وجه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، كلمة للشعب الفلسطيني الذي يواجه وباء "كورونا" المتفشي في العالم.

وقال هنية في كلمته "أتوجه إليكم اليوم في هذه اللحظات الصعبة التي تمر في مواجهة هذا البلاء العام، هذا المرض القاتل الذي يتفشى في أنحاء العالم، فيروس كوفيد 19 المعروف باسم "كورونا".

وأكد أن حركة "حماس" كجزء من هذا العالم يمارسون دورهم الإنساني بحجم الإمكانات والقدرات في هذه الحدود، مضيفاً "كلنا ثقة بأن شعبنا الفلسطيني يضرب النموذج مجددًا في التزامه وإيمانه العميق بحتمية الخروج من هذه الحالة، ويعكس حالة التضامن والتكافل بين أبنائه".

وأكد أنهم يقفون مع شعبنا في القدس الأسيرة، وبيت لحم المهد، وخليل الرحمن، وسلفيت البطولة، ورام الله الشموخ، ونابلس الإباء، وبيت ساحور وطولكرم وأريحا وجنين وكل الضفة الباسلة.

وقال "إننا معكم وبينكم ولن ندخر جهدًا يمكن أن نقوم به من أجلكم، وسنواصل العمل من أجلكم، ونعلن بوضوح استعدادنا لوضع كل إمكانات الحركة في الضفة من أجل المساهمة مع إخواننا في السلطة لمواجهة هذا المرض، وعلى أتم الجاهزية للعمل والتنسيق والقيام بكل دور ممكن في إطار المواجهة المشتركة لهذا الوباء الذي لا يفرق بين البشر فضلًا عن انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية".

وأضاف "منذ بدء تفشي هذا الوباء أعلنا حالة الاستنفار العام والطوارئ في مؤسسات الحركة القيادية في أماكن تواجدها كافة بهدف العمل وفق خطة من مراحل متعددة لمواجهة هذا الوباء العالمي، وبتنسيق كامل مع الجهات الصحية الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية إيمانًا منا بضرورة التحرك المبكر والشامل وفق رؤية واضحة لحماية شعبنا وتقديم ما يمكن من أجل صحته وحياته وأهله أجمعين".

وأشار إلى أن الحركة تحركت في مختلف الاتجاهات إدراكًا لتواضع إمكاناتها بفعل حالة الحصار التي يضربها الاحتلال على شعبنا فضلًا عن وجود نصف شعبنا في الشتات وفي مخيمات اللجوء؛ ما يتطلب درجة عالية من الجهد والعمل المركب هنا وهناك. 

وأوضح هنية أنه أجرى عدة اتصالات مع القادة والمسؤولين في المنطقة، وخاصة مع أمير قطر تميم بن حمد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أبديا استعدادًا لمساعدة شعبنا في مواجهة هذا الوباء بالأموال والإمكانات اللازمة، مشيراً إلى أنه سيواصل هذه الاتصالات والتحركات لتأمين أفضل خدمة ورعاية لشعبنا في كل أماكن تواجده".

ولفت هنية إلى أن حركته قدمت مقترحًا بضرورة إنشاء لجنة على المستوى الفلسطيني المركزي في لبنان من أجل مواجهة هذا الفيروس، وعقد لقاء يضم مدير الأونروا في لبنان، وممثلًا عن وزارة الصحة اللبنانية، وأمين سر حركة فتح والمنظمة، وأمين سر تحالف القوى الفلسطينية والسفير الفلسطيني، وتم تشكيل لجنة طوارئ مركزية من هذه المكونات كي تقوم بكل الخطوات اللازمة لمواجهة الفيروس.

قطاع غزة

وأوضح هنية أن قيادة الحركة في غزة سارعت بدعوة القوى الوطنية ووزارة الصحة من أجل المساهمة في خطوات المواجهة، وتم تشكيل وتفعيل لجان الطوارئ للحيلولة دون وصول الفيروس، وتوفير ما يمكن من الإمكانات لمواجهته؛ حيث تم فرض الحجر الجبري على كل العائدين، وكذلك إغلاق المعابر أمام حركة المواطنين إلا للحالات الطارئة، والمسارعة بإنشاء وتشييد أماكن صحية جديدة، ونشر أوسع حملة توعية والقيام بعمليات التعقيم الجزئي والشامل، واتخاذ الخطوات الاحترازية بمنع التجمعات والحفاظ على بيئة آمنة مستقرة.

ودعا بشكل فوري كل مؤسسات الإغاثة الدولية ومنظمة الصحة العالمية ومحبي الشعب الفلسطيني إلى مساعدة شعبنا في هذه المواجهة القاسية، مضيفاً "إمكاناتنا متواضعة مقارنة بإمكانات دول كبرى تقف عاجزة أمام هذا الوباء، لذلك ندعو إلى إنهاء الحصار على شعبنا، وتقديم المساعدة العاجلة له بمستوياتها المختلفة وعلى رأسها المعدات والأدوات والمستلزمات الصحية والغذائية لأن من مترتبات هذا الوباء قلة العمل والدخل ما يتطلب إغاثة المتضررين من حالة الطوارئ".

وبين أن اللجان المختصة في الحركة تقوم بمتابعة دقيقة لأوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال سواء عبر المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر أو المنظمات الحقوقية، ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أسرانا الأبطال، ونحذر من أي إهمال أو تفشٍ للمرض في صفوفهم سوف نعتبره محاولة قتل مقصودة ومتعمدة.

خطة الحركة

وعبر هنية عن تضامن الحركة مع كل المصابين والمتألمين من هذا الوباء في كل أنحاء العالم، سائلاً الله لهم الشفاء العاجل والفرج القريب.

وأكد أن الحركة تضع إمكاناتها للوقوف إلى جانب شعبنا في كل أماكن تواجده في الداخل والخارج في وجه هذا الوباء، مجدداً الجاهزية للتعاون المشترك مع السلطة الفلسطينية وكل مكونات شعبنا لمواجهة هذا الخطر الداهم.

وشدد على المتابعة الدؤوبة والحثيثة لأوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات ذات الاختصاص إلى التحرك العاجل لضمان تقديم كل رعاية من أجلهم ووقايتهم من هذا الفيروس، محذراً الاحتلال من أي مساس بهم أو استهتار في التعامل معهم.

ودعا قادة هذه الأمة ومحبيها إلى تقديم المساعدة العاجلة والطارئة لشعبنا في مختلف المجالات كي لا يقف وحيدًا في مواجهة هذا البلاء العالمي.

 

 

 

المصدر : الوطنية