يسابق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوقت لتحريك مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي قبل الموعد النهائي، اليوم، في حين يستعد الكنيست لإقرار مشروع قانون لحله نهائيا تمهيداً لانتخابات تشريعية جديدة بعد أشهر من انتخابات 9 نيسان.
وأمام نتنياهو حتى مساء اليوم الأربعاء، للتوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي، لكنه لم يقنع وزير الجيش السابق أفيغدور ليبرمان بالتخلي عن مطلب رئيسي والسماح بتشكيل الحكومة.
وسيمنى نتنياهو بنكسة كبيرة في حال فشله خاصة وأنه يواجه خطر توجيه لائحة اتهام محتملة بالتزوير وإساءة الائتمان والرشوة في الأشهر المقبلة.
وذكرت تقارير أن نتنياهو يسعى للحصول على تشريع في البرلمان الجديد يمكن أن يعطيه الحصانة من المقاضاة، لكن الانتخابات الجديدة إن أجريت ستعطل هذه الجهود وتجعل تحقيق ذلك مستحيلاً.
علاوة على ذلك، يواجه نتنياهو خطر إمكانية أن يطلب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من عضو آخر في البرلمان تشكيل الحكومة.
ومساء أمس، صادقت لجنة برلمانية خاصة بدراسة قانون "حل الكنيست الـ21"، على مشروع القانون الذي حظي بمصادقة الهيئة العامة للكنيست، الإثنين، بالقراءة الأولى، وذلك تمهيداً لطرح مشروع القانون للقراءتين الثانية والثالثة.
ومن المتوقع أن تنطلق، في تمام الساعة الـ12 من ظهر اليوم الأربعاء، جلسة خاصة لمناقشة مشروع القانون، وطرحه للقراءتين الثانية والثالثة، في ظل فشل المفاوضات وغياب حل سياسي يضمن لرئيس الحكومة، نتنياهو، تشكيل حكومته الخامسة.
يأتي ذلك فيما تؤكد البيانات الرسمية الصادرة عن "الليكود"، أنه لم يطرأ حالياً أي تقدم على الاتصالات الجارية مع رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، ليبرمان، مشددة على أنه (ليبرمان) "يرفض جميع الاقتراحات ويحاول كسب الوقت، ويرفض قبول أي دعوة للاجتماعات مع ممثلي (الليكود)".
إلى ذلك، تتواصل اتهامات مسؤولي "الليكود" لليبرمان بالتعنت وافتعال المشاكل حول قانون تجنيد الحريديين، ورفضه التوصل إلى أي موقف وسطي توافقي يحظى كذلك بموافقة المرجعيات الدينية للأحزاب الحريدية "شاس" و"يهدوت هتوراه".
وقبل نحو 24 ساعة على انقضاء المهلة الثانية التي منحها الرئيس ريفلين، لنتنياهو، للانتهاء من المفاوضات الائتلافية والإعلان عن تشكيل الحكومة، نقلت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي عن ليبرمان قوله خلال الجلسات المغلقة، "لم يتم عرض أي حل جدي لتجاوز المشاكل"، مؤكدا أنه "لا يوجد مجال للتسوية".
وشرع حزب "الليكود" بالتحضير لانتخابات مبكرة، حيث صادقت اللجنة المركزية للحزب، مساء امس، على اقتراح تقدم به نتنياهو، بخوض الانتخابات المقبلة في قائمة مشتركة مع حزب "كولانو" برئاسة وزير المالية، موشيه كحلون.
ونقلت القناة 12 عن مقربين من ليبرمان، اعتبراه بأنه "لا شيء جديدا تحت الشمس"، وأن مقترحات التسوية المقدمة إليه لا تؤدي إلى انفراجة في المفاوضات، مصرّا على أنه لن يتنازل عن أي بند من قانون تجنيد الحريديين، الذي صاغه ومكتبه عندما شغل منصب وزير الجيش.
وفي سياق متصل، دافع كحلون عن خياره خوض الانتخابات في قائمة مشتركة مع "الليكود"، زاعما أن حزبه سيستمر بدعم القيم والمطالب الاجتماعية، وأنه لن يتأثر بخطاب "الليكود"، ولن "يشارك أعضاء الكنيست عن (الليكود) بتلاوة البيانات المكتوبة الجاهزة لوسائل الإعلام".
ووفقا للاتفاق بين الحزبين، سيتم ترشيح كحلون في المقعد الخامس للقائمة، فيما سيتم دمج أربعة مرشحين من "كولانو" في الأماكن من 15 حتى 35 في القائمة، على أن يضمن وزير الاقتصاد، إيلي كوهين، موقعه في المكان الـ15.
