انطلقت أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن لبحث عدد من القضايا العربية والإقليمية في غمرة أزمات عدة تمر بها المنطقة العربية.
ويشارك في هذه القمة 18 من زعماء وقادة الدول العربية، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، ومنسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
وتناقش القمة، نحو سبعة عشر بندًا أقرها وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماعات التحضيرية التي عقدت تتعلق بمجمل الملفات العربية والإقليمية.
ويأتي على سلم القضايا التي تناقشها القمة الملف الفلسطيني وسبل إحياء عملية السلام بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب.
وتأتي القمة في وقت أدت فيه أزمات متفاقمة في المنطقة العربية إلى أوضاع مأساوية للملايين في عدد من الدول العربية، بعضهم نازح وبعضهم مشرد، وآخرون قرروا المخاطرة بالهجرة إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.
وتشهد دول العراق وسوريا واليمن وليبيا حروبا أو نزاعات مسلحة تزيد تدخلات إيران من حدتها، فيما تعاني دول عربية أخرى أوضاعا اقتصادية سيئة أثرت سلبا على متويات معيشة سكانها.
كلمة العاهل الأردني
وأكد العاهل الأردني عبدالله الثاني أن "إسرائيل" تستمر في توسيع الاستيطان وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام بين الدولتين.
وقال الملك عبدالله في كلمته بالقمة العربية إنه "لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين"
وأضاف "الأردن هو الأقرب لفلسطين، "فدماء شهدائنا ما زالت ندية على ثرى فلسطين ونحن على تماس يومي ومباشر مع معاناة الشعب الفلسطيني وأهلنا في القدس".
وأكد أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتيـن العربية والإسلامية.
وأكد أن الأردن سيواصل التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم والوقوف بوجه محاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى.
وقال إن "واجب الحكومات العربية أن تعمل معًا لتحصين دين الشباب وفكرهم من الإرهاب الذي يهدد العرب والمسلمين".
وأضاف أن ضحايا "الإرهاب" أكثرهم من المسلمين ولا بد من تكامل الجهود بين دولنا والعالم لمواجهة هذا الخطر من خلال نهـج شمولي.
كلمة أمين عام الجامعة العربية
من جانبه، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته إنه "لا يخفى على أحد منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي".
ودعا أبو الغيط الدول العربية إلى "العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي في الأزمات الكبرى سواء في سوريا أو في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا، فهذه الأزمات جميعا تشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي".
وأضاف: "لا يصح في رأيي أن يبقى النظام العربي بعيدا عن أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث وأعني بذلك المأساة السورية، لا يصح أن ترحل هذه الأزمة الخطيرة إلى الأطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم".
كلمة الأمين العام للأمم المتحدة
من ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف غوتيريس في كلمته بالقمة العربية، أن المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية بحسب القوانين الدولية كافة".
وفي السياق، أكد بأن الحل السياسي هو الوحيد القادر على حل النزاع في سوريا، وأن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع العالم العربي لتحقيق السلام الدائم.
الملك سلمان
بدوره، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إنه لا يجب أن تشغلنا الأزمات في المنطقة عن أهمية القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني.
وشدد الملك سلمان في كلمته بالجلسة الافتتاحية بالقمة العربية، على ضرورة الحل السلمي للأزمة في اليمن، مؤكدًا أن وحدة اليمن وتحقيق وحدته واستقراره من أوليات المملكة.
وأوضح أن الحل في اليمن يجب أن يتم على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وفي الملف السوري، قال الملك سلمان إن الشعب السوري يتعرض للقتل، ويجب إيجاد حل سلمي للأزمة.
وفي الشأن الليبي، دعا العاهل السعودي الفرقاء إلى العمل على حفظ أمن واستقرار الأراضي الليبية، مؤكدًا أن أخطر ما يواجه أمتنا العربية هو الإرهاب والتطرف.
الأمير الكويتي
من ناحيته، أكد الأمير الكويتي صباح الأحمد الجابر الصباح، أن "إسرائيل" تقف حائلًا أمام تحقيق عملية السلام في المنقطة.
