ركزت الصحافة الإسرائيلية اهتمامها في الأعداد الصادرة صباح الأربعاء، على تقرير مراقب الدولة، يوسف شبيرا، حول سلوك المجلس السياسي الأمني الاسرائيلي قبل وخلال حرب 2014 التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
وأكدت صحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه حينها موشيه يعلون، ووزراء المجلس الوزاري لم يفحصوا خلال السنة التي سبقت حرب 2014 إمكانية منع التصعيد.
وأوضحت الصحيفة أن مراقب الدولة وصف كيف لم يقم المجلس الوزاري المصغر، طوال 16 شهرا مضت منذ تشكيل الحكومة السابقة، بإجراء أي نقاش سياسي جدي حول قطاع غزة، حيث أن الغالبية المطلقة للنقاشات، بما في ذلك التي سميت "استراتيجية" تعاملت فقط في المسائل العسكرية.
وبيّنت أن مراقب الدولة كشف أيضًا انه حتى عندما عقدت جلسات لمناقشة الاستراتيجية إزاء غزة، فقد كانت جلسات ضعيفة، لم تسفر عن نتائج حقيقية.
بينما عقب نتنياهو: "أنا أدعم قادة ومقاتلي الجيش على نجاحهم الكبير في حرب 2014، مدعيًا أن الجيش أنزل بحماس أشد ضربة في تاريخها، "إسرائيل قضت على حوالي 1000 مقاوم، ودمرت آلاف الصواريخ".
وأكد تقرير مراقب الدولة أن الجيش الاسرائيلي دمر فقط نصف الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس – وبذلك لم ينفذ المهمة الرئيسية التي طرحت أمامه، كما يحدد المراقب بأن الجيش الاسرائيلي استخدم تقنيات حربية قديمة لا تلائم مواجهة الانفاق.
وذكر التقرير أنه على رغم من خطورة موضوع الأنفاق، إلا أنه لم يطرح في سلم الأولويات الاستخبارية القومية إلا في مطلع عام 2015، وقد أثر ذلك على الموارد التي تم تخصيصها لمعالجة المشكلة، ومس بقدرة إسرائيل على مواجهة تهديد الأنفاق.
ورد مراقب الدولة في بيان على الانتقادات التي وجهها إليه نتنياهو بشأن التقرير، "من الحيوي جدًا أن تركز القيادة السياسية والجيش والجهاز الأمني على دراسة التقرير واستخلاص الدروس وليس على الإهانات، وذلك من أجل تحسين إجراءات العمل على مختلف المستويات، والاستعداد للتهديدات القائمة".
وقال شبيرا "التقرير يكشف عيوب جوهرية في سلوك المجلس الوزاري السياسي – الأمني، الذي يترأسه رئيس الحكومة، كما يكشف عيوب ملموسة في تعامل الجيش مع تهديد الانفاق على المستوى الاستخباري، وفي بناء القوة وتفعيلها، وفي المسار التكنولوجي".
ويمتد التقرير الذي يأتي نشره بعد عامين ونصف على انتهاء الحرب، على 200 صفحة، عالجت إجراءات اتخاذ القرارات في المجلس الوزاري المصغر بشأن قطاع غزة قبل الحرب ومع بدايتها، وكذلك مسألة معالجة الأنفاق الهجومية في القطاع خلال الحرب.
بدوره، قال يعالون، إن التقرير سياسي، وأن سلوكه كوزير الجيش، إلى جانب مسؤولية رئيس الحكومة ورئيس الاركان، منع حدوث كارثة، مضيفًا "التقرير يفحص جوانب جزئية من معركة معقدة، ويتجاهل معايير واسعة، لأنه وقع أسيرا في أيدي سياسيين كانت لهم مصلحة في تغذية مكتب المراقب بمعلومات مغرضة".
أما تعقيب رئيس إسرائيل رؤوبين ريفلين على تقرير المراقب كان أن "العيوب التي كانت وتم كشفها يجب تصحيحها، هذا ليس وقت تبادل اللكمات".
أما صحيفة إسرائيل اليوم قالت إن السلطة الفلسطينية في رام الله وسلطة حماس في غزة امتنعتا عن التعليق بشكل علني على تقرير مراقب الدولة، لكن أحد المسؤولين الكبار في حركة حماس قال لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "المسؤولين الاسرائيليين في حكومتكم وجيشكم يفاخرون المرة تلو الأخرى بأنهم حققوا الردع ونجحوا بتحطيم حماس، بينما في الواقع لا يوجد أي أساس لهذه الادعاءات.
المصدر : وكالات