مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، يزداد تنافس الفرق التطوعية في فلسطين من أجل مساعدة العوائل الفقيرة ومد يد العون لهم؛ أملاً في تحسين ظروفهم المعيشية الصعبة، وطمعًا في نيل الأجر والثواب.
"حملة الإحسان التطوعية" واحدة من الحملات التي تركّز جهودها بشكل أساسي في أيام شهر رمضان وعيد الأضحى، حيث تطلق قبل هذه الفترة مجموعة من حملات "جمع التبرعات" لشراء المعونات وتقديمها للعائلات المستورة ضمن فعاليات "يلا نفطر سوا"، بالإضافة إلى قيامها بشراء ملابس جديدة وجمع الملابس التي بحالة جيدة جدًا، لإقامة معارض للعيد باسم "بسمة عيد"، تزورها العائلات وتختار منها ما تريد من الملابس لها ولأطفالها.
وبدأت حملة الإحسان التطوعية عملها المجتمعي والإغاثي في أغسطس 2011، حينما رادوت فكرة تدعيم العمل التطوعي في المجتمع، مجموعة من الشباب الجامعيين الذين كانت تربطهم صداقة مسبقة، فقاموا بتأسيس الحملة التي شارفت على دخول عامها السابع على التوالي.
ولا تقتصر فعاليات حملة الإحسان على تقديم المساعدات الإغاثية، بل تتعداها لإقامة فعاليات تنموية لشرائح المجتمع المختلفة، فتنظم زيارات دورية لدور المسنين ومستشفيات الأطفال والكبار، بالإضافة إلى عمل لقاءات تثقيفية في المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة، تتعلق بتغيير عادات سلبية في المجتمع والحد منها، كمكافحة التدخين والمخدرات، وتعلم استغلال الوقت في الأعمال الخيرية، ونشر القيم الحميدة وحملات التشجيع على القراءة وغيرها.
ووصل عدد أعضاء الحملة حتى الآن إلى أكثر من 150 عضو، يشكلون مجلسًا مكونًا من 5 أعضاء يتغير بشكل دوري، وظيفته اختيار الفعاليات التي سيتم إطلاقها سنويًا وتنظيم تنفيذها، ضمن خطط استيراتيجية منظمة.
يذكر أن الحملة لا تتبع لأي حزب أو تنظيم، ولا يحدها العمل المؤسساتي، حيث يعتمد أعضاؤها على التمويل الذاتي شهريًا من أجل إقامة الفعاليات المختلفة، بالإضافة إلى اعتمادهم على جمع التبرعات من الأقارب والأصدقاء وأفراد المجتمع ممن يرغبون بالتبرع، وكذلك التبرعات من خارج فلسطين.
ويقول إسماعيل عزيزة أحد الأعضاء القدامى في الحملة، "فخورٌ كوني أحد أعضاء حملة الإحسان التطوعية، وقد أضافت الحملة لشخصيتي الكثير، فبت أكثر انخراطًا بمجتمعي، وأكثر سعادة بقدرتي على تقديم العون للناس".
وتعتمد الحملة على "تثقيف الأقران" لأعضاء الفريق أنفسهم، حيث تنظم كل فترة دورة قصيرة في مجال معين، كتعليم لغة الإشارة والخط العربي وعلم المناظرات والإسعاف الأولي وغيرها، في إطار تبادل الخبرات بين أعضاء الحملة والاستفادة من القدرات لديهم في إفادة غيرهم.
بينما تؤكد عضوة الحملة أسيل حنون أن إقامة مثل هذه الدورات ساهم في زيادة المعارف لديها، وتقول "أتحمس دائمًا عند إعلان المجلس عن أحد الدورات وأقوم بتسجيل اسمي فورًا، لأني أدرك أن المعرفة التي سأتلقاها من زملائي يكون تقبلها وفهمها أسهل مما لو تلقيتها من أناس أكبر مني عمرًا".
وتحكي أسيل بدورها عن دورة لغة الإشارة المبتدئة التي قدمتها لمجموعة من الأعضاء برفقة زميلها في الحملة "رأيت أنه من واجبي أن أنشر ما أعرفه، وأعمق ثقافة التعامل مع الصم وتعلم لغتهم، وبهذا فكرت مع زميلي في تثقيف أصدقائي في هذا المجال، وسعيدة جدًا لأننا تمكنا من نقل المعرفة لهم".
وتفتح حملة الإحسان التطوعية باب الانتساب لها في كل عام ممن يرغبون بالمشاركة في العمل التطوعي، سواء صغارًا كانوا أم كبارًا، وذلك مساهمة في نشر ثقافة العمل التطوعي وتعميقها في المجتمع بصورة أكبر.
وتعلن الحملة بعد أيام قليلة عن بدء استقبال التبرعات من أجل تنفيذ فعاليتي "يلا نفطر سوا7" و"معرض بسمة عيد9"، واللتين من المفترض أن تنفذهما الحملة خلال شهر رمضان المقبل.
المصدر : نور اللبابيدي – الوطنية