أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن الوضع في قطاع غزة صعب ويمر في ظروف غير مسبوقة.
وقال في خطاب متلفز في منزله بمدينة غزة الثلاثاء أن غزة في ظل هذه الظروف أمام سيناريوهات غير متوقعة، مشدداً على ضرورة أن تتظافر الجهود من أجل إنهاء الوضع الذي تعيشه.
وأضاف هنية " صعب أن تستمر الأوضاع في غزة بهذا الشكل، وقد نكون أمام سيناريوهات صعبة في هذا الموضوع، وأجرينا مشاورات مكثفة مع كل الفصائل".
وأشار إلى أنه أبلغ هذه الرسالة خلال اتصال مع مسئول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة المصرية
وذكر أنه بحث مع المسئول المصري ملف المصالحة الفلسطينية الذي بدوره أكد على استمرارهم في رعايتهم لها، وحماية وبناء العلاقة التي انطلقت بقوة مع حماس.
وقال هنية : " قمنا بخطوات سريعة دراماتيكية فيما يتعلق بالمصالحة ونحن غير نادمين عليها ومرتاحين لها وهي مسئولة ولازمة وأحدثت اختراقاً في الحالة الفلسطينية الساكنة".
وشدد على أن المصالحة تمر بصعوبات لكنها ستصل ان شاء الله "وما زلنا متمسكين بها ولم نغادر هذا المربع".
وأشار إلى أن اللقاءات والاتصالات لم تتوقف ولا يوجد قطيعة مع حركة فتح، وأن مصر تسعى إلى ترتيب لقاء جديد بين حماس وفتح في القاهرة حينما تتاح الظروف.
وتابع " نحن مستعدون لأي لقاء جديد ومعالجة الاستعصاءات التي تقف في وجه المصالحة".
القرارات الأمريكية
من جهة ثانية، أكد هنية أن القرارات الأميركية الإسرائيلية الحالية تندرج في إطار تحضير المنطقة لما يسمى بعملية السلام الإقليمي أو التطبيع مع الاحتلال بشكل علني.
وقال هنية:" إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتبنى نظرية مد جسور للسلام مع الدول العربية على حساب قضية فلسطين التاريخية.
وكشف هنية عن قرارات أميركية إسرائيلية تهدف إلى توطين الشعب الفلسطيني في مناطق من شبة جزيرة سيناء في مصر والأردن.
وقال إن حركة "حماس" ترفض التوطين وأن فلسطين هي فلسطين ومصر هي مصر والأردن هي الأردن وسنسقط مشروع التوطين بالوعي الفلسطيني.
وأكد أن حركته تعنيها سيادة مصر على كامل أراضيها كما تعنيها سيادة الأردن على أراضيها أيضًا، محذرًا من أن القرارات الأميركية الإسرائيلية المتسارعة تهدف لأن تكون قضية فلسطين على حساب الأردن.
وحذر هنية من خطورة الوطن البديل أو الحديث عن "كونفدرالية" أردنية فلسطينية مع المواطنين وليس الأردن، مبينًا أن حركته تتفهم وتدرك عقم القلق الأردني من القرارات الأميركي المتعلقة بشأن القدس والضفة الغربية وغزة واللاجئين.
وعن الوطن البديل، جدد هنية رفض حركته للوطن البديل الهادف لحل القضية الفلسطينية لاسيما في الضفة الغربية والقدس على حساب الأردن ومصر، مؤكدًا أن فلسطين والأردن الآن في خندق واحد لمواجهة القرارات الأميركية.
وعن القرارات الأميركية الإسرائيلية، أكد هنية أنها تهديد تاريخي لفلسطين ولوجود الشعب الفلسطيني وأن صفقة القرن تهديد للقضية بشكل مباشر.
وطالب هنية، الشعب الفلسطيني لاسيما القيادة الفلسطينية بعدم النظر إلى التحديات من الزاوية التي يستشعرونها، داعيًا القيادة لاستغلال الفرص التي تتيحها القرارات الأميركية الإسرائيلية بشأن القدس والضفة واللاجئين.
وأوضح هنية أن حماس أجرت مناقشات داخلية مكثفة بشأن اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي عقد قبل حوالي 10 أيام في رام الله، لافتاً إلى أن حماس كان لديها رغبة في المشاركة لكن وفق صيغة، حيث عرضتها على جميع الفصائل من ضمنها حركة فتح قبل عقد الاجتماع.
وأضاف:" طلبتُ في الرسالة التي وجهتها قبل عقد الاجتماع بعدة أيام، عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير في أي عاصمة عربية".
وحول قرارات المركزي، قال" يمكن أن تشكل مناخاً للعمل المشترك اذا تم تنفيذها،
وطالب هنية في نهاية خطابه الطويل، بالعمل على تعزيز الوحدة والوطنية وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الشراكة بدون عوائق وتلكؤ، مشيراً إلى أنه من أجل نجاح الاستراتيجية الفلسطينية يجب أن ترتكز على أساس الوحدة.
وتابع:" أطالب بوضع استراتيجية موحدة تنهي معاناة شعبنا وخاصة في غزة، والعمل على استراتيجية نضالية ترفض عملية التسوية وتضع أوسلو خلف.
وشدد على أهمية العمل وفق اتفاق يدير القرار الفلسطيني من خلال بناء وتأهيل منظمة التحرير الفلسطينية، داعياً لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل في الداخل والخارج، "هذه الدعوة مفتوحة ونحن جاهزون لعقده بأي عاصمة عربية وخاصة في القاهرة".
واختتم كلمته:" الاستراتيجية تتطلب الوحدة والقوة والارادة، ونحن أقوياء في حقنا ومقاومتنا ووحدتنا".
يتبع ///
المصدر :