توافق اليوم الذكرى ال72 لمجزرة دير ياسين التي وقعت في 9 أبريل/ نيسان 1948 بعد مهاجمة العصابات الصهيونية القرية فجرا واغراقها في بحر من الدم بعد ذبح المئات من سكانها، بخذلان من الانتداب البريطاني.
بداية المجزرة
بدأت مذبحة دير ياسين في قرية دير ياسين، التي تقع غربي القدس ليلة التاسع من أبريل/ نيسان 1948 على أيدي مجموعتي الأرغون التي كان يتزعمها مناحيم بيغن (الذي انتخب رئيسا لوزراء إسرائيل 1977-1983)، ومجموعة شتيرن التي كان يترأسها إسحق شامير (الذي انتخب رئيسا لوزراء إسرائيل 1983-1992 بتقطع)، بدعم من قوات البالماخ.
وتهيأت قوة من العصابتين الإرهابيتين إرغون وشتيرن بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسين في 7/4/1948، قوامها أكثر من ثلاثمائة مقاتل لاحتلال دير ياسين بعملية عسكرية متفرعة من عملية ناخسون اسمها عملية “أحدوت” وتعني الوحدة.
وجاءت هذه الحادثة بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين.
تاريخ القرية
كانت قرية دير ياسين تقع على تل يبلغ ارتفاعه نحو ثمانمائة متر، وتبعد حوالي كيلومتر واحد عن النواحي الغربية للقدس المحتلة.
بدأ الاستيطان اليهودي في قرية دير ياسين عام 1906، وقامت قوات الإمبراطورية العثمانية بتحصين مرتفعات دير ياسين ضمن منظومة الدفاع عن القدس، اقتحمتها قوات الجنرال اللنبي عام 1917 مما جعل القدس المحتلة تسقط في أيدي الحلفاء.
وتمتعت دير ياسين بحركة اقتصادية لافتة قبيل الانتداب البريطاني وبعده، كما شهدت نموا ديمغرافيا ملحوظا حيث ارتفع عدد السكان من نحو 428 نسمة عام 1931، إلى 750 عام 1948.
عاش اليهود بأمن وأمان داخل القرية، غير أن العلاقات بينهم والفلسطينيين تدهورت إبان ثورة 1936-1939، قبل أن ترجع لسالف عهدها وتستمر كذلك إلى حدود نكبة 1948.
سبب المجزرة
نامت الكراهية والأحقاد بين الفلسطينيين واليهود في عام 1948، واشتعلت الأحقاد بعد قرار المملكة المتحدة سحب قواتها من فلسطين مما ترك حالة من عدم الاستقرار في فلسطين.
واشتعلت الصراعات المسلحة بين العرب واليهود بحلول ربيع 1948 عندما قام جيش التحرير العربي والمؤلّف من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية على تشكيل هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية، وقد سمّيت تلك الحرب بحرب الطُرُق "الشوارع"، حيث أحرز العرب تقدّماً في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة تل أبيب وغرب القدس مما ترك 16% من جُل اليهود في فلسطين في حالة حصار.
قرر اليهود بعد ذلك تشكيل هجوم مضاد للهجوم العربي على الطرقات الرئيسية، فقامت عصابتي شتيرن والآرغون بالهجوم على قرية دير ياسين على اعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل على رفع الروح المعنوية اليهودية بعد خيبة أمل اليهود من التقدم العربي على الطرق الرئيسية اليهودية.
كما أن موقع القرية وبُعدها بضعة كيلومترات من القدس جعل منها فريسة سهلة لقوات الأرغون لتحقيق انتصار، حسب قول أحد ضباطها من أجل كسر الروح المعنوية لدى العرب، ورفع الروح المعنوية لدى اليهود.
عدد الضحايا
وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب، حيث وصل عددهم حسب مصادر عربية وفلسطينية إلى 254 ضحية تم قتلهم خلال هذه المجزرة.
ما بعد المجزرة
تزايدت الحرب الإعلامية العربية اليهودية بعد مذبحة دير ياسين، وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة، وعملت بشاعة المذبحة على تأليب الرأي العام العربي وتشكيل الجيش الذي خاض حرب الـ 1948.
واستوطن اليهود القرية بعد مذبحة دير ياسين، وفي عام 1980 أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلين الأرغون الذين نفّذوا المذبحة.
المصدر : الوطنية