أعلنت غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة رفضها للورشة المقرر عقدها في البحرين، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، والتي أُعلن أنها المرحلة الأولى من "صفقة القرن".
وجاء الرفض من خلال تصريح صحفي خلال مؤتمر عقدته الغرفة اليوم الاثنين في مقرها الدائم تلاه رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة ونائب رئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية وليد الحصري.
ودعت الغرفة من خلال البيان مملكة البحرين وبعض الحكومات العربية التي أعلنت عن مشاركتها إلى الإعلان عن إلغاء هذه الورشة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ومقاطعتها.
كما ثمنت موقف السلطة الفلسطينية الرافض لصفقة القرن وعدم حضورها ورشة البحرين، مؤكدةً لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وللعالم أجمع أن حقوقنا وثوابتنا الوطنية الفلسطينية لا يمكن أن تخضع للمساومة والابتزاز والمقايضة بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف، وأن الدعم الإنساني والإغاثي لا يرتبط بأي أجندة سياسية أو بتقديم أي أثمان سياسية.
وأضافت أن مظاهر التطبيع التي تتبجح بها بعض الحكومات العربية تشكل طعنة غادرة في قلب شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة وخيانة للقدس والمقدسات ولللاجئين، كما تشكل جريمة سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية كبرى مكتملة الأركان، وتجسيد للمخطط الغاشم المسمى "صفقة القرن" الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
ودعت الغرفة التجارية والصناعة المطبعين إلى التراجع عن نهجهم السياسي الراهن الذي يقودهم إلى الارتماء في أحضان الاحتلال، وإعادة تصحيح اتجاه بوصلتهم تجاه أعداء الأمة، كي ينجوا من الأخطار والتحديات المحدقة، وتسير السفينة الفلسطينية والعربية والإسلامية إلى برّ الأمان.
وثمنت موقف السلطة الفلسطينية الرافض لصفقة القرن وعدم حضور ورشة البحرين، ودعتها لرفع العقوبات عن أهالي قطاع غزة، وتنفيذ مقررات المجلس المركزي حول مراجعة الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية مع الاحتلال، والعمل على تجديد بنية ومؤسسات النظام السياسي الفلسطيني وحماية الخيار الديمقراطي والمسيرة الديمقراطية عبر إجراء انتخابات حرة وشاملة ونزيهة لرئاسة السلطة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني وفق اتفاقات المصالحة الوطنية في أسرع وقت ممكن.
ودعت الكل الوطني الفلسطيني، قوى وأحزابا وشخصيات وشرائح شعبية ومنظمات مجتمع مدني، إلى توحيد الجهد الوطني الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن والمخططات الأمريكية والإسرائيلية لتصفية قضيتنا، والعمل على تشكيل جبهة فلسطينية موحدة تعمد إلى بلورة استراتيجية وطنية مشتركة تتولى إدارة الصراع مع الاحتلال وبذل كل ما يمكن من أجل حل الأزمة الفلسطينية الداخلية، وصولا إلى موقف فلسطيني موحد قادر على مواجهة الاحتلال ومخططاته، والتصدي لصفقة القرن ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
كما دعت القادة العرب إلى تحمل مسئولياتهم الدينية والتاريخية والقومية والأخلاقية والإنسانية إزاء نصرة شعبنا وقضيتنا في هذه المرحلة التاريخية الكبرى، والتوقف عن دعم مخططات الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في إطار صفقة القرن، ومقاطعة ورشة البحرين الاقتصادية، والعمل على تعرية وعزل وتجريم الاحتلال في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وتوظيف طاقات الأمة في معركة الوجود والمصير التي تستهدف شطب حاضرنا ومستقبلنا، وخصوصا بعد قرار ترمب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل ودعمه لنية الاحتلال ضم الضفة الغربية.
وطالبت الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى التعبير عن تضامنهم ودعمهم وغضبتهم العارمة في وجه الإدارة الأمريكية العنصرية وفي وجه الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه البشع ومخططاته العنصرية التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
كما طالبت المصريين الذين رعوا حوارات وجهود تحقيق المصالحة خلال الفترات الماضية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المعاناة الكبرى والأوضاع الكارثية التي يعيشها أهالي القطاع، وتفعيل جهودهم باتجاه إنجاز ملف المصالحة الوطنية بهدف حل الأزمة الفلسطينية الداخلية وإنقاذ شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة من براثن الألم والمعاناة.
ووجهت دعوة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية كاملة تجاه الوضع الكارثي في قطاع غزة، والعمل على تأمين كافة لوازم واحتياجات ومتطلبات الفئات المحتاجة والطبقات المعوزة من شعبنا، ونؤكد على ضرورة بلورة خطة أممية ودولية حول الكارثة الإنسانية الراهنة التي تعصف بأهلنا في قطاع غزة والعمل على حلها ورفع الحصار ووقف العقوبات الجماعية قبل وقوع الكارثة والانفجار.
كما دعت كافة المنظمات الحقوقية ومراكز حقوق الإنسان، والمؤسسات والقوى والأحزاب، في أمتنا العربية والإسلامية، وكافة الغيورين والأحرار في العالم، إلى بلورة تحركات جدية من أجل نصرة أهالي قطاع غزة في ظل آلامهم ومعاناتهم الكبرى، والعمل على استنقاذهم من براثن الكارثة المحققة التي يراد منها أن تعصف بكيانهم وتدمر حاضرهم ومستقبلهم.
المصدر : الوطنية