دعا مفوض شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي يتسحاق بريك، بشكل غير مسبوق إلى تعيين لجنة تحقيق من خارج الجيش برئاسة قاض متقاعد من المحكمة العليا، كي تدقق في مدى جهوزية الجيش للحرب.
جاء ذلك حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة، في وثيقة أعدها بريك وبعثها مؤخرًا إلى وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، وضباط برتبة لواء وأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست.
وذكرت الصحيفة أن دعوة بريك لتشكيل لجنة تحقيق، تأتي على خلفية الخلاف بين الوثيقة التي أعدها وبين قيادة الجيش الإسرائيلي، في أعقاب تقرير أصدره آيزنكوت، في بداية شهر أيلول/سبتمبر الجاري.
وقال إن: الجيش الإسرائيلي جاهز بمستوى عالٍ للحرب. لكن تقرير آيزنكوت جاء مناقضا لوثيقة بريك، التي قال فيها إن الجيش ليس جاهزا للحرب.
ووجه بريك انتقادات حول جهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب، في مؤتمر صحافي عقده الأسبوع الماضي، استعرض خلاله تقريره السنوي حول شكاوى الجمهور.
وقالت الصحيفة إن التقرير السنوي لم يتطرق إلى مسألة جهوزية الجيش بصورة مباشرة، لكن بريك ألمح إلى أن انتقاداته تتعلق بالتدريبات العسكرية والتأهيل والعناية بالأسلحة في وحدات ذراع البرية.
وبعد ذلك، بعث بريك، الأسبوع الماضي، رسالتين إلى كل من ليبرمان وضباط الجيش ولجنة الخارجية والأمن، ركز فيهما بالأساس على سياسة القوى البشرية في الجيش.
وبحسب الصحيفة، فإن بريك تحدث عن وجود أزمة خطيرة من شأنها أن تنعكس على قدرة الجيش كله، وخاصة الوحدات البرية، من حيث أدائه أثناء الحرب. ولذلك دعا إلى تشكيل لجنة التحقيق.
يشار إلى أنه في أعقاب الوثيقة التي قدمها بريك في البداية، كانت ردود فعل قيادة الجيش الإسرائيلي شديدة ورفضت معظم ادعاءات بريك. وأعلن آيزنكوت في الكنيست، في مناسبتين، أن الجيش جاهز للحرب.
وفي خطوة وُصفت بأنها غير مألوفة، بعث آيزنكوت رسالة مفصلة إلى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (كابينيت) ولجنة الخارجية والأمن، تعهد فيها بأن الجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية بمستوى عال للحرب.
واحتوت رسالة آيزنكوت تطرقا منفصلا بما يتعلق بجهوزية الجيش كله وقدرات شُعَبه وأذرعه، ووقع على هذا التقرير ضباط برتبة لواء بحسب الوحدات العسكرية التي يقودها.
وتم تصنيف رسالة بريك الأخيرة أنها سرية، ويرفض المطلعون عليها الإفصاح عن فحواها، وفقا للصحيفة، التي ذكرت أن وثيقة بريك تحتوي على أكثر من 200 صفحة، وتشمل اقتباسات واسعة لمحادثات أجراها بريك مع ضباط برتب مختلفة في ذراع البرية، تحدثوا عن فجوات عميقة في مستوى التدريبات والعناية بالعتاد القتالي.
ويستند بريك في الوثيقة إلى تقرير مراقب جهاز الأمن ومراقب الجيش الإسرائيلي، الذي كشف العام الماضي، فجوات كبيرة في مدى جهوزية سلاح المدرعات للحرب. وقال الجيش لاحقا إن الأخطاء التي وجدها المراقب تم إصلاحها.
واعتبر المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، مطالبة بريك بتشكيل لجنة التحقيقة أنها ليست غير مسبوقة فقط، وإنما هي تعكس أمرين: الأمر الأول هو وجود قلق عميق من وضع القوات البرية، والأمر الثاني هو انعدام الثقة المتزايد في قدرة الجيش الإسرائيلي على فحص نفسه وتصحيح الأخطاء والإخفاقات. كذلك فإنه بعد دخول لجنة الخارجية والأمن إلى صورة الوضع هذه، أصبحت هناك تبعات سياسية لادعاءات بريك.
وتوقع هرئيل أن ليبرمان، المسؤول عن الجيش وعن بريك أيضا، سيضطر إلى التطرق إلى الخلاف بين بريك وآيزنكوت حول جهوزية الجيش للحرب، بعد أن صمت طوال الفترة الماضية. وفي هذه الأثناء.
وطالب عضو الكنيست موطي يوغيف، من حزب "البيت اليهودي"، رئيس لجنة الخارجية والأمن، آفي ديختر، بعقد اجتماع للجنة بأسرع وقت من أجل بحث تقرير بريك.
المصدر : الوطنية