صخب إعلامي مكثف لاقتها قضية مقتل الشاب محمود البنا ، على يد الشاب محمد راجح ، المعروفة بقضية الشهامة ، والتي تم توثيقها عبر كاميرات احدى المحلات القريبة من مسرح الجريمة .
حيث تداول ناشطون مقاطع مصورة لواقعة التحرش ثم لحظات مطاردة الشبان الثلاثة للفتى محمود، وصورًا بعد طعنه ومحاولة الأهالي إسعافه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
الناشطون تداولوا كذلك تسجيلات صوتية "بذيئة" قالوا إنها بصوت "راجح" يتوعد فيها بالانتقام من محمود، ووثقوا شهادات حية من جيران الضحية وشهود العيان.
المقاطع والتسجيلات المتداولة كذبت الرواية الرسمية، إذ أعلنت مصادر أمنية بأن محمود لقي حتفه على يد أحد أصدقائه إثر مشاجرة مع بعض زملائه في إحدى المقاهي.
كانت قد ترددت أنباء عن تلقي أسرة محمود عرضا ماليا من والدة المتهم من أجل إنهاء القضية، لكن والد محمود نفى تلك الأنباء، كما نفى ما أشيع عن تغيير الفتاة التي تحرش بها راجح، أقوالها.
آخر تطورات قضية محمد راجح
وأكد المحامي مصطفى الباجس "محامي راجح" أن محكمة جنايات الأحداث ستنظر يوم 20 أكتوبر المقبل محاكمة المتهم راجح و3 آخرين محبوسين فى اتهامهم بقتل "محمود البنا" بالمنوفية، وذلك لعدم بلوغ المتهمين السن القانوني.
وأوضح الباجس، فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» أن المتهم محمد أشرف راجح لم يبلغ سن 18 عامًا، إذ أنه من مواليد 11 نوفمبر 2001، لافتا إلى أن المتهمين الثلاثة الآخرين لم يبلغوا أيضا السن ذاته وسيحاكمون جميعًا أمام محكمة جنايات الأحداث.
كما وكشف عن العقوبة التي من المتوقع أن يتلقاها راجح والمشتركين بالجريمة ، قائلاً " الحد الأقصى للحدث عن جريمة القتل العمد وفقا لأحكام القانون السجن 15 عامًا ".
ونفى الباجس ما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن محاكمة المتهمين أمام محكمة الجنح، نظرا لحمل القضية رقم 14568 لسنة 2019 جنح تلا، لافتا إلى أن القضية قيدت برقم 77 جنايات أحداث تلا لسنة 2019.
وتختص محكمة جنايات الأحداث في نظر قضايا الأحداث القاصرين الذين هم دون سن 18 عامًا وقت وقوع الجريمة، وتتخذ المحكمة التدابير المناسبة والملائمة مع وضع الحدث وظروفه الخاصة و طبيعة جرمه، بغرض إصلاحه وإعادة دمجه في المجتمع.
وتحظر المادة 111 من قانون الطفل معاقبة الأحداث بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن المشدد، وتكون أقصى عقوبة على الجريمة التي عقوبتها العادية الإعدام أو السجن المؤبد أو السجن المشدد هي السجن، وذلك بالنسبة للطفل الذي يتراوح عمره بين 15 و18 عاماً.
قضية "راجح ومحمود" :-
جريمة هزت الرأي العام المصري ، خلال الأيام الماضية ، والمعرفة "بضحية الشهامة" عندما قام شام مصري بالدفاع عن جارته ، عندما غازلها شاب يدعى "راجح" ، ليسقط الشاب ضحية بعد مشاداة كلامية بينه وبين راجح معاتباً له على مغازلته جارته .
القضية لقيت صدى كبير وسط المجتمع المصري ووسط الرأي العام المصري ، ووسائل الاعلام المصرية ، الذين سلطوا الشوء على هذه الجريمة البشعة التي لاقت رفض شعبي وإعلامي كبير .
بدوره نفى محمد البنا والد الشاب الضحية ، الأنباء التي وردت بشأن تغير الفتاة أقوالها داخل المحكمة ، والأنباء التي ترددت عن قيام والدة القاتل بعرض عليه مليون جنيه للتنازل عن حقه، مؤكداً أن هذه الأنباء غير صحيحة على الإطلاق وأنها شائعات ظهرت على السوشيال ميديا فقط .
وأوضح البنا خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حضرة المواطن"، المذاع عبر فضائية "الحدث اليوم"، مساء أمس السبت، أن رجال الداخلية والنيابة العامة لم يقصروا في التعامل مع مرتكبي الواقعة، مشيرا إلى أنه لا يتمنى ألا يتعرض أحد من الشعب المصري لما مر به ابنه، مطالبا بضرورة التوعية الدينية والاجتماعية بمثل تلك الجرائم.
