أيام قليلة ويبدأ الفصل الدراسي الأول للعام 1442 في المملكة العربية السعودية، وسط تساؤولات مكثفة من قبل الطلاب وأولياء الأمور عن آلية الدراسة في الفصل الجديد، وهل ستكون الدراسة فيه عن بُعد أم حضورياً في السعودية ؟!.
وأكد المسؤول عن مدارس أهلية بمدينة الرياض، مالك غازي بن طالب، لـ"الرياض" أن عدم وضوح الرؤية حتى الآن بالنسبة لآلية الدراسة خلال الفصل الأول من العام والمقرر أن يبدأ في 11 محرم 1442 هجري الموافق لـ 30 أغسطس 2020 أي بعد ثلاثة أسابيع مقلق للقطاع الأهلي ولعموم القطاعات ذات العلاقة بالتعليم كالقرطاسية والزي المدرسي والنقل وخلافه، حيث تبنى على ذلك القرار العديد من سياسات تلك القطاعات وآخر ما تلقيناه حول ذلك أنه سيكون هناك اجتماع مشترك سيجمع وزارة التعليم مع الجهات ذات العلاقة لتقرير ما يحقق مصلحة وسلامة الطلاب، وكان هناك حديث سابق عن خطة لتقسيم الطلبة إلى فترات، مع الالتزام بالوسائل الاحترازية الكاملة وذلك عبر ثلاث نطاقات مختلفة، ولكن حتى الآن لم يصلنا تأكيد رسمي من وزارة التعليم حول ذلك.
وقال مالك بن طالب: حاليا تقوم المدارس الأهلية التي لديها القدرات المادية المناسبة بتجهيز نفسها لكل الاحتمالات فمن جهة هي تعمل على تجهيز منصات مناسبة وملائمة للعملية التعليمية عن بعد وتجهز لتدريب الطلاب والطالبات وأيضا أولياء الأمور للتعامل مع تلك المنصات واستخدامها بالشكل المناسب، ومن جهة أخرى هي تعمل على الاستعداد لتطبيق وسائل السلامة والاحترازات اللازمة بدءا من تقليص استيعاب الفصول الدراسية للطلاب وتوفير اللوازم المفترض وجودها كالمعقمات ومتطلبات التباعد بين الطلاب في المدارس.
وأشار مالك بن طالب، إلى أن المدارس الأهلية ذات المقدرات الضعيفة والتي قد تعجز عن مواكبة ما سيخرج به القرار ستجد نفسها مضطرة للتوقف، وبالتالي سيبحث طلبتها عن بديل، كما أنه في حال كان القرار بأن تكون الدراسة عن بعد سيكون احتمال تخفيض الرسوم المدرسية وارد لدى عموم مدارس القطاع الأهلية نظرا لأن تكاليفه التشغيلية ستكون أكثر انخفاضا قياسا بها في حال حضور الطلبة.
بدوره قال مدير التطوير في مصنع لصناعة الزي المدرسي، المهندس محمود كمال، إن قرار آلية بداية العام الدراسي الجديد 1442 هـ، والذي سيحدد ما إذا كانت الدراسة خلال الفصل المقبل ستكون حضوريًّا أو عن بُعد، له تأثير كبير على عمل عموم القطاعات المصنعة والمسوقة لأدوات ومستلزمات التعليم سواء كانت زيا مدرسيا أو قرطاسية وخلافه خصوصا وأن أعمال تلك القطاعات كانت متوقفة خلال الفصل الدراسي الماضي بنسبة 100 % نتيجة لتعطيل الدراسة احترزا وحفظا لسلامة الطلبة والطالبات.
وتوقع المهندس محمود كمال، بأن يكون توقف الدراسة حضوريا سببا في إغلاق الكثير من محال التجزئة على عكس المصانع المنتجة التي قد توجه نشاطها إلى منتجات أخرى كالكمامات والألبسة الطبية الوقائيه وخلافه، وقال بالنسبة لنا كمصنعين قدماء في السوق نستحوذ على ما يزيد على 20 % من سوق المدينة المنورة ونبيع بالجملة لعموم تجار المناطق الأخرى يهمنا كثيرا كغيرنا سرعة إعلان آلية الدراسة نظرا لأهميتها بالنسبة لكميات الإنتاج المطلوبة.
بدوره قال مسوق الأدوات المكتبية والقرطاسية، هاشم الكاف: إن جميع العاملين في قطاع الأدوات المكتبية والقرطاسية بالمملكة والذي تشير بعض التقارير بأن حجمه يتجاوز 10 مليارات ريال سنويا ينتظرون قرار التعليم بشأن آلية الدراسة وهل ستكون حضورية أو عن بعد وينطبق ذلك أيضا على قطاعات مبيعات الأجهزة التقنية التي سيكون لها دور كبير في حال كانت الدراسة عن بعد، وحاليا تحجم كثير من محال التجزئة عن الشراء من تجار التجزئة والمستوردين تخوفا خصوصا وأن مشترياتهم للفصل الدراسي الماضي ما زالت على أرفف العرض في محالهم ومكتباتهم.
هذا وأصدر نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي تعميماً عاجلاً لجميع إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات لمعرفة واقع الأجهزة التقنية في المدارس لتحديد سياسات العودة للدراسة متضمنة أجهزة الحاسب الآلي في المعامل.
وجاء هذا التعميم إشارة إلى قرار تشكيل اللجنة التوجيهية للإشراف على تنفيذ خطة العودة للمدارس للعام الدراسي القادم 1442هـ المتضمن وضع الترتيبات المناسبة للاستعداد للعام القادم.
وطلب الدكتور العاصمي توجيه قائدي المدارس بتعبئة البيانات المطلوبة على أن تعتمد هذه البيانات من مديري المكاتب في المناطق والمحافظات، مشدداً على أن يتم الرفع بتلك البيانات خلال 5 أيام.
يذكر أن الميدان التربوي لا يزال ينتظر القرار النهائي بشأن بداية العام الدراسي، وهل سيكون عن بُعد أو حضورياً.
المصدر : وسائل إعلام سعودية