قالت حركة حماس، إنه قبل 26 عاماً وتحت جنح الظلام ومن خلف ظهر الشعب الفلسطيني بعيداً عن الإجماع الوطني وُقع اتفاق أوسلو المشؤوم، والذي كان انتكاسة سياسية وكارثة.
وأضافت في بيانها اليوم الخميس:" هذا الاتفاق منح الكيان الإسرائيلي بجرة قلم 78% من أرض فلسطين، دون أن يمنح الشعب الفلسطيني الحق في الباقي، إذ تركها للمساومات في ظل موازين قوى تلعب لصالح العدو تمكنه من فرض شروطه مستغلاً تأجيل الملفات الكبرى كملف القدس واللاجئين والحدود والمياه والأمن والأسرى".
وتابعت:" 26 عاماً والشعب الفلسطيني ما زال يدفع فاتورة هذه المصيبة السياسية والجريمة الوطنية، والتي تخطت في تداعياتها المأساوية على حقوقنا وعد بلفور المشؤوم، فلم يُلزم الاحتلال بوقف بناء المستوطنات وتوسيعها؛ بل ضاعفها عدة أضعاف، وبذلك تحرر العدو من أي قيود تحظر عليه تغيير الواقع الجيوسياسي في الضفة والقدس، حيث استمر في عملية التهويد والتشويه والتهجير والاستيطان والقمع والتدمير".
وأكدت أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في هذه الأيام من محاولات ضم القدس وأجزاء كبيرة من الضفة، وإسقاط حق العودة، والعبث في الحدود في إطار ما يُسرب من صفقة القرن إلا ترجمة وتتويج لجهود استيطانية وتهويدية تُركت تُنفذ والشعب الفلسطيني يؤمَل بالوعود عبر الاتفاقيات والمفاوضات.
وأشارت إلى أن اتفاق أوسلو، قسم الشعب الفلسطيني سياسياً وجغرافياً، وكرس سلطة وهمية فسخرها وظيفياً لحماية الاحتلال، وفي المقابل استمر الكيان في تطوير احتلاله وتعميق دور حكومة المنسق في الضفة الغربية، بينما يتمتع باحتلال نظيف ناعم غير مكلف بجهود التنسيق الأمني.
وتابعت:" لقد أضعف اتفاق أوسلو الموقف الفلسطيني سياسيًّا، وقيد العلاقة الخارجية مع العرب والعالم الحر، وعزز مكانة الكيان الإسرائيلي دوليًّا، وفتح لها أبواب دول العالم، وسرع عملية التطبيع والقبول للكيان بعدما كان معزولًا مقرونًا بالعنصرية".
وأكدت رفضها لصفقة القرن وكل الحلول الإقليمية المقترحة التي ترمي لتصفية الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني والالتفاف عليها او الانتقاص منها.
ودعت إلى تحقيق الوحدة الوطنية من خلال تطبيق اتفاق القاهرة 2011 واتفاقية بيروت 2017، بما يشمل الكل الوطني ومن خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ووجهت كل التحية لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار في غزة وجموع المشاركين فيها، مطالبةً بالسماح بامتدادها إلى الضفة الغربية، مؤكدة دعمها الكامل واعتزازنا بالحشود الثائرة على أبواب غزة لتحقيق كسر الحصار وتثبيت حق اللاجئين في العودة.
كما طالبت الحركة السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو والتحلل من كل التزاماته وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، مؤكدةً تمسكها بالمقاومة بأشكالها كافة وفي مقدمتها الكفاح المسلح، وتطالب السلطة في الضفة بالكف عن مطاردة المجاهدين واعتقالهم وسحب سلاحهم.
كما دعت إلى وقف التنسيق الأمني "المشين مع العدو" وإنهاء العمل بأي اتفاقيات معه وضرورة إلغاء اتفاق باريس الاقتصادي، معبرة عن رفضها لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال، إذ اعتبرت ذلك طعنا في ظهر شعبنا وتكريسا للاحتلال وإقرارا بوجوده على أرض فلسطين.
المصدر : الوطنية