اتهم نائب رئيس حركة "حماس" في غزة، خليل الحية، الرئيس محمود عباس بأنه يمارس التفرد والإقصاء ضد الشعب الفلسطيني وفصائله، قائلاً، إنه من جلب الانقسام حين أنقسم على أبو عمار عندما كان محاصراً في المقاطعة، ثم انتكب الشعب الفلسطيني حين فاز في الرئاسة".
وهاجم الحية الرئيس، قائلاً:" حين جاء إلى الرئاسة، قسم غزة عن الضفة بالانفصال، ثم قسم فتح وحماس، وبعدها قسم منظمة التحرير حين شكل مجلساً وطنياً ليس له حصانة واعتراف".
وقال خلال حديثه على قناة "الأقصى" مساء اليوم، إن أبو مازن الذي لم يأتِ إلا بالانقسام إلى الشعب الفلسطيني، جاء بحكومة وصفها بـ الانفصالية، في إشارة إلى الحكومة الجديدة الذي يترأسها محمد اشتية، كاشفاً أن لحركته معلومات تفيد بأن اللجنة المركزية لفتح منقسمة على هذه الحكومة.
وتساءل: من شكل هذه الحكومة، وهل هو الطاقم الأمني حول أبو مازن، أم الطاقم العائلي ؟، ونحن لا نعلم ذلك، وعلى إخواني في فتح أن يستيقظوا وينظروا إلى هذه المخاطر".
واعتبر أن هذه الحكومة ولدت من رحم "متعسر"، وأنها ولدت في أسوأ صورها، لافتاً إلى أنه لم يكن يرغب بأن يترأس اشتية هذه الحكومة، حتى لا ينسى الأخير تاريخه السابق، وأن يكون على رأس حكومة عليها كل هذا الخلاف والانقسام، بحسب الحية.
وقال إنه يخشى أن يموت أبو مازن والناس تنقسم عليه وهو في قبره، مخاطبًا الرئيس قائلاً:" قبل أن تغادر عليك أن توحد الشعب في خيارات حقيقية".
وعن سؤال، إن كان لحماس خيار لعودة اللجنة الإدارية في غزة، أجاب الحية: نحن معنيون بألا نحدث انقساماً فوق انقسام، وحكومة غزة تدار بواسطة وكلاء وزراء، وما يهمنا تقديم الخدمة الأفضل للمواطن الفلسطيني".
وأكد أن حكومة اشتية بصفتها تملك مقدرات الشعب، هي ملزمة بتقديم الخدمات لكل أبناء الشعب الفلسطيني.
فيما قال إن حماس ليست معنية أو متمسكة في سلطة تعفي الاحتلال من مسؤولياته وتكلفته، وأنها جاهزة لتسليم كل شيء في غزة أمام الوحدة الوطنية.
وخاطب "فتح"، قائلاً:" علينا أن نذهب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية وبعدها نتفق على انتخابات مجلس وطني، وصندوق الاقتراع هو الحكم وتعالوا نذهب إليه".
واعتبر أن الرئيس محاط بفريق "صغير"، متهماً إياهم بأنهم يتهربون من الانتخابات العامة، مؤكداً أن "حماس" تريد حوار وطني شامل، وأنها ترفض اللقاءات الثنائية، لأنها "مزعجة لنا قبل أن تكون للأخرين".
وأكمل حديثه:" إذا لم تكن فتح تريد الذهاب للانتخابات فلنذهب لمؤتمر وطني يخرجنا من المأزق الحالي".
وحول مسيرات العودة والتفاهمات الأخيرة مع الاحتلال، أكد الحية، على استمرارية مسيرات العودة كأحد وجوه الرد على "صفقة القرن"، لافتاً إلى أن الأساليب الخشنة كـ (الإرباك الليلي، والبالونات الحارقة وقص السياج الفاصل وغيرها)، جمدت لكسر الحصار عن غزة، مع بقاء الفعاليات الشعبية السلمية.
وتابع بلهجة حادة، بالقول:" حال لم يلتزم الاحتلال بالتفاهمات، فإن الأدوات الخشنة في مسيرات العودة ستعود وأكثر من ذلك.. لن نقبل باستمرار الحصار".
وأوضح نائب رئيس حركة حماس في غزة، والنائب في المجلس التشريعي، أن "حماس" تريد من المرحلة الثانية من التفاهمات بأن تبقى القضية الفلسطينية حاضرة، وأن توحد الشعب في الضفة وغزة والقدس.
وفي تفاصيل تفاهمات كسر الحصار، لفت الحية إلى أن هناك اتفاق على إعادة بناء المنطقة الصناعية "كارني" شرق غزة، متوقعاً أن يعمل بها نحو 15 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى وجود اتفاق واضح لتزويد محطة الكهرباء بالوقود بدون ضريبة، في حال توقفت المنحة القطرية.
وبحسب ما قاله الحية، فإن هناك مشاريع ممولة من دولة أجنبية لتمديد خطوط كهرباء جديدة وتحويل محطة التوليد للعمل بالغاز الطبيعي وإنشاء محطات للطاقة الشمسية.
ومضى بالقول:" انتزعنا من الاحتلال أن يرفع القيد عن أكثر من 30% من المواد الممنوعة، وأن الجهات المختصة تعد حاليا قائمة بالمواد التي تفيد الصناعة والصيد لكي يسمح بإدخالها إلى غزة.
وشدد الحية، على أن حركته ستبقى سدا منيعا في وجه أي مشاريع تستهدف مكونات القضية الفلسطينية.
المصدر : الوطنية