أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أنه كان للدكتور رمضان شلح دوراً كبيراً في معركة "البنيان المرصوص"، مضيفاً: المقاومة ردت بقوة خلالها.
وقال في حوارٍ شامل، أجرته معه قناة "فلسطين اليوم"، مساء اليوم السبت، في الذكرى السنوية السادسة لمعركة "البنيان المرصوص"، التي خاضتها قوى المقاومة بغزة، عام 2014، على مدار 51 يومًا: انحني اجلالاً لكل شهداء شعبنا.. وأخص شهداء معركة "البنيان المرصوص.
وأشار إلى أنه في أي معارك مقبلة سيتم توحيد أسماء المعارك حتى تكون المصطلحات السياسية موحدة، مضيفاً أنه خلال الحرب كان لمصر موقف من قطاع غزة وكان الانقسام الفلسطيني قائماً والحصار يشتد، وكل هذه الظروف أدت لإطالة أمد المعركة.
وأكد أنه بعد أسبوع من بداية العدوان تقدمت مصر بمبادرة وقف إطلاق النار، وفصائل المقاومة اعتبرتها غير منصفة، وبالتالي رفضناها لأنها ساوت بين الجلاد والضحية، قائلاً: إننا نقاتل بكل ما نملك من قوة ولا خطوط حمراء مع العدو.
ولفت إلى، أن المقاومة أثبتت لكل من يراقب أنها تستطيع مواجهة هذا العدوان وقوة "إسرائيل" الطاغية في المنطقة، الذي أشارت -إحصائيات الاحتلال- إلى أن 75 ألف غارة طيران إسرائيلي شنت على قطاع غزة المحدود جغرافياً.
واعتبر، أن المقاومة ردت بقوة وكانت القوة ظاهرة وإسرائيل مارست أقصى ما يمكن من القصف للمواقع والأهداف، مشيراً إلى أن إسرائيل افتتحت العدوان بقصف نفق لحماس واستشهاد 6 وقصف أهداف عدة وكان موقف المقاومة بالرد والذي يجب أن يكون دائماً هكذا وابتدأت المعركة المفتوحة
وأوضح أن هذا العدوان تدحرج من الأحداث في الضفة ورافقته ظروف عدة منها اعتداء المستوطنين على عائلة أبو خضير واختطاف 3 من الجنود الإسرائيلين.
وأشار إلى، أن "إسرائيل" خسرت نتيجة هذه الحرب أكثر من 70 جندياً في المواجهات على حدود قطاع غزة، وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين.
وذكر، أن عام 2014 ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مدن مركزية في الداخل المحتل، ففي عام 2012 كان هناك قصف لـ"تل أبيب" وتم كسر أول خط أحمر.
وبشأن التدخل المصري خلال العدوان، قال النخالة: كنت أول من زار القاهرة.. الإخوة المصريون طلبوا الاستماع للموقف الفلسطيني بشكل مباشر، وخاصة أن العلاقة مع "حماس" كانت مقطوعة تماماً.
وأضاف "كان الحديث في القاهرة عن مخرج لهذا الوضع وضرورة إيجاد موقف فلسطيني موحد في مواجهة العدوان".
وأكد، أن المصريين قالوا لهم نحن "وسطاء" بينكم وبين الإسرائيليين، "وعبّرنا عن خيبة أملنا من ذلك"، لافتاً إلى عدم تعرض الوفد الفلسطيني لضغوط من قبل المصريين.
وأوضح، أن الميدان كان مفاجئاً للجميع، وبالتالي الإسرائيلي زاد الضغط في النهاية باستهداف المباني في غزة، مشدداً على أن غزة لم تستسلم، وأن والمقاومة أثبتت أنها عصية على الانكسار.
وقال إنه في الأسبوع الأخير انتاب الملل البعض وأنت تقود حرباً بهذا الحجم وغادر وفد م.ت.ف وبقي وفدا حماس والجهاد وتم صياغة اتفاق وأنجز خلال 24 ساعة، منوهاً إلى أن "إسرائيل" كانت مرتبكة على مدى 51 يوماً، وأن "هيبتها كُسرت".
ولفت إلى، أنه لم يغادر القاهرة أثناء المفاوضات في القاهرة، "وكنا نشكل نقطة وسط بين المختلفين" وفق قوله.
وأكد، أن حضور الدكتور رمضان شلح كان مهماً واستثنائياً، موضحاً أنه أدار المعركة السياسية وكان يوجّه الوفد الفلسطيني في القاهرة.
وكشف النخالة، أنه أبلغ وزير خارجية روسيا بأن كل الدول العظمى تعملُ في السياق الإسرائيلي، لافتاً إلى أن حركة الجهاد الإسلامي لا تبحث عن دور أكثر مرونة مع العدو على حساب الثوابت.
وشدد على، أن "الجهاد الإسلامي حركة إسلامية ووطنية مجاهدة.. وتثبت نفسها في المعارك بحضورها وبشهدائها"، منوهاً إلى تسجيلها مواقف سياسية متميزة، وحضوراً في كثير من المعارك كمعركة مخيم جنين 2002، ومعركة الخليل (وادي النصارى).
وحول خطة الضم التي يلوح الاحتلال بالمصادقة عليها قريباً، قال القائد النخالة، إنها جزء من المخطط الذي قام عليه المشروع الإسرائيلي، عاداً أنها ليست جديدة، وأن تنفيذها الجديد.
وأضاف، أن الحياة موازين قوى، وليست مفاوضات، موضحاً أنه لا يوجد أمام الفلسطينيين خيار مع عدو سلب كل أرضهم؛ فالشعوب التي تريد أن تتحرر يجب أن تفرض معادلات جديدة، بحسب قوله.
ونبه إلى، أن ما جرى في المنطقة من هزائم "للمشروع الإسرائيلي" بلبنان وغزة والضفة "كانت درساً لنا جميعاً أننا بالمقاومة يمكن أن نحقق نصراً".
المصدر : الوطنية