كشفت مصادر دبلوماسية دولية وشخصيات رفيعة المستوى بالأمم المتحدة عن وجود مفاوضات سرية بين شخصيات رفيعة المستوى من الرياض وطهران، حيث تهدف هذه المفاوضات لطي صفحة الخلافات والتوصل إلى مصالحة بين السعودية وإيران.
وقالت المصادر في الأمم المتحدة إن الرياض أحدثت تغييرات في توجهاتها ودبلوماسيتها الإقليمية، لكن من السابق لأوانه الحديث عن تعاون وتنسيق بين البلدين، علمًا أن قنوات الاتصالات للتوصل للمصالحة ما زالت سرية.
من جهتها، أكدت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية صباح الأربعاء، وجود مثل هذه المباحثات السرية بين البلدين نقلًا عن مصادر مطلعة في الأمم المتحدة، والتي ألمحت بوجود تفاهمات جدية بين البلدين والتي من شأنها أن تؤدي للإعلان رسميًا عن المصالحة.
وعزت الصحيفة تراجع وتلاشي التقارب بين السعودية وإسرائيل والذي تم الحديث عنه موسعًا خلال الأشهر الأخيرة عبر وسائل الإعلام، إلى التغيير بوجهة الرياض نحو التقارب مع طهران، علمًا أن التقارب وحلف إسرائيل مع الدول السنية المعتدلة أسس على خلفية المخاوف من التوسع الإيراني بالشرق الأوسط، إذ أعقب ذلك تفاهمات بين إسرائيل والسعودية لتعزيز هذا الحلف، بيد أن التقارب بين طهران والرياض مجددًا سيكون بمثابة نقطة تحول.
وحسب تقارير لدبلوماسيين في الأمم المتحدة، فإن اتصالات سرية أجريت مؤخرًا بين شخصيات سعودية وإيرانية رفيعة المستوى، حيث أنه من السابق الحديث عن تنسيق وتعاون بين البلدين، إلا أن المصادر الدبلوماسية أكدت بأن السعودية تبدي استعدادًا واهتمامًا خاصًا وحتى علامات الاستعجال من أجل تعزيز التعاون مع إيران، وتقوم بذلك في هذه المرحلة من خلال قنوات خفية.
وتعتقد مصادر دبلوماسية أن نتائج الحرب على سوريا، والتي تضمن بقاء حكم نظام الرئيس بشار الأسد بدعم وتنسيق بين روسيا وإيران، كان وراء توصل القيادات في السعودية لقناعة لضرورة الصلح مع النظام الإيراني وطي صفحة الخلافات معه، والسعي للتوصل إلى تفاهمات على تقاسيم موارد السيطرة والتأثير بالشرق الأوسط، بدلا من التورط بالمشاركة في الخطوات والخطوات للحد من تأثير إيران، التي تتمتع بدعم روسي.
وأضافت "السعوديون يشعرون بخيبة أمل من سياسة الولايات المتحدة من التقاعس، والتي تركت سورية تحت تأثير الروسي".
وأشارت إلى أن الجمود المتواصل بالمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والذي تتحمل مسؤوليته وتفشله إسرائيل، حفز الرياض للتقرب من طهران، علما أنه قبل عدة أشهر كانت بالسعودية حالة من التفاؤل حيال الدور الأميركي بالشرق الأوسط وبالذات بالملفين الفلسطيني والسوري، وأبدت الرياض قبولها لصفقة السلام الإقليمية التي روج إليها البيت الأبيض وأبدت استعدادها للحلف مع إسرائيل.
واعتقدت الرياض بأن بوادر التقرب التي أعلنت عنها والتصريحات الصادرة عنها والمؤيدة لإسرائيل قد تدفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بقبول أو تقديم أي مبادرة للسلام، لكن خيبة الأمل السعودية من الجمود بالمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، عززتها تصرفات نتنياهو خلال الأحداث بالقدس والأقصى، حيث ايقنت الرياض أن محاولات التقارب لتل أبيب لم تثمر عن أي نتائج التي من شأنها أن تسهم لأي تحرك إسرائيلي تجاه الفلسطينيين,
وحسب تقييمات لدبلوماسيين أميركيين، فإن الرياض توصلت إلى قناعة بأن محاولات الرئيس دونالد ترمب، لكسر الجمود وتحريك مفاوضات من شأنها أن تؤدي لصفقة ما هي إلا محاولات عبثية وإمكانية أن يتحقق أي انفراج أو تقدم تصل إلى الصفر، علمًا أنه وخلال جلسات مغلقة قال جاريد كوشير مستشار ترمب إنه "لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
المصدر : وكالات