وقعت روسيا وتركيا وإيران اتفاقا يقضي بإنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا.
وكانت الخطة، التي اقترحتها موسكو بإنشاء هذه المناطق، قد حظيت بموافقة الوفود المشاركة في مفاوضات أستانة للسلام في اليوم الثاني لها في كازاخستان.
وقالت وزارة الخارجية التركية الخميس إن الاتفاق سيشمل إدلب وأجزاء من حلب واللاذقية وحمص، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.
وأضافت الوزارة أن الاتفاق سيحظر استخدام جميع الأسلحة في تلك المناطق، وسيسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إليها.
ولكن ممثلي المعارضة السورية المسلحة غادروا المفاوضات قائلين إنهم لا يستطيعون قبول الخطة.
وتقضي الخطة بأن تتوقف الطائرات الروسية والسورية عن القصف، وأن يوقف المسلحون هجماتهم.
وعبر بشار الجعفري، مبعوث الحكومة السورية، عن أمله في أن تناقش روسيا وإيران تفاصيل الخطة مع دمشق في أقرب وقت.
ووصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، ستيفان دي ميستورا، الخطوة بأنها في الاتجاه الصحيح.
عودة ثم مغادرة
وقد عاد وفد المعارضة السورية إلى المفاوضات بعد تعليق مشاركته أمس مطالبا بوقف قصف المقاتلات الحكومية لمناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن المشكلة حلت بعد تدخل مدير جهاز مخابراته، هاكات فيدان.
المطلب الرئيسي للمعارضة هو وقف الغارات الجوية حتى يمكن للناس البقاء في بيوتهم والشعور ببعض الأمن
بسمة قضماني, عضوة اللجنة العليا للمفاوضات
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن دمشق تدعم المقترح الروسي، الذي سبق أن عرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيريه الأمريكي والتركي.
وعبرت بسمة قضماني عضوة اللجنة السورية العليا للمفاوضات في تصريح لبي بي سي عن ترحيبها بالمقترح.
وقالت قضماني إن "المطلب الرئيسي للمعارضة هو وقف الغارات الجوية حتى يمكن للناس البقاء في بيوتهم والشعور ببعض الأمن".
وأضافت "السوريون يتعرضون للترهيب بسبب هذه الغارات على مدار سنوات، وهو ما منع مفاوضات السلام من التقدم، منذ عام 2014، وإذا كانت هذه المناطق الآمنة ستعيد الاستقرار للسكان، وتؤدي إلى محادثات سياسية، فإنها ستكون خطوة أولى".
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن مصدر مقرب من المعارضة قوله إن المقترح الروسي ينص على إنشاء مناطق آمنة في المدن والقرى التي تسيطر عليها المعارضة، شمالي محافظة إدلب، وفي مناطق من محافظة حمص في الوسط والجنوب، وفي الغوطة الشرقية، قرب دمشق.
وتهدف هذه الإجراءات، حسب المقترح، إلى "إنهاء فوري لأعمال العنف"، وتوفير الشروط "لعودة آمنة للاجئين طواعية".
وتستفيد المناطق الآمنة فور إنشائها من مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، حسب التقرير، كما تنشر حول هذه المناطق بعد تحديدها نقاط مراقبة وتفتيش تديرها قوات مشتركة من الحكومة والمعارضة، فضلا عن قوات مراقبة من دول أخرى.
وتشكل روسيا وتركيا وإيران، بحسب التقرير، باعتبارها جهات ضامنة للخطة مجموعة عمل مشتركة خلال 5 أيام من توقيع طرفي النزاع على الاتفاق. وتشرع مجموعة العمل المشتركة في تحديد المناطق، والإشراف على نزع السلاح فيها.
وتساعد الدول الضامنة الحكومة والمعارضة في مكافحة الجماعات المتطرفة، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأسفر النزاع المسلح في سوريا، خلال ستة أعوام، عن مقتل 320 ألف شخص، ونزوح الملايين عن ديارهم ولجوء آخرين إلى دول المنطقة وإلى أوروبا وأمريكا.
وتأتي مفاوضات أستانة، التي ترعاها تركيا وروسيا، تكملة لمفاوضات جنيف، التي رعتها الأمم المتحدة، دون تحقيق هدفها الأساسي وهو إنهاء النزاع المسلح.
المصدر : BBC عربي