في ساعات مبكرة، يستيقظ معين أبو وادي يومياً للذهاب إلى ورشته الممتلئة بالأدوات والمعدات القديمة، ويباشر بنحت وتنعيم سيوفه لبيعها للمواطنين في غزة، بعدما كانت موهبة يمارسها وقت فراغه.
صناعة السيوف لقت رواجاً كبيراً في الفترة الأخيرة، تزامنا مع إحياء رقصة الدحية، والتي تتطلب ظهور وإمساك السيف في أيدي القائمين على الرقصة.
ويقول أبو وادي الذي يلقب نفسه بـ"سياف العرب" " إن هذه مهنة أجدادي الأساسية، كانوا يعملون بها في بئر السبع من أيام البلاد، أنا حبيت أعيد إحياء مهنة صناعة السيوف من أجل الحفاظ عليها ".
ويبين أن أبو وادي أن صنع السيف يتطلب الكثير من الأعمال، مشيراً إلى أنهم يضطرون لاستخدام الحديد من "خردة السيارات"، حيث يتم طرقه على النار ومن ثم وضعه على الزيت حتى يصل لمرحله التبليد، ومن ثم عمليه التنحيف والتنعيم، وبعدها يتم تركيب له المقبض (الواقي النحاسي)، وثم الغمد (البيت) والزخرفة.
ويشتكي الرجل الأربعيني من الانقطاع المتواصل في التيار الكهربائي والذي يؤثر بشكل كبير على عمله، مشيراً إلى أنه كان ينتج من 10- 12 سيف شهرياً قبل اشتداد الأزمة المستمرة منذ سنوات، أما الأن فينتج 4 سيوف فقط.
ويشدد على أن إغلاق المعابر يؤثر عليهم بشكل سلبي، لا سيما عدم توفر المواد الخام، لافتاً إلى أنه يحاول استبدال الحديد الذي كان يستورده من القدس والضفة والأردن بحديد السيارات، ويتابع "وأيضا الخرز والنحاس والفضة غير متوفرة نستبدلها بمواد موجودة في غزة بأقل كفاءة وأقل تكلفة".
ويشير أبو وادي إلى أن إقبال الناس يزيد على امتلاك السيوف، لافتاً إلى أنهم يستخدمونها كزينة في البيوت وفي رقصة الدحية التي انتشرت في الفترة الأخيرة.
وبالنسبة لأسعارها تتراوح ما بين 100-500$، والسيف الدمشقي يعتبر من أغلى وأجود السيوف، حيث يبلغ سعره 2000 دينار، لاسيما أنه غير قابل لصدأ والكسر.
ويطمح أبو وادي بتأسيس مصنع خاص لصناعة السيوف والشباري والخناجر، كما أنه يأمل بتصدير موروثه وكنزه لكافة الدول العربية.
المصدر : الوطنية - شروق شاهين