أكد الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بحركة "فتح" نشأت الوحيدي أن هناك المئات من أبناء الشعب الفلسطيني فقدت آثارهم على يد الاحتلال الإسرائيلي مستهجنا ومنددا بتصريحات ما يسمى بمنسق شؤون الأسرى والمفقودين السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي "ليئور لوتان" حول الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في حين يتنكر لوجود قافلة طويلة من الشهداء والمفقودين الفلسطينيين الذين تحتجزهم دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الوحيدي إن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء قامت في يوم الثلاثاء 18 / 6 / 2013 عبر مركز القدس للمساعدة القانونية بتسليم قائمة إلى ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة القدس تضم 65 اسما لمفقودين فلسطينيين للمطالبة بالكشف عن مصيرهم ومعرفة مكان احتجازهم إن كانوا أحياءا أو شهداء.
وأضاف أن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين الفلسطينيين قامت بتوثيق العشرات من أسماء أبناء الشعب الفلسطيني الذين فقدت آثارهم منذ العام 1967 وما قبل العام 1967 على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الوحيدي بحسب إفادة حصل على نسخة منها جاءت على لسان الأسير المحرر خالد محمود ياسين من مواليد 1944 بنحف من قضاء عكا تفيد أن المناضل العربي والأسير الشهيد الحي يحيى محمد اسكاف ( أبو جلال ) منفذ عملية الساحل البطولية في 11 / 3 / 1978 من مواليد قرية بحنين في شمال لبنان بتاريخ 15 / 12 / 1959 لا يزال حيا في السجون الإسرائيلية حيث كان تردد في سجن عسقلان على لسان أسرى تحرروا في عملية التبادل في عام 1985 أنه بقي داخل المعتقل أحد الأسرى اللبنانيين ويعاني من أمراض وإصابة في الرأس ولم يكن أحد في حينها يعلم أنه يحيى اسكاف.
وأوضح الوحيدي بحسب إفادة الأسير المحرر خالد محمود ياسين ومؤسسات حقوقية أخرى أن الأسير ياسين الذي كان قد اعتقل على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي في 9 / 4 / 1973 بعد مشاركته في عملية عين زيف التي انطلقت من القطاع الأوسط – عيناتا في جنوب لبنان مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأطلق سراحه في 20 / 8 / 1987 فقد كان التقى بالشهيد الحي يحيى اسكاف مرتين كانت الأولى في سجن عسقلان عام 1985 والثانية في معتقل الجلمة عام 1987 مشيرا أن أورد شهادته وهو في كامل قواه العقلية والبدنية وأنه لا يبغي سوى إنصاف إنسان مناضل يقبع في زنازين العزل الإسرائيلية منذ 40 عام إضافة إلى أنه مستعد لتقديم شهادته وإفادته المراجع المعنية وجهات الإختصاص وأنه خاطب برسالة الأسير الشهيد القائد عمر محمود القاسم حول الأسير يحيى اسكاف.
وشدد على دور المجتمع الدولي والإنساني في إلزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالكشف عن مقابر الأرقام الإسرائيلية عددا ومكانا وعن السجون السرية عددا ومكانا والكشف عن مصير المفقودين الفلسطينيين والعرب خاصة وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت اعترفت بوجود السجن السري 1391 الذي يقع في المنطقة المجاورة للضفة الغربية من قبل العام 1967 وهو عبارة عن بناية اسمنتية في وسط كيبوتس إسرائيلي تابع لإحدى القرى التعاونية الإستيطانية ومحاطا بأشجار حرجية.
ووصف الوحيدي السجن السري 1391 بحسب مصادر مختلفة أن جدران السجن مرتفعة جدا ويحده برجان للمراقبة وأن الحراسة حوله مشددة ويقع في سلسلة المناطق العسكرية المغلقة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أن البناية تبدو للناظر وكأنها مركز شرطة بناه البريطانيون في الثلاثينات وقد قامت دولة الاحتلال مؤخرا بإزالة اليافطات الرقمية التي تشير إلى وجود السجن وتوعدت الإعلاميين والباحثين بعقوبة الإبعاد في حال الكشف عن معلومات حول تلك السجون السرية .
وأشار إلى معلومات تفيد بوجود ما يزيد عن 70 بناية تستخدم كمراكز للشرطة الإسرائيلية كان الإنتداب البريطاني شيدها ومنها ما تستخدمه الاحتلال الإسرائيلي سجونا سرية مثل : ( سجن صرفند وكان قاعدة بريطانية وسجن عكا ، وسجن باراك ، واشموريت ، وسجن كيشون ، وزنازين تلك السجون مطلية باللون الأسود ) هذا إلى جانب سجن كان الإنتداب البريطاني أقامه في منطقة عسلوج في أقصى جنوب قطاع غزة واستخدم لتصفية عدد كبير من الفدائيين الذين لم يعرف مصيرهم حتى هذا اليوم.
واعتبر الوحيدي قضية المفقودين الفلسطينيين من أبرز القضايا التي يجب أن تأخذ مكانها في البحث والإثارة الوطنية والشعبية والثقافية والإعلامية والسياسية والديبلوماسية كونها تتحدث عن هوية وتاريخ وجذور الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المقدسة.
واختتم بأن الآمال تراود أهالي المفقودين الفلسطينيين بعودة أبنائهم وأحبتهم أحياء وعلى رأسهم المناضل يحيى محمد اسكاف أو في إلزام الاحتلال الإسرائيلي بالكشف عن مصيرهم المجهول ومؤكدا أن هذه السجون أقيمت لقتل الجسد وشطب الذاكرة الفلسطينية.
المصدر : الوطنية