علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية تنفيذ الاتفاق الذي وقعته إسرائيل ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حول إبقاء 16 الف متسلل افريقي في إسرائيل.
ويأتي هذا في أعقاب الانتقادات الإسرائيلية للاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، بشأن ترحيل طالبي اللجوء في البلاد إلى دول غربية، وإعطاء مكانة مؤقتة لقسم منهم في البلاد، حيث نفت كل من إيطاليا وألمانيا كونهما شريكتين في الاتفاق لاستيعاب طالبي لجوء.
وذكر "نتنياهو" على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه يجمد تطبيق الخطة التي توصل إليها مع الأمم المتحدة، والتي كان يفترض أن تستبدل خطة طرد طالبي اللجوء من البلاد.
وكتب نتنياهو إنه قرر عقد اجتماع مع وزير الداخلية "أريه درعي" ومع ممثلين عن سكان جنوب تل أبيب، حيث كان يفترض أن يتم استيعاب عدد من طالبي اللجوء.
وأضاف أنه بعد الاجتماع سوف يعرض الاتفاق لإعادة النظر به مجددًا، مؤكدًا أنه عمل في السنتين الأخيرتين مع رواندا لكي تكون "دولة ثالثة" لتستوعب طالبي اللجوء، ولكن الأخيرة تراجعت بسبب ضغوط وأنه لهذا السبب سعى إلى اتفاق جديد يتيح مواصلة طرد طالبي اللجوء، حسب قوله.
يشار إلى أن نتنياهو يعترف للمرة الأولى بأن رواندا هي "الدولة الثالثة" التي كانت تنوي إسرائيل طرد طالبي اللجوء إليها.
وكان قد دافع نتنياهو في وقت سابق، عن الاتفاق الذي وقعته إسرائيل مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وحاول تهدئة الانتقادات المحلية التي وجهت ضد الاتفاق، كما حاول مكتبه تبرير النفي الألماني والإيطالي لكونهما شريكتين في الاتفاق.
وقال إنه يدعم الرغبة في إخراج "كافة المتسللين"، ولذلك بادر إلى اتفاق لإخراجهم إلى دولة ثالثة، مضيفًا "تحصل مفاجآت أحيانًا ولم تصمد الدولة الثالثة أمام الضغوط وتراجعت عن الاتفاق، ولذلك كان يجب التوصل إلى اتفاق جديد أفضل".
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن كافة طالبي اللجوء من دارفور في السودان وعددهم 3 آلاف شخص، سيكونون أول من يحصل على مكانة مؤقتة في إطار الخطة التي تستبدل خطة طرد جميع طالبي اللجوء.
وفي إطار هذه الخطة سوف يتوقف طالبو اللجوء من "إيرتريا والسودان" عن تقديم طلبات شخصية، حيث أن الأمم المتحدة وإسرائيل ستقومان بتقسيمهم إلى مجموعات لتحديد مكانتهم.
وتابعت أنه لم يصدر قرار بعد بشأن 3 آلاف طالب لجوء آخرون سيحصلون على مكانة في إسرائيل في النبضة الأولى من الخطة التي تستمر سنة ونصف، وخلال السنوات الخمس القادمة من المفترض أن يحصل 16250 طالب لجوء آخرين على مكانة لجوء، وعدد مماثل سوف يغادر البلاد إلى دول غربية.
وأضافت أنه ابتداءً من يوم غد سيحصل كل طالب لجوء على مكانة جديدة يطلق عليها "ب1"، وتشكل تصريحًا بالعمل ولكن دون حقوق اجتماعية.
ويتوقع أن تستغرق العملية عدة شهور، مما يعني أن الحصول على حقوق اجتماعية سيكون بموجب وتيرة التقدم في النبضات، وسوف يحصل أول 6 آلاف طالب لجوء على هذه الحقوق خلال سنة ونصف، مما يعني أن آخرهم سيضطر للانتظار مدة 5 سنوات.
أما بشأن نقل المسؤولية عن معالجة شؤون مواطني "السودان وإيرتريا"، فسيكون هناك توزيع عمل بين وزارة الداخلية والأمم المتحدة، حيث سيتم تقسيمهم إلى مجموعات بحسب الوجهة، فالأمم المتحدة تمنح المكانة الملائمة للمجموعات التي ستغادر إلى الدول الغربية لترتيب استيعابهم هناك، في حين تمنح وزارة الداخلية الباقين مكانة مؤقتة في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا وإيطاليا بادرتا مساء أمس الاثنين، إلى نفي كونهما شريكتين في الاتفاق بين إسرائيل والأمم المتحدة بشأن استيعاب طالبي اللجوء.
المصدر : الوطنية