خلق انخفاض أسعار الدواجن في قطاع غزة، حالة تنافسية ملفتة للانتباه بين المطاعم المُتخصصة في تحضير "الشاورما" أو بعض الوجبات الغربية التي تُحضر بواسطة اللحوم البيضاء.
لم يكن نزول سعر "فرشوحة الشاورما" مرتبطًا بفترة انخفاض سعر الدواجن، بل كانت أعداد كبيرة من المطاعم في القطاع، تبيع بسعر (6و7) شواكل، وأخرى تبيع بالسعر القديم المتمثل بـ "10" شيكل.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أعدت تحقيقًا شاملًا قبل أيام، للوقوف عند الأسباب الحقيقية وراء انخفاض سعر الدواجن المفاجئ، حيث استعرضت خلاله مواضع الخلل والتقصير، والخسائر التي لحقت بمربي الدواجن، نتيجة ارتفاع التكلفة.
لكن "الوطنية" أرادت أن تكمل الجزء الثاني من التحقيق المُعد مسبقًا عن الدواجن، لكي تسلط الضوء على حالة المطاعم "الغريبة"، وعلى غيرة الأسعار التي استوطنت في أصحابها.
وحين زرنا مطعم معلقًا على بوابته لافتةً مكتوبٌ عليها "6" شيكل سعر الفرشوحة، بدون موعد مسبقًا، قال لنا صاحبه إن هذا السعر يناسبه ومتداول في يد الجميع، فيما عبر عن امتعاضه من بيع بعض المطاعم سعر الفرشوحة بـ 8 وما فوق.
وفي نفس الوقت، يؤكد لحظة إعداد أحد العاملين خلفه لـ سيخ الشاورما"، أنه لا يرغب إلا في ربح قليل، مضيفًا أن كل مطعم حر في سياسته.
وسعر (6) شيكل لـ "فرشوحة الشاورما"، يغري المواطن البسيط ذو الدخل المحدود ويجعله يقدم على شراء أكثر من واحدة ، دون النظر للجودة أو طبيعة اللحمة المستخدمة أو حتى ظروف المطعم بشكل عام.
(مطعم مُغاير)
وعثرنا على مطعم متمسك بسعره القديم، إذ يرفض الدخول في معركة هبوط الأسعار الحالية، لكن صاحبه استعد للمنافسة فقط في النظافة والجودة ووزن "الفرشوحة"، "وليس طمعًا في المال".
ويشرح صاحبه لـ "الوطنية"، أن كيلو الدجاج هبط إلى 3 شواكل، وأن المتوسط طول العام يبقى 10 شواكل، بمعنى أن كيلو الدجاج يجهز نصف كيلو شاورما، وبالتالي أن الكيلو يحضر من 5 إلى 6 فراشيح.
ويضيف:" كل فرشوحة تتحمل عبأ شيكل واحد فقط، لا سيما مع ضعف القوة الشرائية التي رفعت التكلفة الأساسية لأكثر من شيكل.. وليس لدي إمكانية لبيع 6 و7 شيكل، لسبب بسيط أنني أريد المحافظة على جودة المنتج، وسعيًا للارتقاء بزبوني".
فيما ركز صاحب مذبح دواجن وحبش، على نقطة بغاية الأهمية بالنسبة للمواطن، وهي معرفة طبيعة اللحم المستخدم في "الشاورما"، وماذا يطلب أصحاب المطاعم من المذابح؟.
وتبين أن هناك مطاعم تطلب من المذابح لحم غير الموجود في صدر أو فخد الدجاجة كما هو معروف، فهم يرغبون لحم الجناح والظهر، أو قطع آخرى من الحبش، بغاية توفير المال دون النظر لجودة الطعم. ومطاعم أخرى تطلب لحوم ذات جودة عالية وتهتم بصحة زبونها.
(حرية المنافسة)
وتركت وزارة الاقتصاد الوطني، حرية المنافسة بين المطاعم قائمة، إذ قال مدير دائرة حماية المستهلك فيها محمد العبادلة، إن نسبة إيجار بعض المطاعم مرتفعة، فسعر "فرشوحة الشاورما" مرتبط بإيجار ومكان وموقع المطعم.
وعند عمل الطواقم التفتيشية في دائرة حماية المستهلك، تبين -وفق العبادلة- أن المواطنين يطلبون "شاورما" بسعر 5 و6 شيكل، لعدم قدرتهم على شراء أغلى من ذلك، بسبب الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعاني منه القطاع منذ ما يزيد عن 11 سنة.
وعن دور الوزارة الرقابي، قال العبادلة: "يفترض أن جميع المطاعم تقوم بالعمل في اللحوم الطازج، لكن نتيجة الوضع الاقتصادي الحالي، يتم خلط اللحوم وهذا يتنافى مع سياسة الوزارة".
ويشير إلى أنه" تم التوافق مع هيئة المطاعم والفنادق، على أن يكون وزن الفرشوحة من 150 إلى 170 جرام، بينما وزن السندويش يكون من 90 إلى 100 جرام، وفي نهاية الأمر وصلنا إلى اتفاقية معها بهذا الخصوص، وسنعمل على تطبيقها في الفترة المقبلة".
وفي رحاب التحقيق، أجمع أصحاب المزارع ومالكو فقاسات البيض، على وجود خلل واضح في الآلية التي يُدخل من خلالها البيض إلى القطاع، وعزوا السبب إلى تقصير واضح من وزارة الزراعة بغزة، التي تتحكم في كمية البيض الداخل عبر معبر كرم أبو سالم.
المصدر : ليث شحادة_ الوطنية