قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية إن كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج رسميا وشعبيا يرفضون صفقة القرن، داعياً إلى خطوات عملية لمواجهتها عبر تحقيق وحدة وطنية حقيقية قائمة على الشراكة.
ودعا الحية خلال مقابلة خاصة مع قناة "الميادين" إلى وضع استراتيجية متكاملة لمواجهة صفقة القرن، مضيفاً: نحن لم نعد في فسحة من الوقت لوضع شروط تعجيزية وغير مقبولة لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية.
وطالب الحية السلطة الفلسطينية بإعلان موقف واضح ورسمي من الصفقة ومن مؤتمر البحرين، ومن ثم الذهاب موحدين إلى العالم والدول التي تحبنا لنستنصر بها، مشيراً إلى أن الجامعة العربية والعديد من الدول الأوروبية يرفضون الصفقة.
وأعرب عن استعداد حركة حماس لبذل المزيد من الجهد للوصول إلى وحدة وطنية قائمة على الشراكة، مستدركاً: إذا كانت المصالحة متعثرة فمن المهم أن نتفق بالحد الأدنى على مواجهة مخاطر صفقة القرن.
وأضاف "لا يعقل أن نواجه صفقة القرن والتنسيق الأمني في الضفة الغربية قائم، والسلطة الفلسطينية ما زالت تفرض العقوبات على أهلنا في مدينة غزة".
وكشف الحية عن أن الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج تجري مشاورات موسعة للوصول إلى استراتيجية موحدة لمواجهة صفقة القرن.
وأوضح الحية أن صفقة القرن تستهدف المنطقة بالكامل وإن كان عنوانها فلسطين، مضيفاً "لذا لا بد من تضافر الجهود الفلسطينية والعربية ومحبينا في العالم لرفض الصفقة وإفشالها واستشعار هذا الخطر".
وقال إن ما يحدث في البحرين هو تمرير لصفقة القرن، داعياً السلطة الفلسطينية مطالبة الدول العربية بالالتزام بقرارات القمة العربية الأخيرة في تونس التي ترفض الصفقة.
ولفت إلى أن الصفقة تهدف إلى إعادة تفكيك المنطقة لصالح الاحتلال الإسرائيلي ليصبح جزءاً من المنطقة، ولا يصبح كياناً معادياً فيها، ولنهب خيراتها، ولتصفية الوجود المقاوم للسياسة الأمريكية.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت قدرته على إفشال مشاريع تصفية القضية الفلسطينية في الماضي، وسيُفشِل المشروع الجديد، وستبقى القدس موحدة عربية، والجولان ستبقى عربية سورية.
مؤتمر البحرين
قال الحية: "نعبر عن أسفنا وصدمتنا من أن تستضيف البحرين أولى بواكير السوء من صفقة القرن، داعياً البحرين إلى العدول عن استضافة المؤتمر الذي نعتبره طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني".
وطالب قطر والسعودية والإمارات والدول العربية كافة التي أعلنت المشاركة في مؤتمر البحرين باسم الشعب الفلسطيني بالتراجع عن المشاركة فيه.
التفاهمات
وفيما يتعلق بسير تطبيق تفاهمات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، أكد الحية أن كل ملفات التفاهمات تسير على الأرض، ونحن نراقب التزام الاحتلال بها، لافتاً إلى أنه لا خيار أمام الاحتلال سوى تطبيقها.
ونفى الحية أن يكون قد جرى الحديث في التفاهمات عن وقف مسيرات العودة، قائلاً: لم يطلب منا أحد وقف مسيرات العودة، ولا نقبل لأي أحد ان يطرح موضوع وقف المسيرات، لأنها تعد إحدى أوجه مقاومة الاحتلال، وتهدف إلى تطبيق حق العودة وإنهاء الحصار ومواجهة صفقة القرن.
إيران وسوريا
وحول العلاقة مع إيران قال الحية: علاقتنا مع إيران ممتازة وفي أعلى مستوياتها، ونقدر ونشكر إيران على دعمهم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني للوصول لأهدافه المنشودة.
وأوضح الحية أن صفقة القرن تستهدف قوى المقاومة والممانعة في المنطقة، مشيراً إلى أن إيران تستهدف اليوم لأنها من مكونات المنطقة المقاومة والممانعة، ولذا هي تدفع ثم موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن إيران ستخرج من هذه الأزمة منتصرة كما خرجت من أزمات سابقة، وستنتصر بانتصار قوى المقاومة والممانعة في المنطقة.
وعن العلاقة مع سوريا قال الحية: لا يمكن لأحد إنكار مكانة سوريا العميقة تجاه الشعب الفلسطيني، وشعبنا لم يشعر براحة في أي مكان في العالم كما شعر في سوريا.
وأضاف أن العلاقة مع سوريا هي علاقة ضرورية لحركة حماس وللشعب الفلسطيني، متمنياً الاستقرار لها والوصول لحالة من السلم والوفاق حتى تعود سوريا لاستئناف دورها الطبيعي في النضال مع الشعب الفلسطيني.
المصدر : الوطنية