حصل المهندس الفلسطيني محمد حسن السر 31 عاماً على جائزة أفضل رسالة دكتوراه على مستوى الجامعات التركية لعامي 2017 و2018 وفق تقييم مؤسسة IEEE الأمريكية.
وتمنح هذه الجائزة للعلماء الصغار الواعدين الذين حصلوا على درجة الدكتوراه من الجامعات التركية خلال آخر عامين، حيث ضمت لجنة التحكم 13 بروفيوسوراً من 7 جامعات تركية مختلفة.
ويبدي السر الذي تحدث لـ"وكالة نيو ترك بوست" الأربعاء، فخره بهذه الجائزة الذي قال إنها جاءت بعد عمل واجتهاد على مدار سنوات طويلة، مشيراً إلى أنه اختير لدراسة الدكتوراه في تركيا من ضمن 38 طالب في جميع أنحاء العالم.
وهذه هي الجائزة الثانية للسر الذي نال لقب أفضل طالب دكتوراة فلسطيني في تركيا على كافة التخصصات العلمية، وفق تقييم لجنة مكونة من 4 أساتذة أتراك وفلسطينيين، وجرى تكريمه من مؤسسة شقائق النعمان بحضور سفير دولة فلسطين في تركيا وممثل الرئيس الفلسطيني.
رسالة الدكتوراه
وتتحدث رسالة الدكتوراه الذي أعدها السر عن تسريع تحليل الحمض النووي من أيام إلى دقائق معدودة باستخدام خوارزميات حاسوبية جديدة متطورة وتصميم رقائق الكترونية فائقة الأداء.
وهذه الحلول وفق السر، هي أسرع ما توصل اليه البحث العلمي حتى الوقت الحاضر، والتي من شأنها تسهيل اكتشاف مسببات الأمراض، لافتاً إلى أن التحدي الأكبر برسالة الدكتوراه أنها تجمع بين 3 مجالات علمية مختلفة، وهي هندسة الحاسوب، وهندسة الكهرباء، والمعلوماتية الحيوية.
ودرس السر المراحل الأولى من تعليمه في مدينة غزة وتفوق بالثانوية العامة، فيما انتقل للدراسة في الجامعة الإسلامية قسم هندسة الحاسوب ثم عمل معيداً فيها لمده 9 شهور، بعدها حصل على منحة لدراسة الماجستير في ماليزيا، ومن ثم دراسة الدكتوراة في تركيا.
ودعا الشباب الفلسطينيين إلى استثمار امكاناتهم والاجتهاد من أجل الوصول إلى المستويات العالمية، وقال : " لم تكن رحلتي خارج فلسطين سهلة، أحاطت بي الصعوبات والمعيقات، ولكن مع الاجتهاد والعمل والمثابرة بدأت أول خطوه في سلم النجاح من الجامعة الاسلامية بغزه وبعدها بالتدريج من ماليزيا إلى تركيا و الولايات المتحدة حتى وصلت إلى أرقى جامعات العالم".
ويطمح المهندس السر الذي نشر خلال رحلته العلمية 14 ورقة علمية في مؤتمرات عالمية ومجلات علمية محكمة إلى تأسيس مركز أبحاث علمي يستقطب فيه طلاب فلسطينيين لتطوير الاكتشافات العلمية التي تساهم في نجاح وتطور العلم.
ويقول لـ "وكالة نيو ترك بوست" : " لأني أشارك بمشاريع بحثية مع أكبر شركات العالم كشركة مايكروسوفت وشركة انتل وغيرهما، أطمح أيضا بربط الجامعات الفلسطينية وطلاب فلسطينيين مع هذه الشركات لدعم وتطوير قطاع الصناعة و البحث العلمي في فلسطين".
مستقبل باهر
وانضم السر في سبتمبر 2018 لأعضاء الهيئة التدريسية كمحاضر وباحث في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ ETH والذي يعد أحد أبرز جامعات العالم المرموقة.
وحصل على جائزة اليونيسكو للمشاركة بورقة علمية تخص أمن المعلومات الجينية، فيما تم اختياره للمشاركة وإلقاء محاضرة ضمن برنامج الجينوميات الحاسوبية CGSI بدعم وتنفيذ المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة NIH والذي ضم نخبة من أكاديمي وخبراء العالم لمناقشة آخر ما توصل إليه العلم والصناعة في علم الجينات، حيث كان العربي الوحيد.
ومن انجازاته أيضاً، اختياره لتطوير أبحاثه والانضمام إلى فريق عمل قسم علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس UCLA كباحث في علم الجينوميات الحاسوبية، إضافة إلى اختياره مرة أخرى للمشاركة في برنامج الجينوميات الحاسوبية CGSI في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس.
كما تم اختيار أبحاثه لدرجة الدكتوراة في استعمال الرقائق الالكترونية فائقة الأداء في تحليل الجينات وتسهيل اكتشاف مسببات الأمراض كأحد أفضل 14 بحث دكتوراة وما بعد الدكتوراة على مستوى العالم من مؤسسة هايبيك (HiPEAC) التابعة للاتحاد الأوروبي والمتخصصة في مجال الأنظمة سريعة الأداء.
ويشير إلى أنه بعد هذا الاختيار انضم لفريق عمل قسم هندسة الحاسوب في جامعة TU Dresden للعمل على تطوير دقة الرقائق الالكترونية في تحليل الجينات.
ووجه السر شكره الكبير للجمهورية التركية لما قدمته من دعم لا سيما مؤسسة توبيتاك وجامعة بيلكنت.
وقال : " كانت تركيا بلدنا الثاني الذي جمع بين الثقافة العربية والغربية والإسلامية، احتوتنا كما احتوت أبناءها ودعمتنا وقدمت لنا كل ما نحتاج إليه".
وأضاف " كما جمعتنا علاقات قوية مع أصدقاء أتراك كانوا لنا كالأهل و مازالت ذكراهم الطيبة ترافقنا أينما ذهبنا"، متابعًا " شكرا من القلب إلى العظيمة تركيا وإلى الشعب التركي الودود على كل ما قدموه لنا".
المصدر : نيو ترك بوست