نُشر في موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم السبت، كتاب "خارج الصندوق" الذي يتركز الأخطاء التي ارتكبها أرئيل شارون وإيهود باراك، للجنرال الاحتياط "أورون" شحور، خريج الكلية للأمن القومي، وتقلد عدة مناصب عسكرية استخبارية، ولاحقاً مسؤول عن الدراسات العسكرية والسياسية ذات الصلة بسورية ولبنان والعراق.
وبحسب ما جاء في كتاب شحور، فإن إيهود باراك وأرئيل شارون تسببا بأضرار كبيرة لأمن إسرائيل، حيث أن الانسحاب السريع لباراك من لبنان أبقى أسلحة وذخيرة كبيرة في الميدان، إضافة إلى التخلي عن "جيش جنوب لبنان"، أما شارون فقد أساء بسبب قراره فك الارتباط مع قطاع غزة.
وجاء في الكتاب أن اتفاقيات أوسلو تم التوقيع عليها من قبل أشخاص متسرعين لتحقيق تقدم دون التشاور مع الجيش، حيث رد على ذلك قائلاً:" إن من الواضح أن رابين لم يكن له دور في صياغة اتفاقات أوسلو، ولا شمعون بيرس، ولا يوسي بيلين، وإنما أشخاص مقربون من بيرس، مثل نمرود نوفيك".
وبحسبه فإن الاتفاقيات أدت إلى تقارب مؤقت مع الفلسطينيين والحوار مع الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، ولكن "ذلك لم يكن ناضجا من جهتنا، فكم بالحري من الجانب الفلسطيني".
وأشار إلى أنه التقى عرفات مرات كثيرة، وأنه عندما أنهى مهام منصبه كمنسق لعمليات حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية قام بتوديع عرفات في المقاطعة برام الله.
وحول لقاءاته مع عرفات، يقول "عرفات كان نموذجا غريبا، فمن جهة فهو يحاول أن يكون لطيفا عندما يريد، ومن جهة ثانية فهو غير متوقع". وردا على سؤال عما إذا كان يصدقه، أجاب شحور بالإيجاب. وعن كون عرفات "إرهابيا" كل الوقت، بحسب الصحيفة، قال شحور "على ما يبدو حصل تغيير لديه في أواخر حياته".
وعن الرئيس الحالي محمود عباس، يقول شحور "لقد انضم إلى المحادثات في مرحلة متأخرة. ولم نر فيه مواصفات قائد".
إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن شحور قد احتل العناوين الرئيسية في الإعلام بعد أن التقى سرا في تشرين الأول/أكتوبر عام 1996 مع رئيس المعارضة، شمعون بيرس، في تل أبيب، بعد عدة شهور من خسارته الانتخابات لصالح نتنياهو.
وكانت صحيفة "معاريف" قد كشفت عن ذلك. وفي حينه كشف الصحفي بن كسبيت أن شحور، الذي أشغل في حينه منصب "رئيس اللجنة المدنية للمحادثات مع الفلسطينيين"، لم يلتق بيرس مرة واحدة فقط. كما أجرى في حينه سلسلة لقاءات سرية مع يوسي بيلين وقيادات في المعارضة دون أن يعلم أحد بذلك في الجهازين السياسي والأمني، الأمر الذي فاجأ الأجهزة الأمنية والجيش ومكتب رئيس الحكومة، ما اضطر نتنياهو إلى عزله من منصبه، بذريعة أن الحديث عن "ضابط يتدخل في الشؤون السياسية"، ما دفعه إلى إنهاء خدمته العسكرية عام 1997.
وفي حينه ادعى شحور أنه زار بيرس لوداعه، قال بن كسبيت إن شحور كان يكشف أسرارا رسمية للسياسيين، بينما كان يجري مفاوضات بشأن "الاتفاق المدني" مع الفلسطينيين، ويقدم تقارير لبيرس وأنصاره.