وحاول نتنياهو طمأنة أعضاء حزبه من أصحاب المقاعد المتأخرة في قائمة "الليكود"، مشددا على أن الائتلاف سيعمل على سن ما يعرف بـ"القانون النرويجي" الذي يسمح لوزير بالاستقالة من عضوية الكنيست ليسمح بدخول مرشح من حزبه مكانه.
وقال نتنياهو في هذا الشأن، "سنعمل على تمرير القانون النرويجي، أربعة من أعضاء الكنيست الذين يرغبون بتولي حقائب وزارية، عليهم الاستغناء عن مقاعدهم البرلمانية".
وصدرت، في وقت سابق، امس، تصريحات عن مسؤولين في "الليكود" رافضة لخطوة ضم "كولانو"، معتبرين أن "تحصين كحلون في قائمة (الليكود)، صفقة رشوة تقليدية".
وكتب زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" على صفحته على فيسبوك، أمس، "لا نتطلع إلى إسقاط حكومة نتنياهو ولا نبحث عن مرشح بديل، لكننا لن نتخلى عن مبادئنا ووعودنا لمواطني دولة إسرائيل".
وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي مساء الأربعاء، يمكن للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أن يمنح نتنياهو أسبوعين آخرين في حال رأى أنه الشخص الوحيد القادر على تشكيل الحكومة.
أما الخيار الثاني، فيتمثل في إمكانية أن يطلب ريفلين من عضو آخر في البرلمان تشكيل الحكومة.
ويرى كثيرون أن نتنياهو يفضل الذهاب إلى انتخابات جديدة على أن يختار ريفلين شخصا آخر. كما يمكن لنتنياهو المضي بخيار تشكيل حكومة أقليّة.
وكتب المعلق يوسي فيرتر في صحيفة "هآرتس"، أمس، يقول، "نتنياهو حيوان جريح. الرجل يقاتل دفاعا عن حياته ويتعين ألا نستهين بقدراته".
وقد اشتم الخصوم بالفعل رائحة الدم في المياه عندما قال النائب العام الإسرائيلي في شباط، إنه يعتزم توجيه اتهام لنتنياهو في ثلاث قضايا فساد. ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفة قائلا، إنه ضحية ملاحقات سياسية.
لكن في انتخابات نيسان التي احتدمت فيها المنافسة بدا نتنياهو، الذي لقبه معارضوه "وزير الجريمة" في طريقه للفوز بفترة ولاية خامسة كرئيس لتكتل الجناح اليمني.
وكل ما كان سيتطلبه الأمر، وفقا للعرف السائد، هو بعض المناورات المعتادة حول المناصب الوزارية والمشروعات المفضلة للفصائل الحليفة.
ولم يتصور سوى قلة أن يفشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حتى بعد أن طلب مد المهلة، التي تبلغ في الأصل 28 يوميا، أسبوعين إضافيين وأجيب إلى طلبه.
وفجأة تحول ليبرمان إلى ورقة رابحة، والوقت يمر، ونتنياهو يواجه احتمال أن يختار الرئيس ريفلين عضوا آخر في البرلمان ليحاول تشكيل حكومة إذا فشل نتنياهو.
أما إذا فشلت الجهود لكسر الجمود السياسي فسيجري البرلمان تصويتا نهائيا على الانتخابات، اليوم الأربعاء. وإجراء انتخابات جديدة سيعني أن ريفلين لن يختار شخصا آخر لتشكيل ائتلاف حاكم.
لكن المعلقين السياسيين قالوا، إنه ما زال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو سيتمكن من الحصول على 61 صوتا المطلوبة لتمرير الإجراء. وستصبح الكرة بعد ذلك في ملعب ريفلين ويصبح نتنياهو، الذي لم يخسر أي انتخابات منذ 1999، خارج الملعب في وضع غير مألوف بالنسبة له.
وقال أنشيل فيفر، الذي كتب سيرة ذاتية لنتنياهو، في صحيفة "هآرتس"، "وفقا لحسابات ليبرمان، اقتربت نهاية عهد نتنياهو في السلطة. ولكي يبدأ عهده (ليبرمان) فهو يدرك أن الوقت حان للقفز من السفينة".
وأضاف، "وهو يتصرف بحرص شديد، يختار مسألة تتعلق بالمبدأ - قانون التجنيد ... لتصبح القضية التي يختلف بشأنها مع نتنياهو".
المصدر : الوطنية