قبل عدة أيام، أطلق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية، تصريحًا حرك المياه الراكدة، بإمكانية عودة جولات التصعيد مع الاحتلال في حال عدم تنفيذ ما اتفق عليه.
وقال الحية، بشكلٍ واضح إن المهلة التي أعطتها المقاومة للاحتلال قد شارفت على الانتهاء، مؤكدًا أننا لن نصبر أكثر.
تلك التصريحات، مع القذائف الصاروخية التي أطلقت اليوم وأمس، جعلت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تقف على أعصابها، وتنتظر ماذا سيحدث خلال الأيام القادمة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن نهاية شهر أكتوبر سيشهد تصعيدًا مع قطاع غزة، وذلك بسبب عدم الالتزام بتحقيق تفاهمات التهدئة الأخيرة.
وأطلقت المقاومة في غزة، صاروخًا باتجاه البحر وفق زعم الإعلام الإسرائيلي، تساقطت معه بعض التساؤلات حول أهدافه وتوقيت تنفيذه، ما دفع "الوطنية" للتوجه للعدد من المحللين السياسيين.
وقبل شهرين تقريبًا، أعلنت قطر، نجاح جهودها في التوصل إلى اتفاق تهدئة بين المقاومة و"إسرائيل"، أنهى جولة من التوتر انطلق بداية أغسطس/ آب الماضي.
وتضمنت التفاهمات، السماح بزيادة الدعم المالي الذي تقدمه دولة قطر كمساعدات إنسانية للقطاع، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع تهدف إلى خفض نسبة البطالة، وحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي.
الأكثر سخونة
الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، قال إن "إسرائيل" تشعر أن الجبهة الجنوبية (قطاع غزة) هي الأكثر سخونة والأكثر قابلية للاشتعال.
وعدّد لافي، خلال حديثه لـ "الوطنية" أسباب كون غزة الأكثر للاشتعال، الأول: أن "إسرائيل" لم تتقدم بخطوات حقيقية نحو فك الحصار حسب ما تم التفاهم عليه.
الثاني: قضية الأسير ماهر الأخرس والتي تعد ذات إجماع وطني، وهناك نوع من التهديد المباشر من قبل فصائل المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي بهذا الاتجاه في حالة المساس بحياته، فالأمور ستذهب للتصعيد.
ثالثًا: الذكرى السنوية لاستشهاد بهاء أبو العطا وأن هناك معلومات استخباراتية معينة تشير إلى أن هناك بعض الردود، فالعوامل الأساسية لسخونة جبهة غزة لدى الإسرائيلي باتت أكثر خطورة.
وأكد أن هناك أسباب حقيقية وواقعية وهو استمرار الحصار الخانق، في حين لم يشعر المواطن في غزة بتغير حقيقي باتجاه تخفيف الحصار عنه وخاصة وأن المشاريع الأممية والدولية التي كانت المفروض أن تقام لم تنفذ حتى اللحظة.
وحول "مناورة السهم الفتاك" والتي أجراها الاحتلال على الجبهة الشمالية (لبنان)، أوضح لافي، أن رئيس أركان جيش الاحتلال أراد فحص الجهوزية لأي معركة قد تحدث.
وأشار إلى أن الجبهة الشمالية متوترة منذ أشهر، بينما غزة الأكثر سرعة في الاشتعال وتنظر لغزة بنوع من أنواع الخطر الذي ممكن أن يتفجّر أسرع من غيره.
وبشأن إمكانية حدوث مواجهة عسكرية بين المقاومة والاحتلال، أكد المحلل السياسي أنه لا مصلحة لأحد بذلك، وقطاع غزة لا يريد سوى تخفيف الحصار.
عودة الوسائل الخشنة
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن إطلاق الصواريخ من غزة، إشارة من المقاومة بأنه لا يمكن الصمت على استمرار الحصار المفروض، وأن هذه القضية ما زالت محل اهتمام لدى الفصائل.
وأكد الغريب، خلال حديثه لـ "الوطنية"، أن استمرار تجاهل مطالب الشعب الفلسطيني والتنكر لكل الاتفاق الأخير والذي رعته قطر، لن يولد إلا استئناف موجة التوتر بين المقاومة والاحتلال.
وأضاف: "استمرار حالة التجاهل لمطالب الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن تقابل بمعادلة الصمت مقابل الحصار، باعتبار أن الحصار شكل من أشكال العدوان".
وتابع: "في حال استمرار الحصار، ستكون هناك سيناريوهات ميدانية باتجاه عودة مشهد التوتر ربما بالوسائل الشعبية الخشنة من جديد".
واعتقد أن معادلة الهدوء مقابل الهدوء بالمجان، لم يعد لها مكان مع استمرار معاناة أكثر من 2 مليون مواطن.
ولفت إلى أن الاحتلال يشعر بأن جميع السيناريوهات باتت قريبة ومطروحة، والتجربة العملية مع قطاع غزة، بمعنى أن الترجيحات الإسرائيلية نابعة من إدراك إسرائيلي بأن التصعيد قادم بسبب عدم الوفاء بما اتفق عليه.
واختتم حديثه: "بتقديري سيكون هناك استخدام تدريجي للضغط على الاحتلال من خلال الوسائل الخشنة، والتجارب السابقة أكدت بشكلٍ واضح بأنها قادرة على التأثير على قيادة الاحتلال، بل وطالبت الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية لوقف مثل هذه الوسائل".
المصدر : وجيه رشيد- الوطنية