التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" في المتحف اليهودي بالعاصمة اليهودية "وارسو".
وقال نتنياهو لـ بنس مفتخراً، إن" أكبر صديق لنا هي الولايات المتحدة فلا مثيل للتحالف وللشراكة اللذين يربطاننا. إنه ليس مجرد كلام، وهو لا يأتي فقط من المنطق وإنما من القلب أيضًا".
وأضاف:" تسود صلة راسخة من القرابة والتماهي بين الشعب والأمريكي والشعب اليهودي وبالعكس. إننا نعلم أننا لا نملك أي صديق أفضل من الولايات المتحدة بينما أنتم لا تملكون صديقًا وشريكًا أفضل من إسرائيل".
وتابع:" أنا أعلم أنكم تعلمون ذلك والرئيس ترمب يعلم ذلك فنحن نثمن موقفه الثابت وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
وخاطب نتنياهو نائب الرئيس الأمريكي، قائلاً:" إن دعم إدارتكم لإسرائيل في الأمم المتحدة لأمر رائع"، كما نقدر تقديرًا عاليًا لهذا المؤتمر الذي قمتم بالترتيب لعقده إذ يقف فيه سويةً 60 وزير خارجية ووزراء خارجية بعض الدول العربية ورئيس وزراء إسرائيل جبهة واحدة ضد إيران ويقومون بذلك بكل وضوح وإجماع".
ولفتت إلى أنه ليس "لدينا أصدقاء أفضل منكم. فأريد أن تعلموا أنتم ووفدكم الرائع الذي نعمل معه أننا نتطلع للاستمرار في تعزيز هذا التحالف المتين. فأريد أن أشكركم على كل ما بذلتموه، وما زلتم تبذلونه وستبذلونه لدعم الدولة اليهودية"، كما قال.
وفي سياق آخر، أكد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وصهره، "جاريد كوشنر"، اليوم الخميس، أن إدارة دونالد ترمب، تعتزم الكشف عن الخطة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية في والمعروفة إعلاميًا بـ "صفقة القرن"، بعد انتخابات الكنيست الإسرائيلية المقررة في التاسع نيسان/ أبريل المقبل، فيما قال نتنياهو، إن إسرائيل "تترقب طرح الصفقة".
وقال كوشنر خلال إحدى جلسات المؤتمر الأمني في وارسو والمخصص لتجنيد رأي عام دولي مناهض لإيران، "يجب على الطرفين تقديم تنازلات".
وأطلع كوشنر، المشاركين في المؤتمر الذي تستضيفه بولندا وجاء بدعم وترويج واسع من الولايات المتحدة وإسرائيل، على الخطة، لكنه لم يخض في تفاصيلها خشية تسريبها، بحسب دبلوماسي مطلع.
ير أن كوشنر أكد أن الخطة لن يتم الكشف عنها إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، بحسب الدبلوماسي الذي تحدث مشترطا التكتم على هويته التزاما باللوائح؛ ونقل الدبلوماسي عن كوشنر قوله إن ترمب سلمه "الملف" الإسرائيلي - الفلسطيني لمنح "دفعة" للهدف الخاص باتفاق السلام.
ويعتقد أن "بعض الأشخاص يكونوا أكثر مرونة في اللقاءات الخاصة"، في إشارة إلى المسؤولين الفلسطينيين الذين أعلنوا عن رفضهم للخطة بشكل استباقي، واتهموا البيت الأبيض بالتحيز ظلما لصالح إسرائيل.
ويعكف كوشنر على صياغة "صفقة القرن" لما يقارب العامين، ولكنه لم ينشر أي تفاصيل، وسط سيل من التسريبات، كما تأجل الإعلان عن الخطة مرارا، فيما أكدت مصادر أميركية أن كوشنر ينوي الإدلاء ببعض التعليقات على الصراع في الشرق الأوسط على هامش مؤتمر وارسو، وفق موقع "عرب 48".
وفي ذات السياق، قال نتنياهو إنه لا يتوقع مناقشة أي تفاصيل بشأن خطة السلام، إذ ينصب تركيز المؤتمر على تقاسم قلق المشاركين بشأن إيران ونفوذها المتنامي في المنطقة.
ونقل الدبلوماسي عن نتنياهو قوله مازحا وموجها حديثه إلى كوشنر، إن "تولي هذا الملف أمر شاق ... ولكن إذا كنت مجنونا بما يكفي، فأعتقد أنك ربما ستأتي بأفكار جديدة".
وأطلق نتنياهو تصريحات طالب من خلالها من وصفهم بـ"الأطراف المعنية"، في إشارة إلى الفلسطينيين، على انتظار صدور الخطة قبل اتخاذ رد فعل أو رفضها؛ وفي تصريحات لاحقة إلى جانب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، قال نتنياهو إنه يتطلع إلى "رؤية الخطة بمجرد عرضها".
وأضاف نتنياهو أنه "أعرف أن حكومة ترمب تتطلع إلى ضمان أمن إسرائيل لأجيال قادمة، لكنني أقول دائمًا استنادًا إلى تجربتنا أن إسرائيل ستدافع دائمًا عن نفسها بمفردها، لكنه من المريح أن نكون على يقين أن لدينا مثل هذا التحالف القوي بين الدول".
يذكر أنه مؤتمر "وارسو" يعقد دون تمثيل فلسطيني، وسط مطالبة فلسطينية للدول العربية المشاركة في المؤتمر بمقاطعته أو تخفيض تمثيلها فيه؛ إلا أن الدول العربية المشاركة لم تستجب، وعقد بعض من وزراء الخارجية العرب المشاركين (السعودية، الإمارات، المغرب، البحرين، الأردن، وعُمان واليمن) لقاءات علنية مع نتنياهو، وشارك في المؤتمر حوالي 60 بلدا.
المصدر : الوطنية