قال رئيس مجلس إدارة "باديكو" القابضة، بشار المصري، إن شركاته لم ولن تترك قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في مواجهة جائحة "كورونا" دون المساهمة بكل ما تستطيع لمنع تأثيرات وتداعيات هذا المرض صحيا واقتصاديا.
وأوضح المصري في تصريح صحفي، أن الوضع الحساس في قطاع غزة دفع شركاته بشكل مبكر للتنسيق مع الجهات الحكومية، ووضع مرافق الشركة تحت تصرف الخدمة العامة لمواجهة تفشي فيروس "كورونا"
وأكد المصري أن الشركات قدمت أهم مرافقها في غزة وهي فندق المشتل والبلوبيتش للحجر الصحي ورعاية العائدين من الخارج واستيعاب 500 مواطن، ووصل العدد مؤخرا لنحو 230 بعد مغادرة المتعافين.
وأضاف أن الشركات عرضت أيضا المنطقة الصناعية بغزة تحت تصرف الأزمة من أجل الخدمات اللوجستية أو ما يناسب التعامل مع الجائحة الصحية.
وأشاد المصري بعمل التجمع المقدسي في فندق سان جورج في مدينة القدس الشرقية كمقر للحجر الاجتماعي، وفق مواصفات وزارة الصحة وتعليماتها حيث شكل فريق عمل التجمع عمل رائع وتكاملي بين القطاع الخاص والمبادرات الأهلية.
وأكد المصري أن القطاع الخاص تعرض لضربة كبيرة بسبب الظروف التي فرضتها أزمة "كورونا" الصحية، متوقعا أن يتضرر الالاف من أصحاب الأعمال بشكل خطير خاصة أصحاب الحرف، لكنها في نفس الوقت تجربة أوضحت مدى تكافل الشعب الفلسطيني في وقت المحن والشدائد.
كما لفت رجل الأعمال إلى أن الأزمة أظهرت عدم وجود تخطيط مسبق وجهوزية أفضل في المجال الاقتصادي وفق اعتقاده، منوها إلى أن القيادة السياسية قامت بجهد عظيم في الضفة وغزة وتحركت بسرعة لتفادي انتشار الوباء العالمي قدر الامكان.
ودعا المصري إلى التخطيط المبكر لما بعد أزمة الوباء، وهو أمر حتى الان محدود جدا، مشيراً إلى ضرورة التعلم من هذه الأزمة عبر ايجاد خطط مسبقة خاصة لشعب يعيش في محيط مليء بالأزمات.
وطالب المصري الجهات الرسمية بالتعامل مع القطاع الخاص كشريك، وليس كطرف آخر، خاصة بعدما أظهرت أزمة كورونا مدى التقارب بين مكونات المشهد الفلسطيني سواء حكومة وقطاع خاص أو شمال وجنوب أو فقير وغني.
وشدد المصري على أن نهاية أزمة كورونا لا تعني نهاية الأزمات في ظل وجود الاحتلال وتأثيراته، مما يتطلب تكتل فلسطيني قائم على الاحترام والتشجيع متبادل.
ووجه المصري انتقاد وصفه بالبناء لوجود عقبات كثيرة في قطاع غزة أمام استثمار القطاع الخاص كما حدث مع شركاته، مشددا على ضرورة تيسير الأمور باعتبار أن الاستثمار في فلسطين مجازفة، وفي قطاع غزة مجازفة أكبر.
وتمنى المصري الخروج من تجربة أزمة "كورونا" ومن محنة الانقسام للتفرغ في مواجهة محنة الاحتلال.
المصدر : الوطنية