أكد وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، أن انعقاد القمة العربية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، يأتي في ظل متغيرات إيجابية طرأت على أكثر من بلد عربي من ناحية طرد الارهابيين والانتصار عليهم، وتحقيق مستوى أعلى من الاستقرار في تلك البلدان.
وقال المالكي في تصريح صحفي له مساء الأربعاء، إن القمة تنعقد في ظل غياب إنجاز حقيقي بخصوص القضية الفلسطينية، بل على العكس دخلت مجموعة من المُسببات الجديدة على خط القضية الفلسطينية فرضت عليها مزيداً من التعقيد، ولذلك طالبنا بتسميتها "نصرة القدس" من خلال رسائل تم إرسالها دون رد من الأطراف المعنية حتى الان.
وأوضح أن هذه التعقيدات جاءت بعنوان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وانحيازها المطلق لإسرائيل، وتوفيرها للدعم والحماية لسلطات الاحتلال في كل ما تقوم به من انتهاكات وجرائم مخالفة بشكل فاضح للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما فيه قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها ووقف الدعم المالي، وإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن، وتخفيف الدعم لموازنة الأونروا.
وأضاف "ما نشاهده في هذا العام هو التغول الاسرائيلي في خطواته وإجراءاته، محاولاً الاستفادة من هذا الوضع الجديد الذي فرزته إدارة ترمب بسياساتها وقراراتها، وتحقيق استفادة قصوى في تعميق الاستيطان وتوسيعه في أرض دولة فلسطين، وفرض حقائق جديدة على الأرض تمس المقدسات المسيحية والاسلامية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، والاستفادة بإجراءات لا رجعة عنها بخصوص تهويد القدس الشرقية ومحو كامل لشخصيتها العربية الاسلامية والمسيحية".
وأكد أن هناك عمل حثيث تقوم به الحكومة الإسرائيلية على المستوى التشريعي والإجرائي من أجل إنهاء فكرة حل الدولتين بالمعنى العملي، إفشالاً وشطباً والغاءً للمشروع الوطني الفلسطيني المبني على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وتابع: نذهب اليوم الى الاجتماعات التحضيرية الوزارية لهذه القمة ضمن هذه الخلفية، وعلى وقع الإشاعات المتكررة التي تبثها وسائل الاعلام الإسرائيلية وحتى الجهات السياسية بشأن تقارب عربي اسرائيلي، وتفاهمات في الخفاء لبعض الدول العربية مع اسرائيل على اعتبار إيران العدو الأول من جهة، وتطوير التنسيق الأمني والعسكري والاستخباراتي والعلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين هذه الدول وإسرائيل من جهة أخرى، وهي إشاعات نفتها هذه الدول العربية مراراً وتكراراً.
كما وأكدت الدول العربية في وقت سابق أن أي تطبيع مع إسرائيل يتم فقط بعد قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وأشار إلى أن هذه القمة تنعقد على وقع قرع طبول الحرب فوق أجواء دمشق في ظل تهديدات أميركية أوروبية بقصف دمشق، تحت مبرر الرد على الادعاء باعتداء كيماوي في مدينة دوما السورية، قائلًا "هذا ادعاء لم يتم حتى الان التحقيق فيه من قبل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، وكأن الهجوم الكيماوي يُبرر هجوماً بأسلحة تقليدية ستُدمر أجزاءً من دمشق ويؤدي الى قتل العشرات بل المئات من المواطنين السوريين الأبرياء".
وأضاف "رغم معرفتنا المسبقة وللأسف، أن غالبية هذه القرارات وبعد اعتمادها من القادة العرب تبقى حبراً على ورق، وتبقى تفتقد لأبسط مقومات وآليات التنفيذ والالتزام من قبل تلك الدول التي اعتمدتها".
واختتم المالكي تصريحه بالقول: رغم ارتياحنا من الأجواء المحيطة بهذه القمة، الا أننا نعتبر أنفسنا ذاهبين في مهمة غاية بالأهمية، تستدعي بذل كل جهد ممكن لصالح إبراز القضية الفلسطينية، والتأكيد على أولوياتها واحتياجاتها من دعم مالي وسياسي.
المصدر : الوطنية