وأوضح أن محاكمة قاتل نجله ستبدأ اليوم الأحد، موجها له تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، مشيرا إلى أن القاتل معروف عنه أنه بلطجي، ومعتمد على أن جده لواء، وعائلته بها رتب كثيرة، مطالبا الداخلية بالإفراج عن الأفراد الذين ألقى القبض عليهم من أمام منزله بسبب مظاهرات الأهالي لوقوع الحادث، قائلا: "أتمنى يفرج عن هؤلاء الأشخاص ما لهمش ذنب، وما حدش هتف ضد الدولة ولا رئيس، ولا كان فيه منشورات، البلد حزينة لأن كل واحد شاف محمود ابنه".
فيديو قتل محمود البنا :-
جريمة قتل الشاب "محمود البنا" والتي تم توثيقها عبر كاميرة المراقبة لأحد المحلات التجارية القريبة من مسرح الجريمة ، قضية رأي عام مصرية ، بعد تصدرها خلال الأيام الماضية مواقع التواصل الاجتماعي .
فقد أبدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، غضبهم الكبير حول مقتل الشاب البنا ، الذين سرعان ما أطلقوا هاشتاق #اعدام_راجح ، و هاشتاغ #محمود_قاتل للمطالبة باعدام القاتل وتقدميه للعدالة ، وللحد من هكذا جرائم .
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا العديد من صور الضحية والقاتل ، كما وتداولوا فيديو يوثق لحظة محاولة شاب منع الجاني من قتل المجني عليه إلا أن أحد أصدقاء القاتل منع الشاب من التدخل وجعل القاتل ينفرد بالمجني عليه وينفذ جريمته.
والد محمود البنا يكشف لـ"الحكاية" التفاصيل الكاملة :-
وحول التفاصيل الدقيقة لواقعة مقتل الشاب "البنا" ، فقد أوضح والد المغدور أن ابنه قتل على يد 3 شباب بمركز تلا في محافظة المنوفية بعد معاتبته لأحدهم على مغازلة إحدى الفتيات في الشارع، وأوضح أنه في بادئ الأمر تلقى اتصالًا من زوجته تخبره بأن محمود تعرض لاعتداء وطعن بالبطن وجرى نقله للمستشفى، مؤكدًا أنه توجه على الفور للمستشفى ولكن وجد نجله قد فارق الحياة.
وأضاف "البنا"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يحدث في مصر"، الذي يُعرض على شاشة "MBC مصر"، مع الإعلامي شريف عامر: "كمية الدم كانت استحالة تقول إنه عايش، وقالوا في المستشفى إنه مات نتيجة طعنة نافذه بمطواة في البطن، والـ3 أشخاص اللي اعتدوا على ابني من عائلات ثرية ومعروفين باختلاقهم للمشاكل".
وأشار إلى أنه كان هناك تربص من قبل الشباب بنجله بعد معاتبته لهم على تعديهم على فتاة والتحرش بها، مضيفًا: "ابني قالهم مش رجولة وأعتبرها زي أختك، وابني معروف وسط أصحابه بالتربية والأخلاق، وأخلاقه الزائدة اللي عملت فينا كده، العيال رسموا الخطة على ابني وتربصوا به وهو رايح الدرس واعتدوا عليه".
وتابع: "أحدهم قيده، والآخر بخ على وشه بخاخة، والثالث طعنه عدة طعنات، أودت بحياته، الشارع اللي إحنا فيه بيحصل فيه جرائم كثيرة، بس الكاميرات رصدت كل تفاصيل الجريمة".
يشار إلى أن اللواء محمد ناجي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن المنوفية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد عمارة، مدير المباحث الجنائية بالمنوفية، يفيد استقبال مستشفى تلا المركزي الشاب "محمود البنا" طالب بالصف الثالث الثانوي، جثة هامدة إثر طعنات نافذة بالبطن.
الأمر الذي دفع جهاز الشرطة والمباحث الجنائية لبدأ التحقيق في الحادث ، والذي تبين من خلاله قيام محمد راجح " 18 عاما" بالتعدى علي "البنا" بمطواة نتيجة مشادة كلامية حال معاتبته على مغازلة جارتهما ، أثناء تواجدهم في إحدى المقاهي المتواجدة بالمدينة .
وتمكنت وحدة مباحث مركز شرطة تلا، من إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة "محمد راجح" طالب بكلية التجارة جامعة السادات، و "ا.م.ع" طالب في الثانوي التجاري، و "م.ا" وشهرته "حماصه" طالب في الثانوي الزراع، وقاموا بالإرشاد على المكان التي جرى وضع فيه أداة الجريمة "مطواه"، وجرى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على النيابة.
المصدر : وكالات