يصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الـعاشرة على استشهاد وزير الداخلية والأمن الوطني الأسبق سعيد صيام، في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008.
وقالت وزارة الداخلية بغزة في بيان أصدرته اليوم بمناسبة ذكرى استشهاد صيام:" ما زالت كلمات وتوجيهات صيام راسخة في عقول وقلوب أبناء الوزارة وهو يقول لهم "إن مهمتكم هي مهمة إنسانية فأدوها دون أي تفريق بين الناس".
محطات بارزة
ولد الشهيد سعيد محمد شعبان صيام، في الثاني والعشرين من يوليو 1959، وتعود أصوله إلى قرية "الجورة" قرب عسقلان المحتلة عام 1948م حيث هجرت أسرته منها واستقرت في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة.
أتم "صيام" مسيرته التعليمية وتخرج من دار المعلمين برام الله مطلع الثمانينيات، حصل خلالها على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة وحصل على بكالوريوس في التربية الإسلامية ثم عمل مدرساً في مدارس "الأونروا" بغزة.
عمل الشهيد "صيام" خطيباً وإماماً متطوعاً وواعظاً في العديد من مساجد قطاع غزة، كما شارك في لجان الإصلاح لحل النزاعات بين الناس وذلك منذ مطلع الانتفاضة الأولى.
اعتقل "صيام" 4 مرات إدارياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكان أحد المُبعدين إلى مُخيم "مرج الزهور" جنوب لبنان لمدة عام، كما اعتقل لدى جهاز الاستخبارات التابع للسلطة عام 1995، وفق بيان وزارة الداخلية بغزة.
مناصب تولاها
شغل الشهيد سعيد صيام عدة مناصب من أبرزها انتخابه عضواً للمجلس التشريعي الفلسطيني عن قائمة التغيير والاصلاح في دائرة غزة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006، وقد حصل فيها على أعلى أصوات الناخبين على مستوى الضفة وغزة، اختير ممثلاً عن حركة "حماس" في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وشغل منصب عضو القيادة السياسية لحماس في قطاع غزة، ومسئول دائرة العلاقات الخارجية فيها، كما كان عضواً في مجلس أمناء الجامعة الإسلامية.
كما شغل الشهيد "صيام" عضوية اتحاد الطلاب بدار المعلمين في رام الله عام 1980، إلى جانب عضوية اتحاد الموظفين العرب بوكالة الغوث لعدة دورات، ورئاسة لجنة قطاع المعلمين، بالإضافة لعضويته في الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل مع الشهيد المهندس "إسماعيل أبو شنب".
دور بارز
برز دور الشهيد الوزير صيام في تأسيس نواة العمل الأمني في وزارة الداخلية والأمن الوطني منذ تولي الحكومة العاشرة عقب الانتخابات التشريعية في 2006، حيث أسس "القوة التنفيذية" لحفظ الأمن والنظام كقوة مساندة لعمل الأجهزة الأمنية فأصبحت الداخلية وأجهزتها الأمنية حينها، مثابة للعدل والنظام، بعدما كانت مصدراً للفلتان الأمني، بحسب ما نشرته وزارة الداخلية.
خاض الشهيد صيام ورفقاؤه في وزارة الداخلية – بعد 2006 - صراعا ضد الفساد، وحرص على القضاء على ظاهرة الفلتان الأمني التي انتشرت في غزة إبان تولي الحكومة العاشرة مهامها، والتي عمل بعض أعوان الاحتلال على نشرها في كافة صفوف الشعب الفلسطيني، بهدف إضعاف عمل الحكومة.
وخلال العدوان الإسرائيلي 2008 – 2009، نجح الشهيد "صيام" بشكل لافت في قيادة الوزارة للحفاظ على الحالة الأمنية وحماية الجبهة الداخلية طوال 21 يوماً من العدوان، برغم استهداف الاحتلال للوزارة بشكل أساسي وتدمير معظم مقراتها ومراكزها، واستشهاد المئات من عناصرها وضباطها.
وفي تاريخ الخامس عشر من يناير عام 2009 فقدت فلسطين قائداً استثنائياً من الشخصيات النادرة في شعبنا الفلسطيني، فقد ارتقى الوزير صيام أثناء "حرب الفرقان" حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، منزل شقيقه فارتقى شهيداً برفقة نجله وشقيقه وزوجة شقيقه، بعد أن أدى أمانة وزارة الداخلية وحفظ رسالتها.
اليوم بعد مرور عشر أعوام على ذكرى "حرب الفرقان"، باتت وزارة الداخلية قوية فقد فرضت الأمن الذي فقده شعبنا لسنوات طويلة، ولم يختبئ الشهيد "صيام" خلف شعبه ولا عمل من وراء المكاتب، وإنما تقدم الصفوف وضحى بروحه، ليكون بذلك أول وزير داخلية في العالم يرتقي شهيداً.
المصدر : الوطنية