وقال إن "ما يسمى بـ "الربيع العربي" وهم أطاح "بأمن واستقرار أشقاء لنا وعطل التنمية والبناء لديهم وامتد بتداعياته السلبية ليشمل أجزاء عدة من وطننا العربي".
ودعا الصباح في كلمته أمام الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية إلى استخلاص العبر مما حصل وإلى تصحيح العديد من مسارات "عملنا تحصينا لمجتمعاتنا وتماسكا لجبهتنا الداخلية وتحقيقا لتطلعات شعوبنا المشروعة".
وأضاف أن ما يواجهه العالم العربي من تحديات جسيمة يفرض الالتزام بنهج مختلف "عما درجنا عليه في السابق" داعيا الى أن تكون هذه القمة بداية لتحديد مسار جديد "نعمل من خلاله على التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصا للمعوقات التي نواجهها ولندع بقية موضوعاتنا الاعتيادية للنظر فيها والتعامل معها عبر المستويات الوزارية".
الرئيس المصري
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن القضية الفلسطينية هى القضية الأولى والمركزية للعرب، ولكنها مازالت عصية على الحل.
وقال السيسي خلال كملته بالقمة العربية، إن مصر تجدد التزامها للوصول إلى حل القضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية والمبادرة العربية، مشددًا على ضرورة استعادة الجسد العربي لعافيته أصبحت ضرورية لاستعادة قوة العرب.
أكد الرئيس دعم مصر للحل السياسى فى اليمن استنادا للقرارات الدولية والمبادرات الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وأوضح أن العلاقة بين "الإرهاب" وتهديد كيان الدولة علاقة تفاعلية، لافتًا إلى أن الإرهاب استغل الفراغ فى ضعف المؤسسات الوطينة.
وطالب بالعمل على مسارين متوازيين، هما محاربة الإرهاب وبذل الجهد لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة، مضيفًا: الإرهاب كالمرض الخبيث يتغلغل في نسيج الدول والمجتمعات.
وشدد على أن مواجهة الإرهاب تبدأ بالحسم العسكري وتنتهي بالتصدي للفكر المتطرف على المستوى الديني والتعليمي.
أمير دولة قطر
من جهته، قال أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، إنه لن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة أو دولة في غزة.
وأكد الأمير تميم في كلمته بالقمة العربية المنعقدة إن التضامن العربي عامل أساسي في تحقيق التطلعات العربية.
وأضاف أن المشكلة ليست في الخلاف وإنما في كيفية إدارته، ونحن قادرون على توحيد الرؤى ومواجهة التحديات.
وشدد على ضرورة إجبار النظام السوري على تنفيذ القرار الدولي 2336.
وعبر عن تقديره للأردن ولبنان لاستضافة اللاجئين السوريين.
الرئيس محمود عباس
من ناحيته، حذر الرئيس محمود عباس، من تحويل إسرائيل الصراع السياسي إلى ديني، مؤكدًا أنه يعمل على انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال عبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية.
وقال الرئيس في كلمته بالقمة العربية الـ 28 اليوم الأربعاء:" إننا تعاملنا في جميع المراحل بمرونة عالية وتعاملنا بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الرامية لتحقيق السلام".
وأضاف:" الحكومة الإسرائيلية عام 2009 سعت لتقويض حل الدولتين، وسرعت وتيرة الاستيطان ونهب الأراضي الفلسطينية، كما أنها مضت في مخططاتها بالاستيلاء على القدس الشرقية وعدم احترامها لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية ومتواصلة في ذرائعها حتى نعترف بيهودية الدولة".
وشدد على أن إسرائيل عليها إنهاء الاحتلال اذا أرادت أن تكون شريكا للسلام، مؤكداً أن حل الدولتين على أساس حدود 1967 هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
وطالب العرب بزيادة الموارد المالية لدعم وتعزيز ثبات سكان القدس، في ظل ما تتعرض له من انتهاكات إسرائيلية،" القدس تدعونا لنصرتها وزيارتها للتأكيد على حقنا فيها".
المصدر : الوطنية