(الشأن الفلسطيني)
وقال شحور إن حل الدولتين لا يبدو قابلا للتطبيق ويقتضي فحصاً مجدداً، وإنما فكرة من قبيل الأحلام.
وحول ما يدور على حدود قطاع غزة (مسيرات العودة الكبرى)، أوضح أنه لم يتفاجأ بها، مضيفاً أن ذلك نتيجة" عدم وجود حوار واتفاق مع الفلسطينيين، فعندما لا توجد عملية سلام فإن هذا ما سيحصل.. فوضى"، وفق تعبيره.
وتابع:" أن الخروج من هذه الفوضى يكون "عبر الحوار مع حركة حماس، حتى لو كانت منظمة إرهابية، يجب المبادرة إلى طريقة للاتصال بها الأمر الذي قد يمنع ما يحصل الآن".
وعن إزالة الحصار عن قطاع غزة، قال إنه بالإمكان التوجه باتجاه آخر، بما في ذلك إقامة ميناء لإتاحة شكل من أشكال الحياة هناك، وإلا فسوف يحصل تصعيد. ويضيف أن الجولة القتالية القادمة في الجنوب تكاد تكون لا بد منها، وإن "القبة الحديدية" لا تضمن عدم إطلاق صواريخ باتجاه البلدات المحيطة بالقطاع والمدن الأبعد.
وأشار إلى عدم استخلاص العبر في الجيش، وقال إن لو تم التحقيق فيما حصل في مدينة السويس في اليوم الأخير من حرب 1973 حيث أصيب العشرات في القتال، لكان بالإمكان منع وقوع ضحايا في اليوم الأخير في الحرب على لبنان عام 2006 في وادي السلوقي".
وأكد أن "العقيدة القتالية للجيش يجب أن تخضع لتغيير جذري. حيث يجب الاعتماد على وحدات صغيرة ونوعية، والتوجه بشكل أقل إلى الدبابات والمدرعات، والعمل باتجاه قتال مرن مع الدخول أكثر إلى جبهة العدو. ومع رئيس أركان جيد، مثل غادي آيزنكوت، فنحن في الطريق الصحيح"، على حد قوله.
ودعا إلى تقليص قوات الاحتياط لصالح الاعتماد على قوى شابة ونوعية، دعا أيضا "الجميع"، بضمنهم "التحريضيون" إلى أخذ دورهم في الجيش. ويضيف أن "الحروب الحديثة بحاجة إلى ضباط صغار وجريئون أكثر مما هي بحاجة لضباط قدامى.
وردا على سؤال بصفته رجل الاستخبارات في منطقة الشمال خلال الحرب العدوانية الأولى على لبنان، عام 1982، كيف يفسر التقديرات الخاطئة بأن قوات الكتائب بإمكانها أن تسيطر على لبنان الأمر الذي أدى إلى وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا، أجاب "لقد كان الجميع أسرى لأفكار وزير الأمن، شارون، والموساد، وكافة التقديرات الخاطئة والمبالغ بها، فقوات الكتائب لم يكن من المفروض أن تكون العمود الفقري الذي نبني عليه".
وعن حرب الخليج عام 1991، حيث دعم وزير الأمن في حينه، موشي آرنس، القيام بعملية برية في العراق، الأمر الذي عارضه رئيس الحكومة، يتسحاك شمير، قال شحور إن رئيس أركان الجيش، دان شومرون، عارض ذلك، وأنه عارض أيضا.
وأضاف أن من "دس أنفه وحاول تحفيز مثل هذه العملية هو إيهود باراك الذي أشغل في حينه منصب نائب رئيس الأركان، بينما كان الجميع يعتقدون أنه لا داعي لعملية قد يكون لها ثمن باهظ".
ومثل شحور أجهزة الأمن في المفاوضات مع مصر بشأن طابا، وعين منسقاً لعمليات حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وكان عضواً في الطواقم المقصلة في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وخاصة ما يتصل بالجوانب الاقتصادية.
المصدر : عرب 48