كما هو الحال في كل موسم، تشهد أسواق قطاع غزة، خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقبيل عيد الفطر الذي يعد من أهم المواسم طيلة العام، حركة سكانية نشطة.
ويستعد المواطنون خلال هذه الفترة لشراء حاجياتهم، في حين أن التجار وأصحاب المحال التجارية يأملون بالحصول على عائدات اقتصادية، لتسديد التزاماتهم المادية لدفع ثمن الاستئجار والبضائع والعمال وغيرها.
وفي ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها القطاع المحاصر وبائياً واحتلالياً، زادت حدة التذمر لدى سكان قطاع غزة نتيجة غلاء أسعار الملابس رغم الوضع الصعب.
سعر جنوني
اصطدم الشاب معتصم أبو الهنود، بحائط الغلاء الذي وصفه بـ" الجنوني"، حينما ذهب برفقة أحد أقرباءه للتسوق في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
وقال أبو الهنود لـ الوطنية، إن أسعار الملابس ارتفعت سواء كانت للشباب أو الفتيات على حد سواء، مضيفاً "يعني التجار فش بقلبهم رحمة ولا بتطلعوا للوضع الي إحنا فيه".
وأوضح صاحب الـ 24 عاماً أن ثمن "البنطلون" الواحد يصل سعره ببعض المحلات إلى 100 شيكل، وهو مبلغ ليس بالهين ولا اليسير، مضيفاً: "لما بعرف أنو السعر بهذا المبلغ، ما بقدر إلا أقول للبياع خللها عندك".
وأشار إلى أن بعض التجار يستغلون العشر الأواخر من شهر رمضان وكذلك قبل عيد الفطر وعيد الأضحى، فترتفع أسعار جميع الملابس بدون تمييز، مطالبًا النظر بعين الرحمة والتخفيض من الثمن.
أما الفتاة رؤى قنديل، فقد أبدت استغرابها من غلاء الأسعار، بالوقت الذي تعيش فيه غزة ظروفا استثنائية، بظل انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
واضطرت قنديل التي تبلغ من العمر 22 عاماً، كما تحدثت لـ الوطنية، لشراء ملابس بثمن 120 شيكلا، في حين توقعت ألا يتجاوز ثمنها الـ 60 شيكلًا نتيجة ارتفاع الأسعار داخل المحال التجارية.
وبينت أن معظم المحال التجارية الخاصة بالملابس المميزة، ترفع أسعارها بدون استثناء، مشيرةً إلى أن هذه الأسعار لم تكن مرتفعة بهذه الصورة قبل بداية موسم العيدـ متمنية أن تشهد الأسعار تحسنًا خلال الأيام المقبلة ليتمكن الجميع من شراء ملابس العيد بالأسعار المعتادة.
الأسعار مناسبة مع الجودة
أما بائع الملابس الرجالية والنسائية حسام صابر، فقال إن الأسعار الخاصة بالملابس مناسبة للجميع، مشيراً إلى أنه ما تم استيرادها قبل إغلاق المعابر وهي ذات جودة عالية.
وأوضح صابر، خلال حديثه أن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها أبناء القطاع، تجعلهم يشعرون بارتفاع الأسعار بينما هي أسعار طبيعية جداً.
وأكد أن الفترة الماضية من أسواء فترات الأسواق بغزة، بسبب تشديد الاحتلال من حصاره، إلى جانب أزمة جائحة "كورونا"، لافتاً إلى أن السوق قد فقد عددًا من التجار بعد أن لاحقتهم بهم الديون وتخلوا عن مهنتهم.
المصدر : الوطنية - وجيه رشيد