حذر مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة جيلان ديفورن من الأوضاع الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها السكان في قطاع غزة .
وأكد ديفورن في حوار مع صحيفة "فلسطين" اليوم الثلاثاء، أنه لا يستطيع أحد التنبؤ بردة فعل السكان حين يصلون إلى طريق مسدود، مشددًا على ضرورة اتخاذ تدابير تصحيحية أساسية.
وأشار إلى أن هناك مليونا شخص في غزة يكافحون كل يوم لتحقيق طموح أساسي واحد وهو الرغبة في عيش حياة كريمة.
وشبه ديفورن الوضع الإنساني في غزة بحياة رجل عجوز شامخ ولكنه مريض، و تهدد مشاكل الكهرباء و تدني الأجور والفقر والبطالة وشح المياه الصالحة للشرب و صعوبة تقديم الرعاية الطبية اللازمة حياته بالانهيار.
و لفت إلى أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية الأساسية، فالأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج المتخصص خارج غزة، على سبيل المثال مرضى السرطان، يواجهون التأخير وعدم اليقين، في انتظار تصاريح السفر التي لا تتحقق في بعض الأحيان.
وقال "يصعب عليّ أن أفهم لماذا يجب على أم طفل مريض أن ترى طفلها يعاني أو يموت، نتيجة كونه رهينة الجمود السياسي"، موضحًا أن الظروف التي تعيشها غزة جعلت منها مكانًا يصعب للغاية العيش فيه.
وفي سياق آخر، قال ديفورن إن اللجنة الدولية تراقب عن كثب الأحداث وتوثق الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين بشكل عام و خصوصا المزارعين والصيادين، وتنخرط بشكل ثنائي وغير علني مع السلطات الاسرائيلية المعنية.
وأعرب عن قلّقه الشديد إزاء تعليق الزيارات العائلية للأسرى المنتمين لحركة حماس من غزة و للأثر الإنساني المترتب على هذا التعليق، حيث يشكل الحرمان من رؤية الأحباء مصدرًا رئيسًا للمعاناة سواء للمعتقلين أو لعائلاتهم.
و أضاف أنه من حق جميع المعتقلين الفلسطينيين أن يتم احترامهم واحترام كرامتهم وحقوقهم العائلية في جميع الأحوال، كما لهم الحق في تلقي زيارات من أحبائهم، وعلى سلطات الاحتجاز أن تلتزم بالسماح للمحتجزين بالتواصل مع أسرهم.
و عرّج على مسألة تقديم الرعاية الطبية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حيث تقع على عاتق سلطات الاحتجاز وليس على اللجنة الدولية، قائلاً: "ناقشت بنفسي ظروف المعتقلين في الشتاء معهم مباشرة أثناء زيارتي لهم في سجني رامون ونفحة ونشارك حوارات ثنائية مع السلطات الإسرائيلية ".
وعبر عن استيائه وصدمته فيما فعله عضو الكنيست الإسرائيلي أرون حزان بالاعتداء على أمهات الأسرى في أثناء إحدى الزيارات التي يجب أن تتم بطريقة تحفظ كرامة العائلات.
وبين حجم المعاناة الإنسانية التي لا تحتمل وتمر بها 19 عائلة فلسطينية و 5 عائلات إسرائيلية و التي بعد 4 سنوات من نزاع عام 2014، ما زالت تنتظر معلومات عن أحبائها.
و نوه الى أن القانون الدولي الإنساني العرفي ينص على وجوب أن تسعى أطراف النزاع إلى تسهيل عودة جثث من قُتلوا في أثناء النزاع، والهدف من هذه القاعدة هو تمكين الأسر من دفنها بكرامة واحترام، وفقًا لمعتقداتها وتقاليدها.
وشدد في نهاية حديثه على ضرورة ايجاد حلول جوهرية والتي لا يمكن أن تأتي إلا من القرارات السياسية الاستراتيجية، التي من شأنها أن تضع الاحتياجات الإنسانية للسكان في مركز الصدارة.
وأكد أن ما يحتاج إليه السكان هو اقتصاد جيد، وتخفيف القيود المفروضة على حركة الناس والبضائع، وإيجاد حل للخلافات الفلسطينية الداخلية التي تشلّ اقتصاد غزة.
المصدر : الوطنية