أجمع محللون على أن الانقسام الفلسطيني سيؤثر بشكل كبير، على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر غداً الخميس، إذ سيذهب الرئيس ليلقي خطابه دون دعم فصائلي أو سياسي من البعض.
وأكد محللون لـ"الوطنية"، أن الانقسام وضع القضية الفلسطينية أمام أوضاع غريبة، مشددين على أن الترفع عن الخلافات والتوحد خلف الرئيس محمود عباس سيقوي من خطابه أمام دول العالم.
وقال المحلل السياسي طلال عوكل:" هناك من يقول إن الرئيس لا يمثل الشعب الفلسطيني، وغير شرعي، فالانقسام وضعنا أمام أوضاع غريبة"، مبينًا أنه من المفترض أن يساند الكل الفلسطيني أي شخصٍ يمثلهم في الخارج، بغض النظر عن الخلافات، وأن يقدموا كل الدعم الممكن له، مع ضرورة الابتعاد عن صيغ " الرئيس لا يمثل الشعب الفلسطيني".
أما المحلل السياسي إبراهيم المدهون، فقد أكد أن مغادرة الرئيس بدون دعم فصائلي، لن يؤثر مباشرة عليه، لكن سيضعف من حضوره في الامم المتحدة، خصوصًا أن الواقع الفلسطيني مؤزم، إذ يتحمل عباس إشكالية هذا التأزيم.
وتابع المدهون: "هناك حالة غضب وحنق في القوى الوطنية في قطاع غزة تحديداً، وطالبوا الرئيس أن يقوم على الأقل برفع العقوبات عن غزة، قبل أن يذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأضاف المدهون:" إشكالية الخطاب تكمن في أنه يأتي في ظل أزمة فلسطينية حادة، وفي ظل استمرار أزمة العقوبات على قطاع غزة، وتخلي حكومة الوفاق عن مسؤولياتها تجاه القطاع"، معتقداً أن الخطاب شكلي، ولا يحمل تداعيات على الأرض، ولا يؤثر على الواقع.
ووافقه الرأي المحلل السياسي إبراهيم أبراش، بقوله: " كلما كان الرئيس ضعيفًا داخليًا، قد يؤثر على خطابه في مواجهة العالم، فالدول تتعامل مع عنوان واحد وهو منظمة التحرير، ومن هو رئيس منظمة التحرير".
وطالب أبراش بوجود دعم لخطابات الرئيس، بغض النظر عن الخلافات الأخرى، فالقضايا الخلافية يجب تركها جانبًا، والعمل على حلها بعد الخطاب، "دون أن نفضح أنفسنا أمام العالم" على حد قوله، متابعًا: "لو كنّا موحدين لكان الخطاب أكثر قوة، وأكثر إقناعًا".
"أهم المواضيع في خطاب الرئيس"
وبالحديث عن أهم المواضيع التي سيضمنها الرئيس في الخطاب، بيّن أبراش أن الرئيس سيتحدث عن ما هو محل توافق وطني، أي أنه سيتحدث عن الثوابت الوطنية للشعب، مثل: القدس عاصمة فلسطين، دولة فلسطينية على حدود67، رفض صفقة القرن، ورفض السياسات الإسرائيلية.
لكن المحلل المدهون تقاطع مع أبراش، إذ توقع أن يعيد الرئيس خطاباته السابقة، التي ستخلو من أي إجراء أو توجه حقيقي، مؤكدًا أن الرئيس سيبقي على خيار المفاوضات موجودًا على الطاولة، وسيتحدث عن بعض الخروقات والتجاوزات الإسرائيلية، وربما سيتحدث بشكل عام عما يحدث في غزة.
من جانبه قال المحلل عوكل:" سيتضمن خطاب الرئيس الملفات المتعلقة بالسياسة الأمريكية، كالسلام ومرجعياته، والالتزام به، وملف أوسلو، وملف الحقوق الفلسطينية".
"الولايات المتحدة عائق أمام القضية"
وشدد عوكل على أن القضية الفلسطينية أمام حرب أمريكية على حقوق الشعب الفلسطيني، ما يفرض على خطاب الرئيس أن يكون على ذلك المستوى من الخطورة، فهذا ما يفرضه الواقع.
وتابع: " أمريكا مستمرة في التصعيد، لكن ماذا تبقى لديها لتفرضه؟ فقد فرضت كل ما يمكنها من عقوبات، فهي تعمل على إنهاء ملف القدس، وملف "أونروا"، وملف منظمة التحرير، وألغت كل مساهماتها المالية المقدمة للسلطة والمجتمع المدني".
وبيّن أن أمريكا ستواجه دولًا كثيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فالمجتمع الدولي مستفز من السياسة الأمريكية، لأن أمريكا دائمًا تسعى للهيمنة، وشطب القواعد التي قامت عليها الأمم المتحدة.
المصدر : الوطنية - أحمد شحادة