حذر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، اليوم السبت، من خطر محاولة حصار وعي الأمة وتزييفه وترويج رواية العدو للصراع عبر موجات السقوط والتطبيع لأمراء الطوائف في محاولة بائسة لتتويج المملكة الصلبية "إسرائيل" قائدة لحلفهم في مواجهة أي محاولة نهوض للأمة.
وأكد الهندي، في كلمة له خلال ملتقى صلاح الدين الأيوبي الفكري الدولي الثاني في إسطنبول، أن الأمة اليوم تواجه تحديات وتفتيت وتقسيم الوطن الإسلامي بمشرط سايكس بيكو لعشرات الدويلات الغارقة في نزاعات قومية وعرقية ومذهبية وعشائرية مرتهنة للغرب.
وشدد على أن الغرب نهب ثروات الأمة ومنع نهضتها ويتحكم بثقافتها وعلومها عبر تغريب نخبها وتعيين حكامها وقهر شعوبها.
وأشار إلى أن حلقة القهر والتحكم، تتمثل اليوم بالمملكة الصليبية الثانية- "إسرائيل"- كذراع طويلة تخنق الأمة من أي محاولة للنهضة والاستقلال.
وأوضح أن فلسطين ستبقى كما كانت دومًا عنوانا لنهضة الأمة ووحدتها، مشيرًا إلى أن المسؤولية اليوم على شعب فلسطين مضاعفة لأنهم يمثلون مقاومة الأمة باعتبارهم في الخندق الأول للمواجهة.
اعتبر أن المعارك والمحطات الفاصلة في تاريخ أي أمة بمثابة إعلان عن حيويتها واستحقاقها للنصر والتقدم، أو فشلها وهزيمتها وضياعها.
وبين أن معركة حطين إحدى المعارك الفاصلة بين الصليبيين والمسلمين عبر التاريخ الإسلامي، وكانت نصراً حاسماً على مملكة الصليبيين في بيت المقدس باعتبارها جزءاً من كفاح متواصل على مدى قرن من الزمان.
وأضاف "بيت المقدس" مثل للقائد الإسلامي "صلاح الدين الأيوبي" دوماً هدفا للقتال وبوصلة للجهاد، متابعًا: "لقد استطاع صلاح الدين توحيد الأمة الإسلامية في مواجهة التفتيت والاقتتال الداخلي والغزو الصليبي الخارجي، ونجح في وأد المؤامرات الداخلية واستمر في جهود الإصلاح والإحياء السني، كما يُحسب للأيوبي انه تمكن من توحيد مصر مع بلاد الشام في مشروع مواجهة مع الممالك الصليبية".
وأردف أن "التحديات لم تكن في ميدان المعارك الحربية، بل إن ميدان المعركة الحربية كان بمثابة إعلان عن مدى استجابة الأمة لهذه التحديات"، لافتاً إلى "أن الدولة العباسية عانت طويلاً من الانقسامات وإمارات الطوائف".
وأشار إلى أن مواجهة التحديات كانت أساساً في ميدان العقيدة والفك، وبدأت بالمدارس النظامية والتي خرجت علماء ودعاة وقادة وولاة تصدوا لانحراف العقائد والأفكار وقادوا الأمة في مواجهات مع الأعداء.
ووصف سيرة ومسيرة الناصر "الأيوبي" بالقائد المملوء بالأيمان والتقوى والزهد الأمر الذي أورثه العزيمة والإصرار والثبات ليتوج عند الأمة موحداً لها ومعيدا لمجدها ومحررا قدسها وعند الأعداء رمز للفروسية والشجاعة، واكبر شاهد هي الفرحة العارمة التي عمت العالم الإسلامي أجمع، حين دخل للقدس فاتحاً وألقى الغصة في حلق الصليبين.
وتوجه للمجتمعين في ختام حديثه قائلًا: مسؤوليتكم اليوم مضاعفة لأنكم تمثلون علماء وقادة الفكر للأمة في التصدي للموجة الجديدة للتطبيع مع العدو والاستسلام له والتي تستهدف قلب وعقل الأمة.
المصدر : الوطنية