قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار إن الوضع في غزة صعب، والقادم أيضا سيكون أصعب، لكن الذي نجح في مواجهة الاحتلال على مدى السنوات العشر الأخيرة قادر على تخطي هذه الصعاب.
وأضاف الزهار في حوار مع صحيفة "القدس العربي" أن حماس ستتحرك وتتواصل مع العالم العربي وغيره وكذلك الشعوب العربية لتوفير مصادر رزق للشعب الفلسطيني بعيدا عن الانتماء السياسي.
وأشار الزهار إلى أن حماس ليست طرفا في قضية خصم أو قطع رواتب الموظفين، مشيرا إلى أن هذه الخطوة جاءت من أجل تصدير الأزمة.
وأوضح أن هناك من يظن أن اللذين قطعت رواتبهم سيواجهون حماس أو الإدارة في غزة أو المجلس التشريعي، مضيفا وهو يشير إلى وقوف حماس مع هؤلاء نحن وإياهم يداً واحدة لمواجهة هذه الجريمة.
وقال إن "هذه الأموال لا تأتي باسم محمود عباس ولا باسم حماس"، مشيراً إلى أنها تأتي باسم الشعب الفلسطيني.
واتهم الرئيس عباس بالاستئثار بهذه الأموال طوال الفترة الماضي، مضيفا الآن يريد تصدير أزمته لغزة وهو الخاسر. وتابع "انظر للشارع ضد من يهتف الآن".
وكانت بداية الأزمة انفجرت الثلاثاء الماضي، حين تفاجأ موظفو السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، باستقطاع 30% من قيمة رواتبهم، وهو ما أثار حفيظتهم وحفيظة الشارع، وخرج هؤلاء أول أمس السبت في تظاهرة حاشدة في ميدان السرايا وسط مدينة غزة، طالبوا خلالها برحيل رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، ودعوا الرئيس لإصدار قرار بإنهاء الأزمة وإعادة رواتبهم كاملة، خاصة بعدما تسبب لهم القرار بأزمات مالية واقتصادية كبيرة.
لقاء وفد مركزية فتح
وقال عضو المكتب السياسي :" إن حركته لا تمانع عقد اجتماع مع اللجنة التي شكلتها اللجنة المركزية لحركة فتح، شرط أن تكون هذه اللجنة تحمل تصورات لحل مشكلة الانقسام، مضيفاً أن حماس أدارت سابقا الحصار في أشد حالاته.
ورفض الزهار أن تكون اللقاءات كسابقاتها، وقلل من أهمية قدرة قرارات السلطة الفلسطينية الأخيرة بتقليص رواتب موظفي غزة، من التأثير على الوضع بشكل عام.
وأضاف في رده على قرار اللجنة المركزية لحركة فتح الاتصال بحركته، إن هذه اللجنة ربما تكون محاولة للالتفاف على القضية بهدف تحميل حماس المسؤولية.
وأكد أنه إن جلست حماس معهم سيقولون كذبا إنها لن تقبل، وإن لم تجلس سيقولون إن حماس هي المسؤولة عن تعطيل الموضوع، مشيرا إلى أن الأزمة التي تفجرت قبل أيام، والخاصة بقطع 30% من رواتب موظفي السلطة في غزة، غير مرتبطة بحركة حماس.
وأشار إلى أن حماس تريد أن تعرف من هي اللجنة وما برنامجها، مضيفا سنسأل إن كانت القصة كما اتفاق الشاطئ ومكة وغيرها، واعتقد أنه ليس من الحكمة أن نعطي الشعب أملا زائفا.
وأوضح أن حركة حماس تريد أن تعرف ما الذي يحمله وفد اللجنة المركزية لحركة فتح من أجل إنهاء حالة الانقسام.
وكانت اللجنة المركزية لـحركة فتح قررت بعد إعلان رفضها لكل الخطوات الأخيرة التي اتخذتها حركة حماس، ومن بينها تشكيل اللجنة الحكومية لإدارة غزة، ولجنة للاتصال والبحث مع حركة حماس للتوصل إلى تصورات واضحة وحلول نهائية في هذا المجال بشكل سريع بما لا يتجاوز يوم 25 من الشهر الجاري .
ورأى الزهار أن تشكيل اللجنة يعد محاولة للالتفاف على قراراته الرئيس عباس التي تواجه بغضب شعبي عارم ليس في غزة بل في كل مكان.
وأكد أن وجود خلاف كبير في البرامج السياسية بين حركة حماس وفتح، متهما الرئيس عباس بأنه لا يريد برنامج المقاومة على الأرض.
وأشار إلى أن حماس دعت سابقا كل الكتل والفصائل للمجلس التشريعي بهدف خلق «مشاركة حقيقية»، لافتا إلى أن الرئيس عباس «لا يريد مشاركة حقيقية».
وقال "هو يريد أن يستثني حماس، وهو برنامج أمريكا والغرب في احتواء الحركة، من خلال إضعاف برنامج المقاومة".
ورأى الزهار أن السلطة الفلسطينية سبق وأن وافقت على دخول حماس الانتخابات بهدف احتوائها، وفق نظرية المسؤول الأمريكي السابق دنس روس، بهدف أن تكون حماس أقلية وبالتالي تجبرها الديمقراطية على «وقف المقاومة».
ودعا الرئيس عباس لتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، كذلك طالبه بـ "الكف عن مسيرته السياسية، التي أدت إلى ضياع فلسطين، وحصار غزة وتجويع الشعب".
المصدر : القدس العربي