قالت الكاتبة الإسرائيلية "فيزيت رابينا"، إن "اغتيال إسرائيل للمهندس الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، دليل على أن حربها ضد حركة حماس يتجاوز الحدود الجغرافية القائمة بينهما.
وأضافت رابينا في مقال نشرته صحيفة "ريشون" الإسرائيلية، أن "تصفية البطش كشفت النقاب عن اغتيالات إسرائيلية متكررة بصورة دورية لعلماء فلسطينيين مرتبطين بمشاريع التسليح، كما هو الحال مع علماء نوويين إيرانيين".
وتابعت أن هذا ما تؤكده الوقائع على الأرض، بدءاً بالمهندس محمد الزواري في تونس، مرورا بمحمد حمدان في لبنان، الذي بقي على قيد الحياة، وهو خريج الهندسة الكيميائية من الجامعة العربية ببيروت، انتهاء بالبطش في ماليزيا".
وتساءلت: "هل اغتيال البطش قد يؤدي لإشعال المسيرات القائمة على حدود قطاع غزة، لا سيما أنها ملائمة لتنفيذ عملية الانتقام لقتله، ما دفع الأوساط الأمنية الإسرائيلية لإبداء المزيد من اليقظة والحذر؟".
وأشارت إلى أن "ضرار أبو سيسي مهندس الكهرباء الذي ترأس الأكاديمية العسكرية لحماس، قد تم اختطافه في 2011 من أوكرانيا، وتم إحضاره للمحاكمة في إسرائيل، بتهمة عضويته في اللجنة الخاصة بتطوير المنظومة الصاروخية للحركة، التي ترأسها محمد الضيف قائد جناحها العسكري، ونظرا لقربه من القيادة العسكرية للحركة فقد فضلت إسرائيل اعتقاله، والتحقيق معه بدلا من اغتياله جسديا"، وفق الكتابة الإسرائيلية.
فيما أشارت إلى "العالم طه الجبوري (64 عاما)، العراقي من أصل فلسطيني، والذي ما زال على قيد الحياة، لكنه بقي بعيدا عن الأضواء، وهو مقيم في بغداد، عقب إعلان الفلبين عن اعتقاله بتهمة عمله في مجال تطوير الصواريخ والقذائف، وقد اعترف خلال التحقيق معه بعضويته في حماس، وبأنه عمل فيها لتطوير منظومتها الصاروخية لتوجيهها ضد إسرائيل".
ونقلت الكاتبة عن مصادر أمنية واستخبارية في تل أبيب، أنه "تبين لاحقا أن الجبوري ذو سيرة ذاتية طويلة في هذه المهنة العسكرية، فقد عمل ضمن صفوف النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين، وفي 2003 بعد احتلال العراق وصل إلى سوريا، وبدأ عمله مستشارا لدى حماس لتطوير المواد المتفجرة والصواريخ، وفي أعقاب تراجع علاقات حماس وسوريا في 2012 سافر إلى تركيا، ومنها إلى الفلبين، وما زالت كثير من المعلومات حول سبب مغادرته واعتقاله غير واضحة حتى الآن".
وذكرت: "ما يضع صعوبات أمام العثور على قتلة البطش أن ماليزيا دولة مترامية الأطراف، ولديها حدود مشتركة مع العديد من الدول، مثل تايلاند وإندونيسيا وبروناي، وحدود بحرية مع سنغافورة وفيتنام والفلبين".
واختتمت بالقول:" هذه الحدود المتعددة من شأنها أن تشجع أي جهاز أمني أن ينفذ فيها عملية اغتيال، كما حصل مع البطش لسهولة الانسحاب منها، نحو أي دولة من تلك البلدان، رغم الوسائل التكنولوجية التي تشغلها السلطات الماليزية للعثور على منفذي اغتيال البطش"، وفق تقدير الكاتبة الإسرائيلية.
المصدر : عربي 21