أنهى وفد برلماني غربي من منتدى التواصل الاوروبي الفلسطيني وبالتعاون مع لجنة فلسطين النيابية وعدد من منظمات المجتمع المدني بالقدس، زيارته الى مدينة القدس والأراضي المحتلة عام ٤٨.
ويتكون الوفد من السيناتور الأسترالي السيدة لي ريانون عن حزب الخضر، والقيادي في الحزب القومي الاسكوتلندي النائب السابق في مجلس العموم البريطاني بول موناهان، حيث استمرت الزيارة 3 أيام.
وزار الوفد في اليوم الثالث والأخير للزيارة بعض الاحياء والقرى الفلسطينية غير المعترف بها في الداخل الفلسطيني وخاصة حي دهمش في مدينة اللد، حيث يضم الحي سبعين منزلًا عربيًا يقطنها أكثر من ٧٠٠ فلسطيني تعاني من التهميش وعدم توافر البنية التحتية وهناك الكثير من تلك البيوت صدر ضدها قرارات هدم.
اطلع الوفد على الجدار الفاصل بين الأحياء العربية والأحياء اليهودية في المدينة، كما وشاهد الفرق الكبير بين الأحياء العربية والأحياء اليهودية من ناحية التنظيم وتوافر البنى التحتية وغيرها.
كما، وزار الوفد جنوب فلسطين وتحديدًا منطقة النقب حيث نزل في قرية حورة البدوية وقرية أم الحيران والتقى الوفد ممثلين عن السكان الذين شرحوا لهم الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشونه في ظل إجراءات الاحتلال ومحاولته الاستيلاء على الاف الدونمات التابعة لهم واقامة مستوطنات يهودية عليها.
وشارك الوفد كذلك في خيمة اعتصام الأهالي في وسط مدينة بئر السبع واطلعوا على أخر التطورات فيما يتعلق بالقرى البدوية غير المعترف بها ومعاناتهم من تجاهل الاحتلال لمطالب الاهالي واحتياجاتهم بينما تقوم الدولة بتوفير كافة احتياجات الراحة والرفاهية للمستوطنين.
والتقى مساء الجمعة في العاصمة الاردنية عمان برئيس لجنة فلسطين النيابية في البرلمان الاردني يحيى السعود، ورئيس منتدى التواصل الاوروبي الفلسطيني "ومقره لندن" المسؤول عن تنظيم الوفد بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني في القدس زاهر.
واطلع السعود وبيراوي الوفد الاوربي على برنامج اللقاءات التي قام بها الوفد خلال زيارته التي استغرقت ثلاثة ايّام، وأعربوا عن سعادتهم لزيارة القدس التي تمكنوا خلالها من الاطلاع عن قرب على حجم معاناة المقدسيين تحت الاحتلال.
وقالت السيناتور الأسترالي لي ريانون، إن الزيارة كانت في غاية الأهمية، وأنها ستساعدها في عملها التضامني والاعلامي والسياسي الداعم للحقوق الفلسطينية، مؤكدةً أن مثل هذه الزيارات تعتبر وسيلة ناجحة لتطوير العلاقات مع القوى الشعبية المؤثرة في الغرب وأنها ستساهم بشكل كبير في تعزيز الرواية الفلسطينية للصراع.
بدروه قال القيادي في الحزب القومي الإسكتلندي بول موناهان، إن أوضاع المقدسيين وأوضاع الفلسطينيين في مناطق ال ٤٨ تزداد سوءًا يومًا بعد يوم وأن ممارسات دولة الاحتلال العنصرية ضد الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس ينذر بخطر حقيقي على السلام في المنطقة برمتها.
وطالب بضرورة التعاون بين كل الحريصين على السلام في الشرق الأوسط من أجل الضغط على الإسرائيليين لكي يلتزموا بما يفرضه عليهم القانون الدولي تجاه الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية. مؤكدًا في ذات الوقت على ضرورة الإبداع في أساليب التأثير لتغيير الرأي العام الغربي لصالح الفلسطينيين.
من جانبه، أكد رئيس منتدى التواصل الاوروبي الفلسطيني زاهر بيراوي، أن توقيت الزيارة في ظل التصعيد الاسرائيلي ضد المسجد الأقصى زاد من أهميتها حيث وقف الوفد عن قرب على طبيعة المعاناة التي يعيشها المقدسيون تحت الاحتلال.
وأكد أن الوفد سيكون له دور في نقل الصورة التي عايشها ورآها في القدس الى المجتمعات الغربية والى البرلمانيين والقوى والاحزاب السياسية في بلدانهم والتي ستساهم في التأثير على صانعي القرار من أجل المساعدة في إنهاء هذه المعاناة التي مضى عليها ما يزيد عن سبعة عقود.
وفِي ختام اللقاء أكد النائب يحيى السعود على خطورة الوضع الراهن في مدينة القدس وعلى ضرورة تضافر الجهود لوقف الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية بحق القدس والمقدسات، موضحًا أن لجنة فلسطين وعدد كبير من أعضاء البرلمان يضغطون باتجاه سحب السفير الاردني من تل ابيب ردًا على إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى التي تخالف القوانين الدولية كما تخالف اتفاقية السلام بين الاردن وإسرائيل المعروفة باتفاقية وادي عربة.
واضاف السعود للوفد الزائر أن الشعب الاردني بكل أطيافه ومنابته غير مقتنع باتفاقية السلام ويتمنى قطع العلاقة مع دولة الاحتلال لأن هذه الاتفاقية لا تخدم سوى الإسرائيليين الذين ليس لديهم الرغبة الحقيقية بالسلام.
المصدر : الوطنية