من مطبخها الصغير وعلى صوت صفير الأبخرة المتصاعدة من أواني الطهي، تبدأ رتيبة أهل يومها في استقبال طلبات الطعام عبر صفحتها على فيسبوك "الشام العتيقه"، لتنطلق برحلة عودة إلى بيوت الشام، عبر مزيج من روائح البهارات والأصناف السورية المختلفة التي تُعدّها.
وتَعتبر أهل القادمة من سوريا منذ 6 سنوات الطبخ "فنًا" له أسسه وذائقته الخاصة التي يجب أن يمتلكها من يمارسه، مشيرة إلى أنها اتخذت الطبخ كمهنة من خلال تطويع موهبتها إلى عمل تكسب الرزق من خلاله.
وبدأت رتيبة ممارسة عملها عن طريق مدرسة ابنها الصغير، حين أعدت له أطباقًا كالكُبة والتبولة والمعجنات في يوم دراسي مفتوح، فنالت إعجاب معلماته، فبدأن بتشجيعها على الانطلاق بالفكرة كمشروع رسمي، ولكن بسبب الأوضاع المادية الصعبة، ما كان منها إلّا الانطلاق والمباشرة بالعمل من مطبخ منزلها.
وعن آلية استقبال الطلبات وعرض منتجاتها، تقول أهل للوطنية " بشكل أساسي أعرض الطبخات التي أقوم بإعدادها على صفحة الفيسبوك، أعتبرها المنصة التي أصل من خلالها للجمهور، والتي تساعدني في إدارتها ابنتي من تركيا."
وتتنوع الأصناف التي يقدمها مطبخ الشام العتيقة، فهناك الكبة السورية، والشيش باراك، وصرر الأوزي، والمعجنات المُشكلة، وتُكمل رتيبة الحديث عن بعض الأصناف التي تُعَدْ في مواسم محددة "أقوم بإعداد اللبنية، وهناك أوقات يزداد الطلب فيها على المكدوس، والذي يعد صنفًا أساسيًا اقتحم البيوت الفلسطينية كطبق مقبّلات نتيجة تبادل الثقافات بين البلدين."
ولا تقتصر أهل في إعداد أطباقها على المطبخ السوري، فصنف كالمنسف الأردني لا يغيب عن مطبخها، ويُعتبر من أبرز الطلبات التي تصلها خاصةً في المناسبات، واستطاعت اقتحام المطبخ الغربي بقائمة منوعة من طُرِق إعداد الدجاج والمقبلات.
وتُعدّد رتيبة الحلويات التي تجهزها "أُقدِّم أطباق حلويات مختلفة كالجاتوه وحلاوة الجبن، وأعد الكعك والمعمول في العيد بطريقة تختلف عن طريقة إعدادها هنا في غزة، وأراعي دومًا الجودة عند تقديمها للمشتري."، فاختلاف الأذواق قد يكون سلاحًا ذو حدين، لأن المشتري هو أساس استمرار سير العمل في مطبخ الشام العتيقة.
وتحلم رتيبة أن يزيد إنتاج مطبخها يكون بمقدورها اقتناء كافة الأجهزة الكهربائية التي ستُسهل عليها عملها، فتقول "آلة كآلة الكبة تستطيع إنتاج أكثرمن ألف حبة في اليوم، وهذا سيساعدني في زيادة المنتوج، ويقلل الجهد الذي أبذله خاصة أنني أعمل بمفردي."
واستطاعت أهل رغم كل الظروف المحيطة بها، من غربة أبنائها وتفرق شملهم، ورحلة السفر الطويل من سوريا إلى غزة، أن تُكوّن لنفسها اسمًا، وتكسب ثقة الزبائن لتتحول إلى بصمة بتوافر منتجاتها في كبرى محلات المجمدات والمحال التجارية في قطاع غزة.
المصدر : الوطنية - أسيل حنون