أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، أن شعبنا بحاجة إلى تهيئة الظروف أمامه لمواجهة مشروع الضم، وهذا يقع على عاتق كل القوى الفلسطينية الوطنية.
وأشار إلى أن حركته ستسلك كل الطرق لمواجهة الضم لأنه تصعيد خطير جدًا يستهدف أعز ما لدينا، مضيفاً: التدخل الإسرائيلي بالقرارات الدولية حال دون موقف جدي من خطة الضفة.
ولفت، خلال لقاء له عبر قناة "الأقصى"، إلى أن أخطر ما في تلك الخطة الإسرائيلية هو الانتقال من الاستيلاء على الأرض إلى تهجير السكان، ذاكراً أن العجز الفلسطيني في الوصول إلى برنامج وطني متفق عليه لمواجهة إجراءات الاحتلال شجع الاحتلال على المضي في مشروع الضم وتطبيقه.
وأكد أنه في حال تم مشروع الضم ينتهي المشروع السياسي الذي عاشت معه السلطة عشرات السنين، وأن الإدارات الأمريكية طيلة تاريخها لم تكن تمتلك الجدية ولا الإرادة في توجيه ضغوط حقيقية على الكيان لإيجاد حل سياسي يتوافق حتى مع الشرعية الدولية المجحفة بحق الشعب الفلسطيني.
وقال إن الحركة تتحرك على عدة نطاقات لمواجهة مشروع الضم؛ أولها عبر العمل السياسي والدبلوماسي والتواصل مع كل الدول في العالم وشرح الموقف لها وخطورته، والانعكاسات التي ستترتب عليه في فلسطين والعالم كله، ثم العمل الوطني، فحماس تطرح على الكل الوطني للتوصل لبرنامج وطني مشترك نقوم جميعًا بالعمل من خلاله لمواجهة مشروع الضم في كل ساحات الوطن.
وأكد أن حماس تتواصل مع كل القوى الفلسطينية من أجل التوافق على برنامج لمواجهة الاحتلال.
وأضاف "لا أستبعد أن يتطور الأمر في ظل عدوان الاحتلال وقد يؤدي إلى تدحرج وتصاعد في المواجهة التي قد تصل إلى تصعيد عسكري"، لافتًا إلى أن هناك برنامج خاص وتحركات جماهيرية متفق عليها في كافة المناطق لرفض مشروع الضم.
وتابع "نؤيد أن تقوم السلطة بكل ما لديها من علاقات والتوجه إلى مجلس الأمن والمحاكم الدولية لمواجهة الضم، ونعبر عن رغبتنا واستعدادنا للعمل المشترك مع الكل الوطني لمواجهة مشروع الضم".
ودعا العاروري السلطة إلى أن تكون أكثر جدية وعمقًا في قطع العلاقات مع الاحتلال والمضي فيه حتى النهاية واستبعاد مخاوف أن نحل محلهم بالضفة، ولن تجد السلطة منا إلا يدًا ممدودة في مقاومة المحتل.
وأكد أن هناك جهات إسرائيلية وأخرى متعاطفة معها تثير أن "حماس" تريد دفع السلطة للمواجهة من أجل انهيارها في الضفة.
وقال: نريد أن يكون هناك حضور شعبي أقوى لمواجهة عملية الضم، لافتًا إلى أن السلطة ومنظمة التحرير جزء من شعبنا ولا نملك خياراً إلا أن نتماسك ونعمل معاً ونشجع بعضنا على الخطوات الصحيحة.
وأردف "نحن نعوّل على الحراك الجماهير المتصاعد الذي يتحول لثورة شعبية ضد الاحتلال في كل مكان أكثر ما نعول على الحراك السياسي والدبلوماسي، مع عدم اعتراضنا عليه.
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ إجراءات كثيرة لتهيئة الأجواء وتسهيل تمرير عملية الضم، منها محاولة ضرب الثقة الداخلية عند شعبنا ويحاول ضرب الثقة الداخلية بنشر قوائم مزعومة تحتوي على مئات الأسماء من منطقة جبل الخليل باعوا بيوتهم وأراضيهم للإسرائيليين.
وأكد أن هناك هرولة من بعض المكونات العربية تجاه التطبيع مع الاحتلال وهي رسالة إحباط للشعب الفلسطيني، موضحاً أن المطبعين تمثل أصوات نشاز لا تمثل الشعوب العربية، والتطبيع رسالة بأن بعض العرب لا يهمهم بما يجري في فلسطين.
ودعا شعبنا وخاصة في الضفة لتدفيع الاحتلال الثمن سلفًا حتى يدرك أن خطة الضم لن تمر دون عقاب، قائلاً "إجراءات الاحتلال في القدس الحتلة إجرامية ووحشية وقلب المعركة يدور في المسجد الأقصى وتتسع لتشمل كل فلسطين".
وأفاد أن وزير المواصلات الإسرائيلي "بتسلئيل سموتريش" طرح العام الماضي خيار ضم الضفة كاملة والتعامل مع سكانها وفق 3 سيناريوهات.
-السيناريو الأول يكون عبر منح سكان الضفة الغربية مواطنة منخفضة من الدرجة الثانية حال سلموا وقبلوا أن الضفة جزء من "إسرائيل".
-السيناريو الثاني عبر التهجير الطوعي والناعم عبر الضغط الاقتصادي والمعيشي والأمني مع تسهيل هجرتهم إلى خارج فلسطين.
-السيناريو الثالث من خلال التخلص من السكان من خلال حرب ضروس في المنطقة يكون الاحتلال طرف فيها وينتج عنها تهجير السكان.
وأكد أن الإسرائيليين في طبيعتهم ينزعون إلى اليمين والتدين وفي قلبهم الحركات الدينية التي تنظر لاحتلال الضفة الغربية.
المصدر : الوطنية