كشف موقع "واللا" الإسرائيلي، عن الدور النافذ لقادة وعناصر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" في إحاطة الجيش الإسرائيلي بالمعلومات الاستخباراتية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وسلط الموقع في تقرير موسع له، وفق موقع "عكا للشؤون الإسرائيلية"، على شهادات منسقي الشاباك ودورهم خلال الحرب في محاولة استهداف القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف واغتيال القادة رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم.
وحسب التقرير، انضم منسقو الشاباك إلى مختلف أقسام الجيش الإسرائيلي أثناء قتاله في قطاع غزة، وتواجدوا خلال المعارك على الأرض، وساعدوا في إنقاذ أرواح الجنود ونقل معلومات عن مواقع وقادة حماس.
جمع المعلومات
توفي إحدى الإدلاءات، أحبط الشاباك محاولة قناص من المقاومة قنص جندي على برج دبابة، بعد أن نقل منسق الجهاز معلومات استخباراتية سريعة إلى اللواء المقاتل ثم إبلاغ طاقم الدبابة بأنهم يتعرضون لتهديد قناص، وبعد ثانية من إشعار القوة بذلك أطلق القناص الرصاصة، وأصاب الجندي.
وأشار التقرير إلى أنه منذ منتصف التسعينات انخفض التواجد الفعلي لمنسقي الشاباك في أنحاء قطاع غزة مما أثر على جمع المعلومات الاستخبارية والسيطرة على مناطق بالقطاع.
ونوه إلى أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في عام 2005 تم إجبار منسقي الشاباك على معرفة لهجات وعادات سكان القطاع في المناطق التي يعملون بها من رفح حتى خانيونس وقلب مدينة غزة مما تطورت المهارات لديهم وأصبحوا أكثر تعمقاً بطرق جديدة ومتنوعة.
وبعد عام 2008 طورت إسرائيل عملها السري لمواجهة المقاومة بتعزيز كافة أجهزة الجيش مع القوات المقاتلة، وجاء ذلك بضغوط وجهود قائد المنطقة الجنوبية آنذاك يوآف غالانت، الذي رأى إمكانية نقل المعلومات الاستخباراتية من الشاباك إلى الجنود في الميدان في الوقت الفعلي وخلق فرص لاستهداف المقاومة.
استخدام وسائل متطورة وحسب التقرير، ثبت أن الجمع بين منسقي الشاباك وقادة الألوية والكتائب بالجيش في الميدان كان بمثابة مضاعفة للقوة.
وأكد التقرير أن قادة جهاز الشاباك الذين عملوا في المدن والقرى بواسطة صور الأقمار الصناعية والطائرات، كان جمعهم للمعلومات فعالاً، حيث كانوا يزودون الجيش في الميدان بمخاطر إطلاق النار ودقة أسلحة القنص لدى المقاومة وطبيعة القذائف المضادة للدبابات المتوفرة لديها، وهل هناك نشر مسبق للعبوات الناسفة.
لكن استخدام المقاومة للأنفاق جعل هذا الأمر بالغ الصعوبة في تحديده بالنسبة لقوات الجيش، وكانت عملية الشجاعية وأسر الجندي شاؤول أورون من مقاتلي كتائب القسان واحدة من تلك الحوادث التي لم يكشف أمرها الشاباك قبل وقوعها، وفق التقرير. وكما روى التقرير، عمل ضباط الشاباك على تحديد النقاط التي تؤلم حماس من أجل تقصير مدة الحرب، وكان حريصاً على عدم دفع الجيش إلى توسيع نشاطه في القطاع، بعدما أصبح من الصعب تحييد عشرات الأنفاق التي عبرت من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، إذ كان من الواضح أن المعركة ستطول.
محاولة استهداف الضيف.
ووفقاً للتقرير، في المرحلة الأخيرة من الحرب أدرك المستوى السياسي في إسرائيل أنه ليس هناك مخرجاً من الحرب سوى استخدام الأدوات المؤثرة، وتقرر المضي قدماً بسياسة الاستهداف والاغتيال المباشر لقادة المقاومة.
وفي 19 أغسطس 2014 خلال الحرب، اقتنع أعضاء الشاباك بأن ذلك اليوم سيكون كبيراً بالنسبة لهم، بعد أن رصدت معلومات استخباراتية مكان تواجد القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف المطلوب رقم 1 لإسرائيل في منزل بحي الشيخ رضوان، وفق زعمه.
وبين التقرير أن تلك المعلومات الأولية تم نقلها من الشاباك إلى القوات الجوية التي نفذت سلسلة هجمات بالقنابل الثقيلة، قتلت خلال الاستهداف زوجته وطفله.
وحسب التقرير، بعد الاستهداف بدت الأمور مختلفة تماماً، وبعد فشل الاغتيال ردت عليه حماس بزيادة دائرة النار حتى وصلت الصواريخ إلى غوش دان والقدس.
اغتيال العطار وأبو شمالة
وكما أدلى التقرير، في 21 أغسطس، بعد يومين من المحاولة الفاشلة لاغتيال الضيف، جمع الشاباك معلومات استخباراتية إضافية حول قادة حماس العسكريين.
وأضاف: "قرر القادة في كتائب القسام رائد العطار ومحمد أبو شمالة الخروج من المكان الذي كانا بداخله لعقد اجتماع سري وكان ذلك الخطأ الذي انتظره الشاباك، حيث حدد موقعهم في الوقت المناسب، وتم استهداف المبنى الذي كانا بداخله، بعد تسليم المعلومات إلى سلاح الجو".
وكان للشاباك دور كبير في الضغط على حماس خلال الحرب، إذ أمر باستهداف الأبراج الشاهقة خاصة أبراج المجمع الإيطالي في غزة، حيث كان يعلم حجم التأثير التي سيتنتج عن ذلك، حسب التقرير.
المصدر : عكا للشؤون الإسرائيلية