أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، مساء اليوم الأحد، على ضرورة بناء رؤية استراتيجية وطنية فلسطينية تقوم على ثلاثة محددات أولها تعريف المرحلة التي نمر بها ووثانيها ترتيب البيت الفلسطيني وثالثها المقاومة بمفهومها الشامل.
وقال هنية في كلمة له خلال المؤتمر الشعبي لمواجهة صفقة القرن والحفاظ على حق العودة بمدينة غزة، إن المحدد الأول هو تعريف المرحلة التي نمر بها بأنها مرحلة تحرر من الاحتلال، وليست مرحلة اعتراف ولا مفاوضات ولا سلام.
وتايع هنية "شعبنا الفلسطيني يخوض هذه المرحلة وهذا أمر في غاية الأهمية، لأنه يحدد لنا الأولويات والوسائل والبرامج الوطنية المشتركة التي يمكن أن ننطلق منها جميعا لتحقيق أهداف شعبنا".
وأضاف أن المحدد الثاني هو أن ترتيب البيت الفلسطيني يجب أن يقوم على مبدأ الشراكة والاعتراف بكل المكونات التي تتحرك فوق ساحتنا الفلسطينية، مؤكداً أن مبدأ الاقصاء والتهميش ومحاولة انتزاع الشرعيات عن فصائل وقوى وازنة لا يمكن أن يقود لوحدة وطنية.
أما المحدد الثالث في هذه الاستراتيجية بحسب هنية هو المقاومة، بمفهومها الشامل الواسع من المقاومة الشعبية وحتى العسكرية والمسلحة، موضحاً أن المقاومة يمكن أن تندرج تحت ظلالها العملية السياسية والدبلوماسية النشطة لكنها الملتزمة بالثوابت.
وأكد أن قضية اللاجئين ثابتة وراسخة وتدل على صمود الشعب وتمسكه بحق العودة والمقاومة، وتمسكه بأرض فلسطين، مشيراً إلى أنها الشاهد التاريخي على ديمومة هذا الشعب وصموده، وشاهد على إرادة التحدي وعدم الذوبان.
وأردف "صفقة القرن استهداف لقضية اللاجئين وللقدس، والسيطرة على الضفة الغربية وغول الاستيطان الذي يبتلع الأرض ومنع قيام دولة فلسطينية حتى على حدود عام 67"، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تنفذ خطة متدرجة لتصفية قضية اللاجئين.
وتابع "هناك دعوات محمومة تشجع الفلسطينيين على الهجرة، وهناك ضغوط على اللاجئين في لبنان، وهذا ما يقوم به الاحتلال ضد أهلنا في القدس، وتشجيع الهجرة من غزة إلى خارجها؛ وكله يأتي ضمن تصور أمريكي صهيوني لتذويب قضية اللاجئين وإنهائها".
وقال: متمسكون بحق العودة، ومتمسكون برفض التوطين والوطن البديل ورفض التهجير، ومستقبل الفلسطيني في أرضه ووطنه وقدسه ومقدساته.
وعبر عن وقوف حركته الكامل مع أهلنا في لبنان الذين يرفضون قرار وزارة العمل اللبنانية الذي يساوي اللاجئ الفلسطيني بالأجنبي وينزع الصفة عن اللاجئ الفلسطيني.
وطالب برفع القبضة عن أبناء شعبنا في الدول العربية، لافتاً إلى أن البعض منهم يشتكي من حرمانه من الوثيقة أو جواز السفر، أو حرمانه من السفر والتعليم.
ودعا إلى التوقف عن تصفية الأونروا ، واستمرار دعمها، معتبرا أن تقديم المجتمع الدولي المساعدات للاجئين هو ضمان لحق التعويض وعودتهم إلى أرضهم.
وشدد على أنه لا تنازل عن ذرة من أرض فلسطين، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا تنازل عن القدس، ونعم لحق العودة إلى كل أرض فلسطين المباركة من البحر إلى النهر، حسب قوله.
وحول استشهاد الأسير بسام السايح، حمل هنية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، مؤكداً أن "السايح أحد المجاهدين الذين انخرطوا في مشروع المقاومة والجهاد وسطروا صفحة مضيئة من صفحات نضال هذا الشعب".
المصدر : الوطنية