وجه قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي قال فيها "قضية حل مشكلة غزة الإنسانية يجب أن تكون الأولى على جدول أعمالكم، لأننا لن نصبر أكثر من ذلك وبلغ السيل الزبى"، مهدداً بعدم قبول بقاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وأكد السنوار خلال لقاء مع الشباب في مدينة غزة الإثنين، أن الأزمة الإنسانية ضربت كافة مناحي الحياة بسبب الحصار والعقوبات المفروضة عليه، موضحاً أن الحصار يهدف لتركيع شعبنا والانقلاب على المقاومة، مؤكداً أن المال القطري ساهم في تحسين الأوضاع الانسانية في قطاع غزة.
وأضاف "أبلغنا الوسيط سنضرب تل أبيب على مدار ستة شهور كاملة إن استمر تضييق الخناق على قطاع غزة، فبدأت الاتصالات تهل علينا".
وشدد على حقيقة امتلاك قوة عسكرية في قطاع غزة يُعتد بها ويحسب العدو لها كل حساب، مضيفاً "لدينا مئات الكيلومترات من الأنفاق وآلاف الكمائن ومضادات الدروع والقذائف الصاروخية المصنعة محلياً".
وأضاف "نجحنا في تشكيل غرفة العمليات المشتركة بمشاركة 13 جناحا عسكريا للفصائل الفلسطينية، للتصدي لعدوان الاحتلال"، مؤكداً أن لإيران الفضل الأكبر في بناء هذه القوة.
وقال: وقفنا للعدو بالمرصاد ولن نسمح له بان يغير قواعد الاشتباك، مجددا التأكيد أنه رغم الحصار المفروض علينا، إلا أننا بنينا قوة يتعد بها، ونقف اليوم على أرض صلبة.
وشدد على أنه "لن نتردد في مواجهة العدو، وعرفنا كيف ندير هذه المواجهات دون أن ندحرجها لحرب واسعة"، متابعاً "سمعنا تصريحات لقادة الاحتلال يهددون ويتوعدون، لكننا سنجعلهم يلعنون اليوم الذي ولدوا فيه".
وتابع "سيرى العالم أننا ما صبرنا على الجوع والجراح والحصار إلا لنبني قوة لتمريغ أنف جيش الاحتلال بالتراب"، مضيفاً "بنينا القوة وسنستمر في بنائها لتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والعودة".
وذكر أن في قطاع غزة 70 ألف شاب يحملون السلاح في أجنحة العمل المقاوم والأجهزة الأمنية، شاكرا الشباب على صبرهم وثباتهم رغم الجراح والصعاب.
وقال "التعليم والصحة والأمن في قطاع غزة أرادوا لها أن تنهار إلا أنها لم تنهار، ووقفنا أمام مسئولياتنا في استمرار عمل المؤسسات الخدماتية في غزة، وقدمنا أفضل ما لدينا، مع قناعتنا أن شعبنا يستحق دائماً الأفضل"
ونبه السنوار إلى أن هناك جهودا ًمن أجهزة مخابرات عديدة لضرب حالة الاستقرار الأمني في قطاع غزة، ومتابعاً "ولدينا الكثير مما لم نكشفه عن طريقة عمل مخابرات الاحتلال في القطاع".
وقال: فككنا الكثير من الشبكات التي حاولت ضرب حالة الاستقرار في القطاع، ولو نجحوا في مخططاتهم لما شعر مواطنو القطاع بالأمان والاستقرار.
من جانب آخر، قال السنوار: عملنا على عدة محاور أولها إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وأوجدنا بيئة مناسبة لذلك، واستقبلنا الحكومة ووزرائها في غزة.
ولفت إلى أنه تم تشكيل غرف عمليات مع الفصائل لمعالجة كل مشكلة تعيق تنفيذ اتفاق المصالحة، كاشفًا أن هناك قوى سوداء لديها قدرات كبيرة لإبقاء حالة الانقسام الفلسطيني.
وبين أن الأطراف التي نفذت محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم عملوا بتوجيه من ضباط في مخابرات الاحتلال وبعض من ضباط مخابرات السلطة، وكان هدفها ضرب المصالحة.
وقال إننا وافقنا دون شروط على مبادرة الفصائل لإنهاء الانقسام لأننا جاهزون دوماً للانتخابات، كما وافقنا دون شروط على مبادرة الفصائل لإنهاء الانقسام، وجاهزون للانتخابات وسنذلل كل العقبات في طريقها.
وقال إن حماس لو لم تفز في الانتخابات القادمة فهي بالتأكيد لن تخسر، طالماً أن هذا هو خيار الشعب الذي ندعمه كيفما كان.
وشدد على أن قضيتنا على مفترق خطير، وهناك تهديدات حقيقية علينا مواجهتها، لافتاً إلى أن الاحتلال يصب الزيت على نار الانقسام الطائفي في الأقطار العربية.
وقال إن المنطقة تمزقت محاور تصارع بعضها، حتى انتقلت حالة الصراع داخل كل قُطر، فباتت الفوضى تضرب أطنابها في كل أنحاء العالم العربي؛ ما أشغل حاضنتنا العربية والإسلامية بهمومها وجراحها.
المصدر : الوطنية