كشفت صحيفة "الأخبار اللبنانية"، اليوم الخميس، عن توقف جولة المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس".
وقالت الصحيفة، إن جولة المصالحة الفلسطينية الأخيرة لم تكتمل أكثر من شهرين، وبشكلٍ سريع، خفّضت "فتح" تواصلها مع "حماس"، مُعلّقةً آمالها كافة على إدارة جو بايدن، بل قَدّمت سلفاً إلى الأخيرة مجموعة خطوات "حسن نية".
وأضافت أنه على عكس أجواء التفاؤل التي بثّتها "فتح وحماس" قبل شهرين، تَعثّرت المصالحة بين الحركتين من جديد، فيما تبيّن ذلك بوضوح بعد إعلان فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها: إن الاتصالات توقفت كلّياً، بعدما تَجدّد الأمل لدى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في عودة مسار المفاوضات وإيقاف الإدارة الأميركية ضغطها السابق و(صفقة القرن).
وأكدت مصادر في حركة حماس، أن الاتصالات، التي كانت انخفضت بالتدريج، تَوقّفت أخيراً، في حين باتت فتح لا تذكر المصالحة، إذ تركّز الآن على ما ستّتخذه الإدارة الأميركية الجديدة من خطوات.
وتوقعت المصادر أن تواصل فتح إدارة ظهرها للمصالحة، وتأجيل عقد الاجتماع الثاني للأمناء العامين للفصائل، والمصير نفسه للانتخابات، خاصة أن أمين سرّ اللجنة المركزية لفتح، جبريل الرجوب، طلب من حماس التمهّل في المصالحة حتى "نهاء العقبات التي تُؤخّرها"، وفق الصحيفة.
وأضافت: مع ذلك، مارست الأخيرة ضغوطاً على فتح، عبر الاتصالات الثنائية والإعلام، لدفعها إلى تسريع المصالحة بغضّ النظر عن أيّ مؤثرات، لكن هذا لم ينجح. ومع أن مسار المصالحة لم يكن مرتبطاً بالإدارة الأميركية، يعوّل أبو مازن على أن فوز بايدن سيُرجع الأمور إلى ما كانت عليه في عهد باراك أوباما، وعودة الدعم المالي للسلطة، وفتح مقرّ منظمة التحرير في واشنطن، ما يعزّز وضعه مجدداً.
وتابعت الصحيفة: يتطابق ما سبق مع ما نقلته مصادر من حركة فتح، قالت: إن الرئيس يستعدّ لعودة التنسيق مع الإدارة الأميركية، وقبول تسلم أموال الضرائب "المقاصة" من الإسرائيليين بعد توقفه عن تسلمها منذ قرابة عام ونصف عام، على أن يعلن هذه الخطوات قريباً، وتحديداً بعد الإعلان الرسمي لفوز بايدن.
في هذا السياق، قال مصدر في حكومة رام الله إن السلطة في صدد تسلم "المقاصة" الشهر الجاري عقب مشاورات أفضت إلى عودة هذه الأموال عبر وسيط أوروبي.
وأشار المصدر، الذي فَضّل ألا يُذكر اسمه، إلى أن "الجانب الإسرائيلي وافق على ألّا تُقتطع أيّ مبالغ من هذه الأموال تحت أيّ شرط"، مضيفاً: "أيّ اقتطاع سيكون بالتوافق بين السلطة والجانب الإسرائيلي بإشراف الوسيط الأوروبي".
المصدر نفسه كشف أن هذا القرار يأتي بالتزامن مع "عودة العلاقات (التنسيق الأمني)"، لافتاً إلى أنه "منذ بداية الأزمة، هناك حديث جدّي من الحكومة عن أن الأزمة (المقاصة والتنسيق) ستنتهي في تشرين الثاني/نوفمبر لأن القيادة الفلسطينية كانت في انتظار نتائج الانتخابات الأميركية... فوز بايدن مصدر ارتياح كبير للسلطة، كأنه ألقى حبل النجاة لها".
ومع أن بايدن تَعهّد في نيسان/ أبريل الماضي بإبقاء السفارة الأميركية في موقعها الجديد في القدس، فإنه أعلن أنه "سيبقى ملتزما بحلّ الدولتين".
وقال المصدر للصحيفة: إن عودة "التنسيق الأمني" هي من "بوادر حسن النية تجاه الإدارة الأميركية الجديدة"، مستدركاً: "التنسيق الأمني لم يتوقف أبداً، بل ما تَوقّف هو التنسيق في الشق المدني".
المصدر : الوطنية