أكد الخبير الإسرائيلي آساف غيبور أن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تشير إلى أن مصر تدير ظهرها للرئيس محمود عباس، وتسعى جاهدة لإعادة خصمه اللدود النائب محمد دحلان إلى الساحة السياسية.
وقال غيبور في مقال بموقع "إن.آر.جي" إن هذا التحول يتزامن مع ممارسة عباس "عقوبات" على سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.9 مليون نسمة من خلال تقليص رواتب موظفي السلطة بنسبة 3%، ووقف تمويل المراكز الطبية في القطاع وتجميد التحويلات الخارجية لعلاج المرضى في مستشفيات الضفة الغربية وإسرائيل.
وِأشار إلى أن عباس قلص كميات الوقود الخاصة بكهرباء القطاع، وقبل أيام أعلن عن تقاعد إجباري لقرابة 6000 موظف حكومي.
وأكد غيبور -المتخصص في الشؤون العربية- أن إسرائيل تعلم تماما أن إجراءات عباس هذه من شأنها أن تدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمزيد من السياسات المتطرفة، "رغم أنها لا ترغب في التصعيد العسكري حاليا".
ولكنه شدد على أن استمرار عباس بحشر حماس في الزاوية من شأنه إنتاج مواقف أكثر عدائية.
وأوضح أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خشي أن يسفر تدهور الأوضاع المعيشية في غزة إلى قلاقل أمنية في سيناء، مما دفعه لإيجاد تفاهمات مع حماس.
وحسب الكاتب غيبور فإن هذه التفاهمات تقتضي أن تزود مصر قطاع غزة بالكهرباء التي قطعها عباس، مقابل أن تقوم حماس بإقامة منطقة أمنية عازلة بين غزة وسيناء على طول 14 كيلومترا.
لكن أكثر ما أغضب عباس من تفاهمات حماس مع مصر -حسب الخبير الإسرائيلي- هو أن دحلان عدوه الأكبر كان في قلب هذه التفاهمات، حيث يحظى بدعم واضح من السيسي.
وأضاف أن دحلان يعد ضابط الاتصال بين النظام المصري وعدد من المؤسسات الفلسطينية، "والقاهرة تقدر دوره جيدا، وترى فيه كنزا.
وختم بالقول "باتت القاهرة على قناعة بأن دحلان لديه القدرة على التأثير في استقرار الأوضاع في غزة أكثر من عباس، ولذلك تبذل جهودها لتوثيق الاتصال بينه وبين حماس".
المصدر : وكالات