أعلن النائب عن حركة فتح محمد دحلان أنه سيضع كل خلافاته مع الرئيس محمود عباس وما أسماهم مجموعته جانباً وتوفير ما أمكن من وسائل التعزيز والدعم له في حال اختار سبيل مواجهة القرار الأمريكي الذي وصفه بالمدمر.
وقال دحلان في كلمة له الأربعاء: " أجزم بأن قرارنا هذا يلبي رغبات وطموحات شعبنا وتوقه الشديد لرؤيتنا متراصين موحدين أمام هذا الخطر الداهم".
وأضاف " إن لم توحدنا القدس فلن نتحد أبداً، فلا ينبغي أن نخذل شعبنا العظيم وهو الذي لم يبخل يوما في الفداء والصبر والعطاء، ومن يتخاذل في هذه المواجهة من أجل القدس، فلن يجد لنفسه سطراً محترماً وكريماً بتاريخ شعبنا".
وشدد على أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية مرحلة سياسية، وبداية معركة وطنية ودبلوماسية وقانونية لا ينبغي لها أن تخبو أو تتوقف قبل إسقاط هذا القرار الأمريكي بكل مفاعيله ومترتباته.
وقال " لا مجال أمام كارثة وطنية خطيرة بهذا الحجم أن تبقى الأمور و تستمر على ما كانت عليها قبل صدور هذا القرار الأمريكي المعادي، فلولا الواقع الفلسطيني البائس وفقر الحنكة و الشجاعة لدى القيادة الفلسطينية المتنفذة و المتفردة لما تجرأت واشنطن على اتخاذ مثل هذه الخطوة".
وأضاف " ولولا الانقسام الوطني الفلسطيني لما أنفضت من حولنا دول العالم العربي والإسلامي مكتفية ببيانات التنديد والاستنكار الباهتة".
ودعا دحلان الذي يتزعم تيار الإصلاح الديموقراطي بحركة فتح الكل الفلسطيني إلى اعتماد أجندة وطنية مختلفة وبرؤية نضالية فلسطينية جديدة تتخطى الذات، "إن أردنا فعلاً إنقاذ ما تبقى من كرامتنا وعزتنا، ومن أجل القدس".
وأكد أن الرد العملي الفعّال لن يكون بالخطب والبيانات السياسية، ولا بتحريك الجموع في إطار زمني مؤقت ، بل من خلال أجندة وطنية جادة و متفق عليها بين كل قوى الشعب الفلسطيني ، وليس من باب مصادرة حق الجميع في اقتراح أسس الاتفاق و التوافق ، بل من أجل فتح و إثراء الحوار الوطني.
ودعا الجميع للامتناع عن كل أنواع التراشق السياسي والإعلامي فوراً، وإعلان الجانب الأمريكي كطرف منحاز لا يصلح أن يكون وسيط سلام.
كما دعا لرفض واضح لما تعده الإدارة الأمريكية مسبقاً ما لم تتراجع عن قرارها، "فبعد هذا القرار لم يعد هناك ما يمكن التفاوض عليه، وما بدأ بخديعة في القدس سينتهي بمثلها في كل شيء".
وشدد على ضرورة ما أسماه إلغاء و تصفية كل أشكال التنسيق الفلسطيني الإسرائيلي الأمريكي و خاصة التنسيق الأمني، والدعوة لاجتماع يضم كل قادة العمل الوطني الفلسطيني دون استثناء و يعقد في الخارج.
وبين أن الاجتماع يبحث الإعلام عن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تعتمد الكفاءات معيارًا، والانسحاب من مسار التفاوض العبثي و اللانهائي مع اسرائيل خاصة بعد انهيار مبدأ عدم المساس بقضايا الحل الدائم و خاصة القدس قبل التوصل الى الاتفاق النهائي.
كما يبحث الاجتماع وفق دحلان، إعادة النظر في وثيقة الاعتراف المتبادل بهدف إلغائها، والعودة فوراً إلى برنامج الإجماع الوطني وعلى أساس وثيقة إعلان الاستقلال الوطني، و عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الخارج بغضون 90 يوم من أجل تجديد و إنعاش المؤسسة الأم.
إضافة إلى استنهاض كل المؤسسات العربية و الإسلامية و الدولية ، و الدعوة لعقد قمة عربية و إسلامية طارئة، و الدعوة لعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة .
المصدر : الوطنية