى فقدانه البصر عدة مرات.
وخاطبت كل الجهات المسؤولة في غزة " إذا لا تستطيعون معالجة ابني امنحوه التحويلة للخارج طالما أن حالته تم تشخيصها ومعروف للجميع أنه يحتاج العلاج للتعافي أو التخفيف عنه في الكثير من أعباء مرضه".
علاج
ويقول الطبيب المعالج محمد زغبر إن على خليل أن يتناول أكثر من 100 قرص كالسيوم يوماً لتحسين الحياة، "وفي الوهلة الأولى قد لا تصدق ذلك ولكن هو يتناولها على الاقل ومستوى الكالسيوم تحت المستوى الطبيعي".
وشدد على أن الطريقة الأمثل لعلاج خليل هو توفير دواء مشابهات هرمون الغدة الجار درقية، " ولو تستطيع وزارة الصحة أن توفر له هذا الدواء قد يحصل تحسن في حالته".
المصدر : فادي بارود - الوطنية