طل القيادي الفلسطيني محمد دحلان مساء اليوم عبر قناة "العربية الحدث"، لوضع حد لكل الأخبار التي نشرت عنه في الأيام القليلة الماضية، والتي كان أبرزها: كسر عنقه في أبو ظبي إثر تعرضه للضرب من قبل مجهولين، لعدم تبنيه جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث فندها جميعًا بنفسه، ما تحولت هذه الأخبار إلى إشاعات مروجة ضده ليس أكثر.
وأجاب دحلان عندما سُئل من المذيع بطريقة طريفة، عن كيفية خروجه من العناية المركزة وقدومه بسرعة فائقة إلى الاستيديو، قائلاً:" يبدو أنهم لا يعيشوا إلا على خراب بيوت الأخرين، حيث لم يحالفهم الحظ فيما يتعلق بي لأنني أفعل الكثير من الأشياء الإيجابية،، فحماية الله كبيرة"، في إشارة واضحة وصريحة منه إلى قطر وتركيا.
وأكمل إجابته في هذا الإطار:" مستوى الإسفاف والانحطاط الإعلامي بين قوسين (التركي والقطري)، وصل إلى حد هستيري.. طبعاً أتفهم الأسباب ولا أندهش من النتائج، هناك ناس لديهم وهم الخلافة وناس لديهم وهم السيطرة على بلداننا العربية، فهذه الأحلام والأوهام انتهت بمجرد أن الأمة العربية فاقت لحجم التخريب التركي والقطري".
واتهم قطر وتركيا بممارسة "انحطاط إعلامي" ضده، واصفاً ما كتب عنه بـ "الخيال المريض" ويتبع لأشخاص لديهم أمراض مزمنة من الوهم المتراكم بعد ما يسمى الربيع العربي، قائلاً إن ما جرى لتركيا وقطر من فقدان للأحلام والطموح خلال الـ10 سنوات الماضية، أفقدهم عقولهم وصوابهم ويجعلهم في أجواء من التأليف المضحك".
وعن الهدف التي تسعى إليه قطر وتركيا من ذلك، لفت دحلان إلى أن الهدف منه هو تدمير الأردن ومصر والمغرب ودول الخليج، كما تم التآمر على ملك السعودية المرحوم عبد الله الثاني، بالاتفاق مع مجموعة من الإخوان المسلمين وآخرين ليبيين، مضيفًا:" تركيا وقطر بدأتا باختلاق القصص حولي".
وعن سؤال: لماذا محمد دحلان اسمه بكل مكان، في مصر والمصالحة الفلسطينية وانهيارها وبإدخال أموال وبتآمر على الرئيس أبو مازن وقطاع غزة؟، أجاب:" لم يصل الخيال القطري_ التركي لهذه المرحلة بعد، والصحيفة التركية التي اختلقت الأكاذيب علي "كاذبة" والحكومة تعتمد عليها، ويبدو أن خبرة قطر وأميرها في تبيض الأموال والأخبار كبيرة".
وتابع إجابته:" لا أستغرب من هذه الأخبار الكاذبة.. فالسبب الذي عرفه إني اصطف بجانب الوطنية العربية كوقوفي بجانب الشعب المصري في استعادة كرامته بعد أن هدرت بفعل الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى دعمي لوجود حكومة وسلطة واحدة في تونس".
وتساءل النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح:" معقول أردوغان أن يحكم الشعب المصري، وأمير قطر وأبيه يريدان أن يحكما السعودية، هل يستوي هذا الأمر؟.
ونوه دحلان إلى أنه التزم الصمت طيلة السنوات الماضية، بناءً على نصائح أخوه مُحبين له، مخاطبًا الإعلام التركي والقطري، قائلاً:" أشكرهم على بقاء اسمي حي في الإعلام وهذا مكسب لي ولا أنزعج أبدًا، وانتعش بهذه الأحداث، وأطالبكم بالاستمرار بهذه الحملة".
وقال إنه يملك أخبار سعيدة لقطر وتركيا حول مصر والسعودية، متهمًا قطر بأنها تقود حملة للإطاحة بالنظام المصري والسعودي، وأنها مسؤولة عن حجم الدمار والخراب والقتل في ليبيا وسوريا، "عندما يكون خصمي مريضاً بالكذب بكون مرتاح"، على حد تعبيره.
سياسة قطر تجاه غزة
وقال دحلان إن قطر ساهمت في تعزيز الانقسام الفلسطيني منذ وجود السلطة، وهي لا تدعم الشعب الفلسطيني، بل تدعم تنظيمات ومصالح شخصية، مشيرًا إلى أن السعودية دفعت 830 مليون دولار للأونروا منذ عام 2009 حتى 2018، والإمارات دفعت 231 مليون دولار و37 مليون دولار، ولم يصرف هذا المبلغ، بالمقابل دفعت قطر في 9 سنوات (5 مليون دولار).
وأضاف:" أما الأموال التي دفعتها قطر لتعزيز الانقسام هي مفتوحة، فهم لديهم نظرية وفلسفة بسيطة هي ما دام أن هناك دول جميلة وناجحة كمصر والإمارات والسعودية وغيرها، يروون أنه يجب تقسيم وتدمير هذه الدول".
وانتقد طريقة إدخال قطر للأموال لحركة حماس عبر وزارة الجيش الإسرائيلي، معبرًا عن تفهمه لظروف وحاجة حماس لهذا المال، وقال:" إذا أرادت قطر أن تصلح ذات البين لا تلجأ لهذه الممارسات".
وحول تعثر المصالحة الفلسطينية، أكد دحلان عدم وجود إرادة سياسية كافية لدى طرفي الانقسام الفلسطيني، لكي يفضا غبار الماضي، لكنه حمل الرئيس محمود عباس المسؤولية الكاملة عن تعثرها بصفته الرئيس والكبير بالعمر والأكثر قدرًا.
وأوضح أن الرئيس عباس أذى الشعب الفلسطيني في غزة، ما لم تؤذي إسرائيل، كقطع رواتب الموظفين والأسرى، مضيفًا:" عليه أن يترك كل الأوراق السخيفة وأن يحضر إلى غزة، وكان من المفترض أن يعمل فعالية أبو عمار في غزة وليس أن يعترض على إقامتنا لها".
المصدر : الوطنية