نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية مقابلة مع أحد أمراء العائلة المالكة السعودية، خالد بن فرحان آل سعود، وهو معارض ومنفي خارج المملكة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته مساء الأربعاء، إن بن فرحان آل سعود يعد من أكثر أفراد العائلة المالكة السعودية شراسة في تصريحاته ومواقفه، كما أنه تحدث عن قضية اختفاء، أو بالأحرى، مقتل جمال خاشقجي دون أي تحفظات.
في هذا الصدد، أفاد بن فرحان آل سعود أن قضية خاشقجي توضح الطريقة التي يتعامل بها ولي العهد، محمد بن سلمان، مع المعارضين، حيث شببها بجريمة للمافيا، كما أنها آخر علامات سياسة ولي العهد المتسرعة والمندفعة.
وأضافت الصحيفة أن خالد بن فرحان آل سعود يعد من الأصوات القليلة التي تمردت على العائلة المالكة، فضلا عن أنه نجح في النجاة من حملة الخطف والاعتقالات التي تعرض لها الأمراء المنشقون، بمن فيهم أولئك الذين لجئوا إلى أوروبا مثله. ومنذ سنة 2015، أجبر ثلاثة أمراء سعوديين، اشتهروا بانتقادهم العلني للملك سلمان بن عبد العزيز وحاشيته، للعودة من أوروبا إلى المملكة العربية السعودية، ولا يزال مصيرهم مجهولا إلى حد اليوم.
وأردفت الصحيفة أن خالد بن فرحان آل سعود يقيم منذ شهر تموز/ يوليو سنة 2013 في هذا البلد الأوروبي، وقد عبر عن فخره بمعارضة السياسات "القمعية والفاسدة" للملك السعودي. في هذا الصدد، أفاد بن فرحان آل سعود أنه كان "يعرف جمال خاشقجي، وهو صحفي يتميز بالحرفية في عمله، والذي يعد آخر ضحايا الجرائم التي ارتكبها بن سلمان".
وأضاف الأمير المنشق أن "بن سلمان أراد أن يبعث برسالة ترهيب إلى كل المعارضين للسياسة السعودية". مع ذلك، تجاوز ولي العهد كل الخطوط الحمراء وتسبب في فضيحة دولية للمملكة، علما وأنه لم يكن ليجرأ على اقتراف هذه الجريمة لولا الدعم الذي يتلقاه من دونالد ترامب.
ونقلت الصحيفة عن خالد بن فرحان آل سعود قوله إن ولي العهد قد أخطأ التقدير هذه المرة، وهو ما يمكن أن يدمر مخططه لتولي العرش الذي بدأ في تنفيذه منذ شهر حزيران/ يونيو سنة 2017. في هذا الإطار، أكد بن فرحان آل سعود أن العائلة المالكة تعيش حالة من الغليان، حيث زار خمسة أمراء الملك قبل بضعة أيام للتحدث معه حول قضية جمال خاشقجي، وحتى يشتكوا له سياسات ابنه ولي العهد التي ألحقت الضرر بالمملكة ومستقبلها. لكن، تم القبض عليهم بعد الانتهاء من الاجتماع.
وأوردت الصحيفة أن الأمير المنشق أكد أن "مقتل خاشقجي يعد الشرارة التي كانت مفقودة لإحداث ثورة، وهي نقطة البداية لحركة داخلية حقيقية ضد بن سلمان". وأفاد بن فرحان آل سعود أيضا أنه على اتصال ببقية المنشقين الآخرين، وأنه يقترح تغييرا داخليا في بنية الأسرة الحاكمة، من خلال انقلاب ضد محمد بن سلمان يسمح للمملكة العربية السعودية بأن تصبح ملكية دستورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بن فرحان آل سعود أكد على أن تشبثه بمواقفه لا يمنعه من الشعور بالخوف أحيانا، حيث لم يتوقف آل سعود عن تهديده بالقتل. وفي الآونة الأخيرة، اتصلت به الحكومة السعودية عن طريق رجل أعمال سعودي، وعرضوا عليه الكثير من المال شريطة أن يذهب إلى القاهرة ويلتقي بهم في فندق فور سيزونز في العاصمة المصرية. وقد صرح بن فرحان آل سعود أنهم قالوا له: "في نهاية المطاف، أنت فرد من العائلة المالكة، ويجب أن نتصالح. لكنني رفضت ذلك لأنني لا أثق بهم مطلقا".
وبينت الصحيفة أن بن فرحان آل سعود يرى أن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول يعد تتويجا لسياسة عدوانية خلفت آلاف الضحايا المدنيين في اليمن وتسببت في أزمة غير مسبوقة بين دول الخليج. وقد أكد الأمير المنشق أن الأمر الوحيد الذي يطلبه من المجتمع الدولي هو أن يدافع عن حقوق الإنسان وأن يكون رده قاسيا على مثل هذه الجرائم.
ونوهت الصحيفة بأن خالد بن فرحان آل سعود أشار إلى أن السلطات السعودية تستحق عقوبة مساوية لهذه الجريمة الفظيعة حتى لا تتكرر مجددا في حق أي من المعارضين. علاوة على ذلك، يأمل بن فرحان آل سعود في أن تتصدى القوى الغربية للنفوذ السعودي من أجل إيقاظ الضمير العالمي، وبعبارة أخرى، منع أنظمة مثل النظام السعودي من أن تصبح شبيهة بالعصابات.
المصدر : الوطنية