قالت مصادر فلسطينية إن اجتماعات مكثفة عقدت بين مسؤولين بارزين من حركة حماس وآخرين إيرانيين بينهم قادة في الحرس الثوري الإيراني، ومسؤولين من حزب الله في لبنان، الأسبوعين الماضيين، انتهت باتفاق مبدئي على استعادة حماس الدعم المالي من إيران.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن تلك المصادر أن هناك اتفاق على استئناف العلاقات وتطويرها واستعادة الدعم المالي كما كان قبل الأزمة السورية.
كما اتُّفق على أن يزور رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، طهران في أقرب وقت على رأس وفد من الحركة، في رسالة تؤكد مد الجسور وتجاوز الخلافات القديمة.
وأوضحت الصحيفة أنه جرى الاتفاق بدعم من اللواء قاسم سليماني قائد وحدة النخبة المعروفة بفيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وإسماعيل هنية ، ويحيى السنوار قائد الحركة في غزة، في وقت تعاني فيه الحركة من أزمة مالية خانقة.
وذكرت المصادر أن إيران كانت ترغب في وصول هنية إلى سدة الحكم، ولم تكن ترغب في أي حال من الأحوال بأن يصبح موسى أبو مرزوق على رأس الحركة، بسبب خلافات كبيرة معه بعد تسريبات اتهم فيها طهران بالكذب فيما يخص دعم المقاومة.
وراهنت إيران من البداية على دبلوماسية هنية الذي يعد ميالا أكثر للتصالح معها، بعكس رئيس حماس السابق خالد مشعل، كما راهنت على صعود العسكر بقوة إلى مكتب حماس السياسي، باعتبار كتائب القسام حليفا قديما لإيران، وما زال يدفع باتجاه استرجاع العلاقة.
وأوضحت الصحيفة أن إيران تنازلت بموجب الاتفاق عن شرط سابق كانت قد وضعته، بأن تعلن حماس موقفا مؤيدا لها في الخلاف مع السعودية.
وقالت المصادر :" إن إيران قرأت في الاتفاق الجديد فرصة لاستمالة حركة سنية قوية إلى جانبها في الصراع القائم مع دول الخليج وعواصم أخرى، بما في ذلك السلطة الفلسطينية".
وبدأ شكل العلاقة الجديد بين حماس وطهران يظهر من خلال التهاني التي لن يتردد القادة الإيرانيون في إرسالها لقادة حماس.
ولم تتردد إيران في تهنئة هنية، فور فوزه برئاسة حماس على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ثم أرسل اللواء سليماني رسالة أخرى، قال فيها: "نتطلع لتعزيز التكامل مع رفاق حماس حلفاء المحور المقاوم، لإعادة الألق للقضية الفلسطينية، ونرجو أن يجري على أيديكم كل خير لمصلحة الشعب الفلسطيني"، وفق الصحيفة.
وهنأ رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، رئيس حماس إسماعيل هنية بانتخابه رئيسا للمكتب السياسي للحركة.
واعتبر لاريجاني في اتصال هاتفي مع هنية أن خلاص فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي يمثل إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضعت دعم نضال الشعب على سلم أولوياتها منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران".
وأضاف أن مجلس شورى الجمهورية الإسلامية لا يزال يقف إلى جانب المناضلين السائرين على درب الحرية وتحرير القدس وجميع الأراضي الفلسطينية، عبر متابعته تنفيذ قانون دعم الشعب الفلسطيني.
وكان هنية قد انُتخب على رأس حماس في السادس من الشهر الحالي، بعد أيام قليلة فقط من إعلان الحركة وثيقة جديدة كانت سببا في التوتر مع إيران وحزب الله اللذين هاجما ضمنا الوثيقة.
وكانت علاقة حماس بإيران توترت بسبب الخلاف الكبير بين الحركة والرئيس السوري بشار الأسد، وقررت طهران بعد ذلك مراجعة الدعم المالي للحركة وقلصته بشكل كبير، ثم استمرت لاحقا محاولات مد جسور بين طهران وحماس.
المصدر : الشرق الأوسط