غليان وتوترات ميدانية ساخنة، تشهدها المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة، نتيجة عدم تنفيذ ما اتفق عليه بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال.
شهر ونصف تقريبًا مرت على التفاهمات الأخيرة والتي كانت تحت رعاية قطرية، لمنع دخول غزة و"إسرائيل" في مواجهة محتدمة.
ويماطل الاحتلال في تنفيذ المطالب ويتجاهل ما اتفق عليه، ما يعطي مؤشر واضح بأن المنطقة ستدخل في مرحلة صعبة وحاسمة خلال الفترة القليلة المقبلة، وفق ما يراه محللون سياسيون.
صفيح ساخن
وقال المحلل العسكري في موقع "واللا" الإسرائيلي أمير بوخبوط إن حدود قطاع غزة تشهد حالة غليان وتوتر، مشيرًا إلى أنه إذا لم يحدث تغيير بوساطة مصر وقطر فستتجه المنطقة قريبًا لجولة تصعيد.
وأكد أن الوضع بدأ يسخن من جديد، لافتًا إلى أن حركة "حماس" غير راضية عن اتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه.
ونوه إلى أن الحركة ترغب بزيادة الأموال التي تدخل القطاع وإقامة منطقة صناعية ومزيد من المشاريع في القطاع.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تضع الإفراج عن جنود الاحتلال الأسرى في القطاع شرطاً لتحسين الوضع داخله، متوقعًا أن تعود البالونات الحارقة قريبًا بسبب الوضع المتوتر.
والإثنين الماضي، أطلق صاروخ من غزة وسقط قرب منطقة "كرم أبو سالم" قبل أن يرد الاحتلال بقصفه لمناطق في القطاع.
مؤشرات ليست إيجابية
الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، قال إنه من الواضح أن التفاهمات الأخيرة التي رعتها قطر كانت تنص على أمور عاجلة وآجلة وفق سقف زمني لمقياس مدى التزام الاحتلال بتنفيذ ما اتفق عليه.
وأكد الغريب، خلال حديثه لـ "الوطنية" أنه حتى اللحظة وبعد مرور أكثر من شهرٍ تقريبًا ونصف، فإن المؤشرات الحالية ليست إيجابية وهذا يعطى مؤشر واضح بأن التوتر قادم مع الاحتلال مجددًا والأوضاع الميدانية ستكون أكثر سخونة خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأوضح أن هذه نتيجة طبيعية، وذلك لاستمرار حالة الحصار واشتداد وتلاحق الأزمات في غزة، ما ينذر بكارثة إنسانية حقيقة، وإخلال بما اتفق عليه.
واعتقد أن تفاهمات الهدوء مقابل الهدوء بالمجان، أصبحت مرفوضة لدى الفصائل الفلسطينية، مشددًا على أن حالة التضييق على الشعب الفلسطيني في غزة، لن تلاقي إلا مزيد من المواجهة لربما التي من الممكن أن تبدأ خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأشار إلى أن الوضع سيتدحرج ولربما يصل إلى تطورات ميدانية، تكون أكثر حدة من التصعيد الأخير الذي حدث ما قبل الرعاية القطرية.
المصدر : وجيه رشيد- الوطنية